تقديم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف لكتاب الاستاذ موفق الطائي الموسوم ( عامر يونس .. أيقونة الطرب الموصلي الاصيل) *
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن
-
العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 14:51
المحور:
الادب والفن
تقديم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف
لكتاب الاستاذ موفق الطائي الموسوم ( عامر يونس .. أيقونة الطرب الموصلي الاصيل) *
حين ألف كتابه عن الغناء والموسيقى في الموصل، وجد الأخ الأستاذ موفق الطائي أنّ بعضا ممن عرفَتْهم الموصل في ميدان الغناء والموسيقى ، لابد ان يأخذوا مساحة أكبر مما أخذوها في هذا الكتاب. وحسناً فعل عندما وقف عند الفنان الصديق الأستاذ عامر يونس ومعرفتي به قديمة وتقديري لدوره في الحركة الغنائية والموسيقية العراقية في الموصل كبير.
لو لم أكن أعرفه ، وأعرف قدراته ، وما احتله من مساحة في عالم الموسيقى في العراق ، ما كتبت سطراً واحداً عنه ،لكن من يكتب تاريخ الغناء في الموصل، وتاريخ المقام في الموصل وتاريخ التنزيلات في الموصل لا يستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال ؛ فهو قد حفر لنفسه موقعاً ومكانة ليس من السهولة تجاوزها .فهو أي الأخ الأستاذ عامر يونس فنان اصيل يتمتع بقدرات في الصوت والشكل والحركة واسعة ،واتذكر انني كتبت عنه اكثر من مرة .. كتبت عن سيرته ،ودوره في تشكيل (فرقة الملا عثمان الموصلي) ،وما قدمه على صعيد المهرجانات الغنائية العراقية والعربية .
كتب عنه كثيرون ، وأشير في هذا الصدد الى ما كتبه الأخ والصديق الباحث المعروف الأستاذ بلاوي فتحي حمودي الحمدوني في كتابه ( أساطين الموصل المعاصرون )، وصدر عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل سنة 2019 ،ومما قاله وهو يسرد جانباً من سيرته الذاتية والعملية أنه مطربٌ وأنه من مواليد الموصل سنة 1954 ،وان بداياته الفنية كانت سنة 1973 ،وأن أول عمل تلفزيوني له هو تأديته أغنية (أنا في انتظارك) ،وهي من الأغاني الصعبة لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وقّدمها في تلفزيون الموصل من إخراج وتصوير المخرج الأستاذ غازي فيصل .
وما زلت أتذكر ، أنه كان يقّدم في تلفزيون الموصل بعد ذلك حفلات غنائية تتضمن أداءه للتنزيلات الموصلية والقدود الحلبية والموشحات الدينية.
وأريد ، وأنا اقدم لهذا الكتاب المخصص للفنان الأستاذ عامر يونس أن أقف عند محطة مهمة من محطات حياته ، وهي التحاقه بالفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية ببغداد سنة 1980 ومشاركته مطرباً مع الفرقة في كثير من الأعمال داخل العراق وخارجه ،هذا فضلاً عن أنه سجل لتلفزيون العراق الكثير الكثير من الأعمال منها موشحات وأغانٍ وتنزيلات ،والجميل في كل هذا مشاركته وتمثيله العراق في مهرجان الأغنية العربية الذي أقيم في دار الأوبرا بالقاهرة – جمهورية مصر العربية وشارك معه الملحن الفنان الأستاذ طالب القره غولي والمايسترو الدكتور فتح الله أحمد والمطربة امل خضير .
وكما سبق أن قلت آنفا انه لم يكن في كل هذا بعيداً عن مدينته التي يعشقها وهي الموصل اذ أسس أو أسهم في تأسيس فرقة الملا عثمان الموصلي، وهذه الفرقة شاركت في مهرجانات فنية غنائية داخل العراق وخارجه.
لا أنسى أيضا أن أقول انه كُّرم كثيرا ومُنح جوائز واوسمة فقد كرم من دائرة الإذاعة والتلفزيون ببغداد وكرم في دار الأوبرا في مصر وفي العاصمة القطرية الدوحة ورشح نائبا لرئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين سنة 2015، ومن ثم رئيساً لجمعية الموسيقيين العراقيين، وله تسجيلات متوفرة في الانترنت ضمن اليوتيوب، كما إن لديه قصاصات عن مقابلات أجرتها معه فضائيات وإذاعات وصحف ومجلات عراقية وعربية كثيرة.
الكتاب الذي اقدم له وعنوانه ( عامر يونس ايقونة الطرب الموصلي الأصيل) ، يتألف من مقدمة ، ومدخل ، ومباحث تناولت تأثير البيئة في تكوين شخصية من نكتب عنه ، وتتبع الخطوات الأولى نحو انطلاقته الفنية ، ومن ثم الانطلاقة الأولى والعلاقة بين (مطرب القدود الحلبية ) و(مطرب التنزيلات الموصلية) ، ودور عامر يونس في الفرقة القومية للفنون الشعبية ، وفرقة الملا عثمان الموصلي ، ودوره في تأسيسها ، والمسيرة الغنائية الطويلة للفنان عامر يونس ومشاركاته داخل العراق وخارجه وتقديم ما قاله عنه معارفه وزملاؤه ومحبوه وكل ذلك ( ُمطّعم ) بالصور والذكريات ، وما حصل عليه من دروع وشهادات تعطينا صورة شاملة عن هذا المطرب الموصلي الأصيل والكبير والذي يعد امتدادا لمدرسة إسحاق الموصلي العريقة .
الفنان عامر يونس يمتلك ثقافة موسيقية رفيعة .لديه حس موسيقي نادر يتحسس الصوت ، ويعرف طبقاته واراه عندما يؤدي على المسرح متمكناً من أدوات عمله ؛ فهو يتفاعل مع فنه من جهة ، وجمهوره من جهة أخرى، يُحسن الحركة ويعطي لمخارج الحروف قوتّها من الاتساع وأستطيع القول وأنا قد حضرت له عدداً من الفعاليات أنه كان متميزاً بين أقرانه وبالإمكان وأنت تسمع صوته ودون أن تراه أن تقول انه عامر يونس ويحلو لي أن أسميه عامر بن ملا يونس فقد كان والده انساناً متديناً معروفاً في مجتمعه والأخ الأستاذ موفق الطائي – كعادته – لا يترك صغيرة وكبيرة في حياة من يكتب عنه إلاّ ويحصيها ويقدمها موجزة الى القارئ فبارك الله بجهده وإنا سعيد وممتن منه وأقدرّ عالياً ما قدمه من قَبْل في مجالات التوثيق للمسرح وللفرق المسرحية وللغناء والموسيقى وللفنون التشكيلية في الموصل وفقه الله وزاده ابداعاً .
* الكتاب طبع على نفقة مؤسسة بيتنا للثقافة والفنون والتراث في مطبعة نركال وصدر عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع 2024