أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية السّيق والأسئلة الحائرة














المزيد.....

رواية السّيق والأسئلة الحائرة


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


روايّة "السّيق" للكاتبة المقدسيّة الشّابة ليندا صندوقة، لناشرها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي رام الله-فلسطين 2018، وهي العمل الأوّل لها ،وقد وجهتها لليّافعين، وكأنّ بالكاتبة تحنّ إلى تلك الفئة العمريّة التّي خرجت منها قبل زمن ليس بكثير، وربما رأت مدى الحاجة الكبرى في ألاّ ننسى اليّافعين في كتاباتنا.
العنوان "السّيق" غير مناسب لليّافعين بسبب عدم وضوح المعنى، فهم يحتاجون للبحث في المعاجم عن معناه، بالإضافة إلى أنّه يبدو غريبا لهم. فالسَّيّق في معجم لسان العرب هو ما ساقته الرّيح وطردته، ومن هنا يمكن الإشارة بالمعنى إلى ما ساقته ريح الاحتلال فشرّدت وطردت الشعب. وأيضا فإنّني أتصور السّيق بأنّه الممر الضيّق، نسبة إلى السيّق وهو مدخل البتراء الضيّق، وربما أرادت الكاتبة هنا الإشارة إلى الممرات والأزقة الضيّقة في البلدة القديمة.
جاءت الرّوايّة بلسان الرّاوي، أُمّ منصور، وثائر.
اختارت الكاتبة طريقة السّرد بعيدا عن الحوار ، فصورت حزن المدينة والتكيّة من خلال الذكريّات، وأكثرت من التساؤلات والحيرة، كما صورت لنا معاناة عائلة واحدة لتكون رمزا لحياة وألم مدينة القدس عامة.
وقد استخدمت الكاتبة أُسلوب تكرار الأفعال والمصدر في الجملة الواحدة من أجل التأكيد، ولتجعل القارئ يتخيّل ويتصور المشهد..
تطرح الكاتبة في الرّوايّة عدة رموز سياسيّة كالحلم في تحقيق العودة " هل يتحقق الحلم ونعود" وتقول في سياق آخر "أنتظر أن أعود"."
وتؤكد الكاتبة على سلب المحتل للبيوت فتقول "لم يعد لنا بيت" من خلال هدم المحتّل لبيّت أبى منصور، وتطرح قضيّة الصراع مع المحتّل في إثبات ملكية البيّت المقدسي،ّ وتسلطه ومؤامراته وزيفه في السّيطرة على البيوت المقدسية.
وأيّضا فإنّها تؤكد على الحالة النفسيّة التّي تجتاح المواطن المقدسيّ في ظلّ سيّاسة هدم البيّوت، من خلال شخصيّة أُمّ منصور، فالقلق والكوابيس حالة يوميّة تراودها بسبب ما تراه من اعتداءات وحشيّة على المواطنين ، فقد تم ضرب زوجها أبى منصور على رأسه. ويكمن حجم القلق عندما يتحول إلى عادة يوميّة، فتقول أُم منصور "القلق مائي ودونه لا أكون". وأيّضا فإنّ القلق يتحوّل إلى صراع داخلي وصوت مخنوق، تقول أُمّ منصور" حياتي كطوفان كداخلي" فالأفكار غير مستقرّة، تتجادل مع نفسها والصوت الداخلي القلقّ يلح ويصر.
اختارت الكاتبة اسم "شمس" ابنة منصور للدلالة في البحث عن شمس الحريّة والخلاص وزوال الاحتلال، وكذلك اسم كلّ من ثائر ونضال للدلالة على مقاومة الفلسطيني للمحتّل.
استخدمت الأماكن مثل مدينة السلام للإشارة للقدس، عقبة التكيّة، طنشق أو سرايا السّت، وذكرت حساء "الدشيشة"."
أعجبني استخدام الكاتبة لجملة " التكنيس في الهواء" من أجل أن توضح حجم الحالة النفسيّة المتوترة عند المواطنين، وثقل الهموم السيّاسيّة والاجتماعيّة. فتفسر استخدامها كعلاج نفسيّ من أجل إبعاد الألم والكوابيس. "أُكنس لأفرغ هذا العقل من ذكريّاته."



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - قصة الشجرة الباكية- والدعوة للسلام
- رواية وميض في الرماد وقهر المواطن العربي
- رواية هذا الرجل لا أعرفه وعدم تحديد المكان
- أشواك البراري وطفولة الكاتب جميل السلحوت
- رواية حرب وأشواق تنكأ الجراح
- رواية نسيم الشوق والخروج على المألوف
- أُسلوب الكاتب في الرّحلة الأبهى
- رواية -فيتا- وأدب السّيرة
- ديوان توأم الروح والواقعية
- طلال بن أديبة والقدوة الحسنة
- لا دهشة في برجح الذاكرة
- ثقافة الكاتب في رواية -الرقص الوثني-
- رواية ذئب الله والتّستر بالدّين
- قراءة في -اصعد إلى عليائك فيّ-
- قراءة في كتاب-شهرزاد ما زالت تروي-
- القلق النفسي عند فدوى طوقان
- قراءة في قصة دعسوقة وشموسة في القدس
- عشق المدينة بين القصّ والسّرد
- مواجهة الجهل في ثقافة الهبل
- رواية قلب مرقع- والطفولة المعذّبة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية السّيق والأسئلة الحائرة