نكسة 5 حزيران -يونيو 1967و.............................(58) سنة على وقوعها
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن
-
العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 14:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نكسة 5 حزيران -يونيو 1967و.............................(58) سنة على وقوعها
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وها نحن اليوم في 5 حزيران 2025 بمعنى ان ( 58 ) سنة مرت على ما سماه الاعلام العربي ولنقل (الدعاية العربية ) (نكسة حزيران ) تمييزا لها على (يوم النكبة ) سنة 1948 .لكن الحقيقة الامر لم يكن نكسة بل هزيمة مروعة امام اسرائيل الى الدرجة التي انهارت فيها كل الدفاعات العربية في مصر وسوريا والاردن واحتلت القوات الاسرائيلية بدعم قوي من الوريات المتحدة الامريكية والغرب والحركة الصهيونية العالمية .. بالمال والسلاح والدعاية اراض في مصر وسوريا والضفة الغربية الفلسطينية التي كانت تدار من الاردن .
قال الشاعر نزار قباني قصيدته الحزينة المؤلمة :"هوامش على دفتر النكسة " وافتتحها :جلودنا ميتة الاحساس ، ارواحنا تشكو من الافلاس ..أيامنا تدور بين الزار والشطرنج والنعاس هل نحن حقا خير أمة اخرجت للناس ؟! .
وكتب الدكتور صادق جلال العظم كتابه ( النقد الذاتي بعد الهزيمة) ، وكان كتابا مذهلا وقاسيا في جلد الذات ...جلدنا ذاتنا كثيرا وقال بعضنا ان سبب الهزيمة هو انشغالنا بالسماع لام كلثوم وقال الاخرون اننا لم لم نعد ما يجب من السلاح والقوة ونبهنا قادة عسكريون ومنهم المرحوم اللواء الركن المتقاعد محمود شيت خطاب نبه ولاة الامر بأن العدوان سيقع ولم يصغ أحد اعتمدنا على ما يقوله السوفييت لنا وعلى نوايا اميركا ووضعنا على رأس الجيوش قادة لم يكونوا في مستوى المسؤولية ..أكثرنا من الكلام ولم نرافق الكلام بالافعال عدونا استعد ونحن لم نستعد هم دخلوا الحرب كطرف واحد ونحن دخلناها اطراف وجيوش عديدة فضاع التنسيق وتضاربت الاوامر وحدث ماحدث .
اعترف الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة بهزيمته وهزيمة بلاده واعلن تنحيه واستعداده للحساب ، لكن الجماهير تشبثت به ودعته لاكمال المسيرة (المشوار ) وقال ان القائد الحقيقي يجب ان يتقبل طعنات الجماهير كما يتقبل تهانيها والحياة انتصارات وانكسارات وخسرنا معركة ولم نخسر حربا وما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة وبدأ بإعادة البناء بناء الجيش والدولة ووضع (خطة غرانيت 1 ) والتي على اساسها تم خوض حرب اكتوبر -تشرين الاول بعد ثلاثة سنوات من وفاته في 28 ايلول -سبتمبر 1970 . الحرب بين العرب واسرائيل لم تنته وحرب 1967 كانت الثالثة بعد حربي 1948 و1956 واعقبتها حروب ومنها حرب 1973 والحرب ماتزال قائمة الى ان تسترد حقوق اهلنا في فلسطين وخاصة في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمبادرة التي اجمع عليها العرب والتي هي بالاصل مبادرة سعودية مهما طال الزمن فالحروب الصليبية استمرت قرنين وهكذا هو الصراع .
في حرب 1967 احتلت القوات الاسرائيلية غزة ، وسيناء ، والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وخسر العرب قرابة 20 الف انسان في حين فقدت اسرائيل 800 انسان وصدر قرار مجلس الامن 242 والذي دعا الى انسحاب الكيان الصهيوني الى حدود ماقبل 5 حزيران وانعقدت (قمة اللاءات العربية الثلاث ) في الخرطوم وقرر العرب ان لا تفاوض ، ولكن الرئيس المصري أنور السادات وعدد من قادة العرب تفاوضوا مع اسرائيل وطبعوا وعقدوا المعاهدات المهينة وهم الان في اسوأ حال والامة تشكو الله ضعفها وضعف حكامها وموالاتهم للغرب واميركا والسبب ان الامة للاسف لاتعتمد على الله ولا على نفسها بل تعتمد على الاجنبي وخاب وذل من استعان بغير الله ولم يحشد للخطر ما يستطيعه من قوة وامكانيات .
تلك هي قصة الهزيمة وتلك هي قصة التواكل والخور والضعف التي هي حال هذه الامة في ايامنا هذه ولكن لابد ان تنهض الامة اذا توفرت لها قيادات من جيل يعتمد على الله ويعتمد على نفسه .
5-6-2016 والرابط :https://www.facebook.com/photo?fbid=10209260195838900&set=a.1661700019326