قراءة عاجلة في قصيدة !


عبدالله أبو شرخ
الحوار المتمدن - العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 01:29
المحور: الادب والفن     

قراءة عاجلة في قصيدة !

تقوم الشاعرة الفلسطينية إلهام أبو ظاهر بارتجال الأشعار والزجل المتنوع الأغراض، فمنه ما هو ينبوع من الحكمة أو نهر جارف من العشق والانتماء للوطن. أحزانها قليلة .. شجاعتها كبيرة، مغرمة بالشعر النبطي ذو القافيتين. في هذا المقال اخترت جزء من قصيدة بهدف الدراسة والبحث في العمق والدلالة، رغم أن النماذج من أشعارها الرائعة تعد بالمئات. تأملوا معي:

يا طيور البوح غنى وغرّدي

واعزفي الألحان بحدود المدى

وافتحي شباك صدري وانشدي

القصايد فرحتي وانتي الصدى

وابرقي يا مزنتي ثم إرعدي

وانثري أحلامنا برد وندى

و يا دموع العين هدي واركدي

التباكي والبكا ما له جدا

و يا دموع الحر بالعين أجمدي

كل عثرة حر فيها مولدا
---------------------------------
تبدأ القصيدة بمخاطبة " طيور البوح " المسؤولة عن الصدق والصراحة، وهي صورة جمالية بديعة سيما أن الشاعرة تدعوها ليس للبوح فقط، بل للتغريد والغناء، كناية عن الفرح القادم مع هذا البوح، الذي لم يتوقف كشلال هادر، حيث تتلاحق معاني الفرح في قولها " وافتحي شباك صدري وانشدي .. القصايد فرحتي وانتي الصدى "، أي أن البوح يأتي في القصائد على صورة نشيد.


ولا تتوقف الصور الجمالية عن التدفق، فهي تخاطب غيمتها وتطالبها بالبرق والرعد كناية عن ثورة في أشكال الفرح، الذي سيأتي على صورة " برد وندى " وهو خروج إبداعي غير متوقع، حيث المألوف بعد البرق والرعد أن يأتي المطر ! .. بالطبع هطل المطر لكنه في صورة " برد وندى "
.. فيا للجمال !

ثم تنتقل الشاعرة في النداء للدموع والأحزان بأن تكف حيث لا جدوى من تلك الدموع، وأن على دموع الإنسان الحر أن تتجمد لأن " كل عثرة حر فيها مولدا "، أي أن وقوع الحر في نائبة من النوائب هو مجرد درس للنهوض من تحت الركام !
-------------------------------
هذا الشعر سهل ممتنع، جميل، جذاب .. يعالج النفس العليلة، ويرتقي بالأمل إلى أقصى طموحاته.

دمتم بخير