حين كتب النحات الفنان ضرار القدو عن الفنان المصور الفوتوغرافي مراد الداغستاني
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن
-
العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 12:36
المحور:
الادب والفن
ورحم الله الاستاذ مراد الداغستاني ، شيخ الفوتوغرافيين الموصليين ، والمصور الفوتوغرافي الموصلي العراقي العالمي 1917-1984 ، ورحم الله النحات ، والفنان التشكيلي الموصلي الكبير الاستاذ ضرار القدو 1935-1998 .كانا رمزين من رموز الموصل ، ويحق لنا ان نفخر بهما ، وبما قدماه .
في عدد آذار -مارس 1983 من مجلة ( آفاق عربية) البغدادية كتب الاستاذ ضرار القدو مقالة ممتازة بعنوان (مراد الداغستاني ..فوتوغرافي مبدع) ؛ قال فيها انه تعرف على مراد الداغستاني قبل اكثر من ثلاثين سنة يعني تعرف عليه في مطلع الخمسينات . كان مصورا فنانا يقتصد من ماله ، ووقته لعمله الفني ونتاجه المتجدد .واضاف بدأ خطواته الاولى في مدينة الموصل وكان دائم التجوال في اسواقها يصور بآلته المحمولة على كتفه ، نهر دجلة ، وقوارب الصيادين ..شباكهم ..(الكب )مكان بيع الشمزي والبطيخ والخيار ..العربات ..الخيول ، المناظر المحيطة بها ،الاولاد ، النساء ،الرجال ، افراحهم ،اعيادهم ،صور البنايات والاثار ، الاسواق المسقفة ، المقاهي الشعبية ، النجارين وابواب الخانات والحدادين،كاتب العرائض ، المجذوبين ، الصوفيين ، شعراء المدينة ، ادبائُها فنانيها ورجالاتها وتميز في الاربعينات بتصوير الشيوخ واظهار الدقائق التفصيلية لوجوههم مُجسمة واضحة تحت تأثير الاضاءة التي تدل على مقدرة عجيبة في تسليطها على وجوه الشخوص تاركة ظلالا جميلة تشف تحتها التفاصيل الحية .
وقال انه شارك ببعضها في معارض عالمية ، وطبع قسم منها في أدلة المعارض ونال ميداليات تكريمية . عرفه اهل المدينة برفعة مكانته الفنية المميزة وأحب الناس وأحبوه .. كان دمث الاخلاق لطيف المعشر وكتب عنه الكثير كتبت عنه الانسكلوبيديا العالمية لكنه لم ير ما كُتب عنه ، وكتبت الصحف والمجلات كان يستطلع آراء زملاءه بأعماله الجديدة التي ينوى المشاركة بها في المعارض العالمية .
بدأ معرضه الاول سنة 1943 ، في محله الاول في شارع حلب ، وفي القسم الاول منه كان يقيم معرضه ويستقبل زبائنه فيه .شارك في معارض محلية وقطرية وعالمية منها معرض هونغ كونغ ومعرض مدينة بوردو الفرنسية ومعرض البرازيل ومعرض مدينة زغرب اليوغوسلافية وفي سنة 1978 اقام معرضا خاصا له في الموصل ضم (29) عملا فنيا وقد عد ضيف شرف في (صالون لندن للفوتوغراف) .كان مراد طالبا في الاعدادية الشرقية وعندما كان طالبا كان حلمه ان يكون مصورا فوتوغرافيا ، وبعد تخرجه السنة 1940-1941 كان معدله 85% ومعدله كان يؤهله للدخول الى كلية الطب او الهندسة لكنه فضل ان يكون مصورا .بدأ هواية التصوير عندما كان يلاحظ أمه وهي ارمنية واخت المصور الفوتوغرافي الكبير "آكوب كريكور بنجويان" التي كانت تقوم بنشاط فني في دارها وتصور النساء .كانت لديه صور لمختلف المناطق في العراق صور في بعقوبة والبصرة والعشار والاهوار وسافر الى مناطق عديدة في العالم وكان لديه ارشيف ضخم وكانت لديه الكثير من الصور السالبة محفوظة في اكياس ورقية او ملفوفة على بعضها لم تر النور بعد ولانعرف مصسرها الان .كان يؤكد على تصوير الموضوع الواحد ويلتقطه من اتجاهات مختلفة وفي اوقات متعددة فصور دحلة قبل اربعين سنة وصورها قبيل وفاته في 27 من تموز -يوليو سنة 1984 .استخدم خامات وعناصر ليست لها علاقة بالبصريات وعلم التصوير مرة استخدم قماشا شبكيا رقيقا لاعطاء ارضية عامة لاحدى صوره او انه كان يطبق الصورة السالبة على الموجبة واستعمل الحبر الاسود على لرقوقه السالبة .وما كان يطلع احد على اسرار عمله حتى يبقى امر التجديد بقيمة عاليا رغم بساطة المواد والعناصر التي كان يستعملها .كانت صوره في الاندلس وقصر الحمراء والمغرب من اعماله الرصينة المميزة بدقة التفاصيل ومن صوره التي تثير الاهتمام صورة العرافة قارئة الكف في لندن على قارعة الطريق .كما صور الحمائم وحركتها على ايدي السواح وبين الجميلات في ساحة سان ماركو في مدينة البندقية .كما صورها في الموصل داخل اوكارها وعلى الطرق القديمة وفي شقوق الحيطان وكانت من ابرز عماله صورة حمام وحمامة يقبلان بعضهما ونشرت في اكثر من كتاب ومجلة ويمكن اعتبار بعض اعماله مدرسية تظهر فيها تقنية عالية في الاسلوب ، والاضاءة ، والظلال ، والتكوين ، ودقة التعبير رحمه الله وطيب ثراه . 27-5-2025