تحليل الموقف الفلسطيني من صفقة القرن !!!


عبدالله أبو شرخ
الحوار المتمدن - العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 09:39
المحور: القضية الفلسطينية     

جاء الموقف الفلسطيني بشقيه ( الرسمي المسالم / الشعبي المقاوم ) دون المستوى المتوقع من حدث بمستوى عاصفة تصفية القضية الفلسطينية بلاءات مفصلية موجعة مثل لا للقدس عاصمة للفلسطينيين ولا لعودة اللاجئين بإعلان إسرائيل دولة يهودية، وسوف نتعرض بالتحليل العميق لحقيقة وتفاصيل المواقف الفلسطينية في غزة ورام الله من حدث بهذا الحجم وهذا المستوى، آملاً من أحبابنا وقرائنا ألا يطلبوا مني ما يخالف المنطق أو يتنكر لطبيعة الحقائق على الأرض !
أولاً: موقف السلطة الوطنية
لم يتجاوز الموقف الرسمي الاستمرار في معزوفة حل الدولتين البائسة والإشادة باتفاق أوسلو المحنط، متجاهلا حقيقة آلاف الدونمات التي تم افتراسها بالاستيطان من الأغوار أو تهويد القدس، ولم يرق الموقف الفلسطيني إلى حدث بمستوى " ضم المستوطنات " ولا فظاعة ما تقوم به دولة الاحتلال من تنفيذ وتطبيق لمشروع التطهير العرقي بدعوى تبادل الأراضي بالتخلص من مجموعة قرى وادي عارة وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقرى في وسط النقب لكي يتم ضمها إلى ولاية السلطة الفلسطينية، وبذلك تتخلص الدولة العنصرية من قرابة 100 ألف فلسطيني في الداخل المحتل !!!


ثانياً: موقف الفصائل
كذلك فإن موقف الفصائل لم يتجاوز الموقف الرسمي بإعلان رفض الصفقة، لكن من دون طرح بدائل سياسية للطرح الأمريكي - الصهيوني، ورغم أن الصفقة تنص على نزع سلاح الفصائل بالقوة، غير أن موقف الفصائل لم يتطرق ولم يناقش حرب ضروس تلوح في الأفق ضد المقاومة وسكان غزة !

-------------------------------------------------

إن الاستمرار في تسويق وهم حل الدولتين في ظل مصادرة واستيطان معظم الضفة الغربية، أو الاستمرار في سلوك الفصائل الذي تكلس وتحجر منذ مجزرة 2014 عند تفاهمات هزيلة مخزية تعيد توفير حقوق كانت طبيعية لشعب تحت الاحتلال، مثل دخول الإسمنت والكاوشوك وتصدير الفراولة. كلاهما لم يرتق إلى مستوى الموقف من " يهودية الدولة " ولا الاستيطان، ولا القدس، ولا التطهير العرقي الجديد في الداخل المحتل لقرى وادي عارة وأم الفحم !!


إن حقيقة المشهد الراهن هو دولة واحدة تمارس العنصرية والاضطهاد ضد نصف سكانها العرب لأسباب دينية وعرقية وايدلولوجية. ليست المشكلة في العودة لإحياء اتفاق أوسلو الذي دفن بالانتفاضة الثانية سنة 2000 ودفن مرة ثانية باستشهاد أبو عمار 2004، ولا المشكلة بضرورة احتفاظ حماس " المؤقت " بحكم القطاع لأطول فترة ممكنة، بالرهان الوضيع على الرغبة الصهيونية بفصل غزة، في تجاهل وتجاوز لتهديدات نزع السلاح بالقوة وما يترتب عليه من المغامرة بحياة آلاف الناس والأبرياء !!!
كان الأجدى بأبو مازن وهنية بدل تسليتنا بمكالمة هاتفية، التخلي عن المناصب والمكاسب والامتيازات التي وفرتها لهم سلطات وهمية تحت الاحتلال، والارتقاء لمستوى الشعب والقضية، بحقيقة أن شعبنا يعيش حالة " الأبارتهايد " والتطهير العرقي، في الوقت الذي يستمر فيه كلاهما في المراوحة للحفاظ على المكاسب الشخصية سواء بسواء !!!


أدعو من خلال هذا المقال كلا من سلطتي فتح في الضفة وحماس في غزة، إلى ضرورة الإفراج عن الشعب الفلسطيني المحكوم بالحديد والنار في المعازل والمخانق لكي يواجه الفصل العنصري الصهيوني ويطالب بحقوق متساوية على أرض فلسطين التاريخية مع باقي مكونات المشهد الثقافي والديني والعرقي، وبالتالي، ومرة أخرى، أن تتحول أسس ومرتكزات الرؤية الفلسطينية إلى الضغط والكفاح لتغيير بنية هذه الدولة لتصبح دولة جميع مواطنيها في ظل مباديء الحرية والعدالة والمساواة، وهذا لن يتم إلا بإعلان تاريخي عن حل سلطتي رام الله وغزة وإعلان فشل مسار التسوية باتفاق أصبح جثة هامدة، وفي نفس الوقت، أن تخجل حماس من استمرارها باعتقال وعزل وقمع 2 مليون نسمة على 1.3% من فلسطين التاريخية.