أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية














المزيد.....

مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقليم كوردستان
9-7-2025
في مشهد سياسي يتكرر عبثه بلا نهاية، تواصل الحكومتان العراقية وحكومة إقليم كوردستان تبادل الأدوار في توظيف المواطن كورقة ضغط ضمن صراع تغلفه الشعارات الدستورية ويعريه الواقع المعيشي المداس تحت أقدام المصالح المتضاربة؛ كلا الطرفين يدعي الشرعية ويؤكد امتلاك الحق، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن المواطن هو من يدفع ثمن الغباء الإداري والمماطلة السياسية المتكررة، فلا بغداد نجحت في كسب احترام السيادة، ولا أربيل حافظت على اتزان القرار أو فعالية إدارة الأزمة، الأرقام التي نشرت مؤخراً تعزز هذا الواقع، حيث تؤكد أن الحكومة الاتحادية حجبت معظم مستحقات الإقليم المالية على مدى السنوات الماضية، وأرسلت أقل من نصفها في أحسن الأحوال، بل وصلت النسبة أحياناً إلى الربع، ثم تذرعت بالقوانين لإضفاء مشروعية على التجاهل، وهو سلوك أصبح جزءاً من نمط إداري منظم.
من الجانب الآخر، حكومة الإقليم التي تتقن لعب دور الضحية لم تظهر شفافية مطلوبة في إدارة الإيرادات المحلية، ولم تبن بدائل اقتصادية تقلل من التبعية لبغداد، بل اكتفت بتكرار الخطابات والانفعالات دون خطط عملية واضحة، مما عزز فقدان الثقة الشعبي في مؤسساتها، وبينما تواصل بغداد الإصرار على إخضاع الإقليم ليس فقط عبر الأدوات المالية، بل أيضاً كجزء من سياق إقليمي أوسع يرضي سلطات طهران، تبقى أربيل عاجزة عن ترقية موقفها السياسي إلى مستوى يمكنها من خلق تحالفات مضادة تعيد بغداد إلى رشدها وتكسر أحادية القرار؛ بغداد أضاعت بوصلتها العراقية، وتماهت مع النفوذ الخارجي على حساب التوازن الوطني، وأربيل ضيعت نفسها بانفصالها عن هموم مواطنيها، وعجزها عن صياغة سياسة حكيمة تعيد للمشهد شيئاً من الاتزان.
ما يثير الاستهجان أكثر هو تحويل الرواتب، التي تعد أبسط الحقوق، إلى أداة تفاوض تمنح أو تمنع حسب المزاج السياسي، لا على أساس معيار العدالة أو الالتزام القانوني، لتصبح آلاف العائلات رهينة لهذا العبث، بينما تستمر التصريحات الرسمية بتبادل الاتهامات دون أي إحساس بعواقب ذلك على حياة الناس اليومية، عادت أزمة الرواتب مؤخراً إلى الواجهة بعد زيارة وفود رسمية متبادلة وتصريحات من بعض القادة تبشر بحلول وشيكة، إلا أن هذه التصريحات لا تختلف عن سابقاتها في المضمون، وتعيد إنتاج نفس المشهد دون تغير حقيقي.
التجاوزات لا تتوقف عند الملف المالي، بل تمتد إلى سياسات التمييز في التوظيف، وفرض قيود جمركية على إقليم كوردستان، وتعطيل لصادرات النفط، بالإضافة إلى حرمان من القروض والمساعدات الدولية؛ كلها أدوات ضغط تستخدم تحت غطاء قانوني وإداري تبدو مبرراته شكلية أكثر من كونها واقعية، مما يجعل المواطن وكأنه يتعرض لعقاب جماعي ناعم وغير معلن؛ في هذا السياق، تتداول وسائل الإعلام الحديث عن اتفاق نفطي مرتقب بين بغداد وأربيل، من شأنه أن يكسر الجمود، لكنه يواجه خطر أن يتحول إلى وسيلة جديدة للتسويف ما لم تضمن فيه آليات تنفيذ شفافة وخاضعة للمساءلة.
في خضم هذا المشهد، يغيب صوت المواطن الحقيقي، ولا يظهر إلا كأرقام في إحصائيات أو عناوين فرعية في نشرات الأخبار،يعيش المواطن على الهامش، يعاني بصمت لا يليق بعدالة قضيته ولا بكرامة حياته، في حين ينشغل السياسيون بإعادة تدوير خطاب متشابه، يفتقر إلى الجدية والحلول، ربما آن الأوان لتحييد الملفات الخدمية عن التجاذبات السياسية، ووضع نظام عادل للمحاسبة والرقابة، يمكن المواطن من استعادة مكانته كغاية للحكم لا وسيلة في صراعه.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسارات على حافة العدم
- ازدواجية القومية العربية ذات الجذور القبلية بين تفكيك الخلاف ...
- التدخل الايراني في الشرق الاوسط: قراءة في الايديولوجيا والمم ...
- هوية تتشظى بين الاڤيستا وحلبچة
- اسم لايُقال إلا بكَ ( اليها..).
- القشرة المزيفة: تناقضات التنمية ورداءة الخدمات في العراق – إ ...
- للتاريخ حكومة بدون منطق
- -الانتخابات وفوضى العقول- أقليم كوردستان انموذجاً
- صدر للكتاب والمؤرخ الكوردستاني (جوتيار تمر صديق) كتاب النزعة ...
- هل نمتلك مفهوماً صحيحاً حول المجتمع المدني
- حين يتحول الفساد الى حِرفَة
- الكوارث البيئية وحتميات الكوارث الطبيعية
- صدر للكاتب الكوردستاني جوتيار تمر كتاب ( مشكلة قطع الطريق عن ...
- لاوعي الشعوب طريق تسلط الحكومات
- هل اصبحنا مصابين بمرض الاسقاط النفسي
- وقفة عند الهجرة
- المنهزمون يعلقون شمعتهم على جدران امريكا
- حكومات من صنع الواقع
- الانحلال يشكو الانسان
- اصداران جديدان للباحث الكوردستاني جوتيار تمر، عن دار تموز – ...


المزيد.....




- عشر سنوات على الاتفاق النووي الإيراني.. من أروقة الدبلوماسي ...
- بعد هروبه من السجن داخل كيس غسيل.. السلطات الفرنسية تلقي ا ...
- ترمب يدعو أنصاره إلى التوقف عن نبش ملفات إبستين
- في عيده الـ100... مهاتير يقود دراجته وسيارته ثم يدخل المستشف ...
- اتجاه المصالحة: تفاصيل لقاء سري بين مساعدي تشارلز وهاري
- انتشال 6 جثث بعد غرق قارب قبالة جمهورية الدومينيكان
- إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ص ...
- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع لـ89 قتيلا بينهم 14 من الأمن
- شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها ا ...
- زيلينسكي ناقش مع المبعوث الأميركي تعزيز الدفاعات الجوية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية