أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جوتيار تمر - فئران التجارب: المواطن الكوردي في مختبر السياسات المستوردة














المزيد.....

فئران التجارب: المواطن الكوردي في مختبر السياسات المستوردة


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 14:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


( هلوسات وجودية وكالعادة افكار لاتصمت)

اقليم كوردستان
8 / 9/ 2025
كثيرا ما يقف المرء حائرا امام ظاهرة تستحق التأمل في المشهد السياسي الكوردستاني، حيث يبرز ساسة يعلنون انتماءهم للقضية الكوردية من خلال زيهم التراثي وخطابهم العاطفي، لكن عند التمحيص في افعالهم وسياساتهم تظهر هوة سحيقة بين هذا المظهر وجوهر الممارسة؛ فهم لا ينتمون الى كوردستان والكورد إلا من خلال ذلك الراداء الذي يرتدونه في المناسبات، بينما تكشف عقليتهم وسلوكهم عن هوية سياسية مغايرة، هي بمثابة ظل متحرك للروح الفارسية وسياساتها التاريخية.
لا يمكن فهم اولويات العديد من ساستنا دون العودة الى الجذور التاريخية لتشكيلهم الفكري؛ فالفترة التي قضوها في احضان المشروع السياسي الايراني كمعارضين للانظمة الاستبدادية العراقية، لم تكن مجرد اقامة جغرافية، بل كانت غمرا فكريا صبغ عقليتهم بطابعه؛ لقد تبنوا نموذج الدهاقين الفارسي التاريخي، حيث تتحول الدولة من كيان يخدم المواطن الى آلة للجباية والاستنزاف؛ فيصبح الهم الاول هو ملء الخزينة من خلال فرض الضرائب والقوانين المكلفة، تماما كما كان ملوك الفرس يستغلون شعوبهم لتمويل حروبهم وبذخهم، مع اهمال تام للخدمات والحقوق الاساسية.
والظاهرة ليست مقصورة على التأثر بالنموذج الفارسي فقط، بل هي خليط مركب ومروع؛ فنتيجة للصراع الفارسي العثماني التاريخي الذي دارت رحاه على ارض كوردستان، يبدو ان ساستنا تبنوا اسوا ما في الارثين: القسوة العثمانية في التعامل مع الشعب والنظرة الدونية اليه، واعتباره رعايا لا مواطنين، والجشع الفارسي في الجباية والاستنزاف دون مقابل من خدمات حقيقية؛ هذا المزج انتج كيانا سياسيا قاسيا في تعامله، طامعا في مطالبه، مما ضاعف العبء على كاهل المواطن الكوردي الذي يدفع الثمن من دمه وعرقه وماله.
ان السياسي الكوردي في هذه الحالة هو انموذج صارخ لانفصام الهوية؛ فقد عاش وتشكل في دوائر خارجية وتشرب سياساتها وتقاليدها الادارية الفاسدة؛ والمشكلة الكبرى ليست في تشكله هناك، بل في محاولته فرض هذه النماذج الدخيلة قسرا على المجتمع الكوردي، وكأن شعبنا هو حقل تجارب لاعادة انتاج اسوأ النماذج التي عانى منها تاريخيا؛ انه يحكم شعبا بكورديته، لكنه يفكر بعقلية لا كوردستانية.
في خضم هذا التحليل الاليم، تبرز حقيقة بسيطة وغائبة: نحن بشر؛ هذه الجملة البديهية هي جوهر المطالبة؛ لسنا فئران تجارب في مختبرات سياسيين يجربون عليهم نظريات مستوردة فاشلة؛ نطالب ان تصاغ القوانين والسياسات انطلاقا من فكرة اساسية هي حماية المواطن وكرامته، لا نحتاج الى معجزة، بل الى تطبيق بسيط لابجديات الفكر الغربي في الحكم – الغرب الذي اخذتم شهاداتكم العلمية فيه، وبلاشك انكم مجنسون لديهم -، ذلك الفكر الذي يقوم على العقد الاجتماعي، حيث تكون الحكومة خادمة للشعب - لانريدكم خدم انما فقط كورد تؤمنون بكوردستان -، وتكون القوانين درعا تحمي الكوردي وتضمن حقوقه، وتكون الضرائب مقابل خدمات حقيقية وحياة كريمة.
الزي الكوردي جميل وهو هوية نفتخر بها، لكنه يصبح قناعا مخجلا اذا لم يقترن بضمير كوردي وانساني حقيقي؛ ان الدراسة العميقة لشخصية الساسة الكورد الذين تشكلوا في الخارج ضرورة لفهم اخفاقاتنا الحالية، والحل يبدأ بالاعتراف بهذه الازمة، والمطالبة بتحول جذري في عقلية الحكم، من عقلية الدهاقين المستغلين الى عقلية الخادمين للشعب؛ نعم، يا سادة، فكروا قليلا، انكم تتعاملون مع بشر، ولا نريد منكم اكثر من ذلك.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية المقلوبة: من ناطحات السحاب إلى مواطن ينتظر الراتب
- الازمات الامنية والاجتماعية في ظل غياب العدالة وتفشي المحسوب ...
- لا..صلاة ( شعر)
- كوردستان وبغداد: تفاهمات مصلحية أم شراكة وطنية ؟
- جمرة لاتخون / شعر
- مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية
- انكسارات على حافة العدم
- ازدواجية القومية العربية ذات الجذور القبلية بين تفكيك الخلاف ...
- التدخل الايراني في الشرق الاوسط: قراءة في الايديولوجيا والمم ...
- هوية تتشظى بين الاڤيستا وحلبچة
- اسم لايُقال إلا بكَ ( اليها..).
- القشرة المزيفة: تناقضات التنمية ورداءة الخدمات في العراق – إ ...
- للتاريخ حكومة بدون منطق
- -الانتخابات وفوضى العقول- أقليم كوردستان انموذجاً
- صدر للكتاب والمؤرخ الكوردستاني (جوتيار تمر صديق) كتاب النزعة ...
- هل نمتلك مفهوماً صحيحاً حول المجتمع المدني
- حين يتحول الفساد الى حِرفَة
- الكوارث البيئية وحتميات الكوارث الطبيعية
- صدر للكاتب الكوردستاني جوتيار تمر كتاب ( مشكلة قطع الطريق عن ...
- لاوعي الشعوب طريق تسلط الحكومات


المزيد.....




- تتمتع بقوى خارقة.. سكان بوليفيا يتوافدون على شجرة -المعجزة- ...
- فيديو طريف لطفل عثرت الشرطة عليه بمطعم بعد تسلله من منزل وال ...
- الأشد على الإطلاق منذ بداية الحرب.. روسيا تشن أكبر هجوم جوي ...
- رئاسة السلطة الفلسطينية تُعلق على -هجوم القدس-: ننبذ كل أشكا ...
- وزير إسرائيلي مهاجمًا السلطة الفلسطينية: يجب أن تختفي من الخ ...
- تراجع طلبات اللجوء إلى أوروبا 23% في 2025.. ما علاقة السوريي ...
- إسرائيل تضخ 3 مليارات شيكل لمضاعفة سكان معاليه أدوميم.. ماذا ...
- أوكرانيا ـ ترامب يهدد بوتين بمزيد من العقوبات للدفع نحو المف ...
- -ثورة في مجال الطاقة-...إثيوبيا تستعد لتدشين سد النهضة
- ظاهرة اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي لإحياء الجنود الروس الذين ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جوتيار تمر - فئران التجارب: المواطن الكوردي في مختبر السياسات المستوردة