أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - جدوى الانتخابات في الشرق الأوسط: بين هندسة النظام وتكريس الاستمرارية














المزيد.....

جدوى الانتخابات في الشرق الأوسط: بين هندسة النظام وتكريس الاستمرارية


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 22:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اقليم كوردستان 10/ 11/ 2025
رغم تداول الانتخابات كإحدى ملامح النظم السياسية الحديثة في الشرق الأوسط، تبقى نتائجها غالبا مرهونة بفاعلية الهياكل المؤسسية والقوانين الناظمة، أكثر مما تعبر عن الإرادة الشعبية؛ فالمشكلة الأساسية لا تكمن فقط في طبيعة خيارات الناخبين، بل في الطريقة التي تصاغ بها المنظومة الانتخابية نفسها لخدمة استمرار السلطة وتأبيد التحالفات التقليدية.
يبدأ الأمر من القوانين ذاتها؛ غالبا ما تفصل القوانين الانتخابية بما يرسخ توزيعا مدروسا للمقاعد، يضمن تغليب بعض الكتل أو الزعامات، ويرسخ منطق المحاصصة أو القسمة المسبقة؛ وهكذا تتكون البرلمانات وفق خرائط محسوبة بعناية؛ قوائم مغلقة، تصويت مناطقي، عتبات انتخابية مرتفعة تمنع صعود أي طرف خارج الدائرة المغلقة؛ هذا التصميم المقصود لا يقف عند حدود الشكل القانوني، بل ينعكس مباشرة على آلية تداول السلطة ومخرجاتها؛ تنتج عن ذلك أزمة متكررة في تداول السلطة؛ فمهما تغيرت الشخوص يصعب اختراق الدوائر المرسومة بعناية نتيجة للاتفاقات المسبقة حول (المحور الفائز) أو (الكوتا المضمونة) لمجموعات معينة، وهو ما يجعل السلطة تتجدد شكليا دون حدوث نقل حقيقي للقرار السياسي أو الاقتصادي.
ويزداد هذا الأمر وضوحا تحت تأثير التوازنات الإقليمية والدولية؛ فعديد من التحالفات البرلمانية أو الحكومية تفرض نتيجة ضغوط وتحفيزات خارجية، سواء عبر التمويل أو التوافقات الدبلوماسية أو حتى بتوظيف شبكات المصالح الاقتصادية والأمني؛ ويمكن ملاحظة هذا النموذج بوضوح في العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص، حيث تبنى التحالفات السياسية بعد كل دورة انتخابية على أساس توازن المصالح الإقليمية بين القوى الداعمة، لا على أساس نتائج الصناديق أو إرادة الناخبين؛ فالخلافات الداخلية كثيرا ما تحسم وفق تفاهمات دولية أو إقليمية، تعيد رسم الخريطة السياسية بما يضمن استمرار النفوذ القائم وتوازناته؛ وهكذا، تصبح العملية الانتخابية أشبه بآلية لتنظيم التنافس الداخلي ضمن الأطر التي ترسمها هذه القوى، لا آلية لحسم الصراع وفق رغبة المجتمع.
الجانب الاقتصادي حاضر بقوة أيضا؛ تظهر الانتخابات شكلا من أشكال إعادة توزيع الموارد، حيث تستخدم الحملات الانتخابية والوعود كممر جديد لتثبيت طبقات النخبة وتمتين شبكات الفساد والمحسوبية؛ فيفضي ذلك إلى التفاوت الطبقي، وتهميش القوى التي لا تستند إلى هياكل تمويل أو دعم تقليدي؛ أما على مستوى المعارضة، فغالبا تعيد الأحزاب والكتل المعارضة إنتاج ذات الهياكل الداخلية والنزاعات، لتتحول مع الوقت إلى جزء من النسق العام بدل أن تقود التغيير؛ والاحتجاجات الشعبية، رغم زخمها أحيانا، تصطدم بجدار صلب اسمه (المنظومة القانونية والسياسية المغلقة)؛ لهذا، فجدوى الانتخابات الحقيقية في المنطقة لا يمكن تقييمها من منظور السلوك الجماهيري وحده، بل من خلال مراجعة نقدية لمنظومة القوانين، وطريقة بناء المؤسسات، وهيكلية التحالفات، والتمويل السياسي، والأثر الاقتصادي والاجتماعي؛ وبغياب إصلاحات بنيوية حقيقية، تبقى العملية الانتخابية أقرب إلى إعادة توزيع شكلية للسلطة ضمن النسق ذاته، لا إلى مسار فعلي للتغيير السياسي.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات ولاوعي القطيع
- حين تبتلع الهويات الدولة
- الكورد في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: حضور فكري من دهوك
- صدري لي حديثا عن دار تموز - تموزي - بدمشق كتاب ( نبدذة عن ظه ...
- صوت الضمير: تبريراتي لدعم استفتاء كوردستان
- بين بغداد وأربيل: صراع النخب على حساب الإنسان
- فئران التجارب: المواطن الكوردي في مختبر السياسات المستوردة
- التنمية المقلوبة: من ناطحات السحاب إلى مواطن ينتظر الراتب
- الازمات الامنية والاجتماعية في ظل غياب العدالة وتفشي المحسوب ...
- لا..صلاة ( شعر)
- كوردستان وبغداد: تفاهمات مصلحية أم شراكة وطنية ؟
- جمرة لاتخون / شعر
- مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية
- انكسارات على حافة العدم
- ازدواجية القومية العربية ذات الجذور القبلية بين تفكيك الخلاف ...
- التدخل الايراني في الشرق الاوسط: قراءة في الايديولوجيا والمم ...
- هوية تتشظى بين الاڤيستا وحلبچة
- اسم لايُقال إلا بكَ ( اليها..).
- القشرة المزيفة: تناقضات التنمية ورداءة الخدمات في العراق – إ ...
- للتاريخ حكومة بدون منطق


المزيد.....




- -البرغندي- يرفض قواعد الموضة المؤقتة ويصنع مساره الخاص مع ال ...
- ترامب عن وزير دفاعه: لم يأمر بشن غارة ثانية على سفينة المخدر ...
- طائرة كهربائية عمودية لشخص واحد..الصين تكشف عن ابتكار فريد ف ...
- نيجيريا.. إطلاق سراح 12 شابة مختطفة
- عاجل.. مراسل الجزيرة: قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف المناطق الشر ...
- بعد طلبه العفو.. نتنياهو بين النجاة الشخصية والانهيار السياس ...
- أوروبا ترفع دروعها في بروكسل... واستنفار دفاعي غير مسبوق
- البابا من لبنان: المصالحة ضرورة ومصلحة الوطن فوق الطوائف
- النيجر تطرح مخزونها من اليورانيوم للبيع وتتحدى فرنسا
- وداعا للتجسس على بياناتك.. الذكاء الاصطناعي يدخل عصر السرية ...


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - جدوى الانتخابات في الشرق الأوسط: بين هندسة النظام وتكريس الاستمرارية