|
تدوير النفايات
سلمان عبد
الحوار المتمدن-العدد: 5855 - 2018 / 4 / 24 - 00:10
المحور:
كتابات ساخرة
تدوير النفايات يعج الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة التسقيط ، فكل حزب او كيان يحاول الانتقاص من الاخر بواسطة " الجيوش الالكترونية " لا لسبب الا لكي يكون البديل عنه ، و ان من يمارس هذا العمل هم الكيانات و الأحزاب المتسلطة الحالية . قال صديقي وهو يسرد احدى ذكرياته : في بداية الستينات ،حين كنا طلاب في الجامعة ، كنت انظم الى جماعة ( مثلث الانس ) المتكون مني ومن صديقين اخرين ، وهذا ( المثلث ) اعتاد ان يرتاد الملاهي الليلية لينعم بساعات من المرح والانس ، وكان قائدنا يدخلنا باسلوب مبتكر الى الملهى بدون دفع ثمن التذكرة التي لا نملكها او نقطع تذكرة واحدة وندخل جميعا ، فنجلس على المقاعد الامامية قريبا من المسرح لنرى ونستمتع عن قرب ،. لا بل كنا نستضيف بعض الاصدقاء وندخلهم مجانا على حسابنا وقد شككوا بنا وقالوا لا بد ان أَخَواتكم يدخلنكم للملهى لانهن يشتغلن فيها ويقدمن وصلاتهن وعروضهن ، او امهاتكم من يمسكن ( الدخل ) . و من ترددنا الكثير على الملاهي تشكلت صحبة مع العمال و الموظفين الموجودين واخذنا نتصرف وكاننا اهل البيت !! . تفتق ذهن قائدنا عن متعة رائعة افضل بكثير من العروض التي تقدم على المسرح والتي اصبحت مملة ، وكنا نصبو الى التجديد وهذا ما حصل بفضل قائدنا الفذ ، حيث كان يغادر الصالة ثم يجيء بعد فترة ولما نسأله اين كنت ؟ كان يقول : ـــ راح ادبرلكم شغلة من اروع ما تكون . ولما كان من اهل البيت اخذ يتجول في الملهى وفي الكواليس على راحته بدون ان يثير الشكوك او يشعر به احد ، ويتسلل الى شباك غرفة ( الاحبـيـبات ) وفي الظلام يطل منه بخلسة ويتلصص ، فيشاهدهن بخلوتهن حين يخلعن ملابسهن ... وحين اخبرنا بذلك رسم لنا ( خارطة طريق ) واخذنا نـتسلل الواحد بعد الاخر وبالدور حتى لا ينكشف امرنا ، وهكذا ، وعلى مدى أيام و أسابيع ونحن نستمتع بالوصلات الواقعية وعلى المكشوف . الى ان جاء هادم اللذات ، لقد شق الارض وخرج منها رغم اننا نمتلك قرون استشعار الا انها تعطلت بسبب المشاهد المثيرة !! ويقبض علينا الرجل متلبسين وبالجرم المشهود : ـــ مو عيب ، ما عندكم غيرة ، ما عندكم شرف ؟ تتفرجون على عرض الناس ؟ هاي اخلاقكم ؟ وين الناموس ، ما تستحون ، ما تهتز شواربكم ؟ ولم ينفع معه الاعتذار فكان الرجل عصبيا ويرغي ويزبد ويرعد ، وخرجنا من الملهى والخيبة والانكسار والمهانة تلاحقنا . انقطعنا فترة ثم عاودنا ارتياد الملهى الذي وقعت به الواقعة لان الفنانات اللائي يقدمن عروضهن فيه اكثر جمالا وجاذبية من بقية الملاهي، ومن شدة عجبنا واستغرابنا ودهشتنا اننا شاهدنا 0 ( الرجل الغيور) محـتلا شباكنا ويستمتع بالعروض الواقعية كما كنا نفعل !!! ويمارس اخلاقه بدون ان يهتز شاربه .
#سلمان_عبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خجل
-
خالتي
-
في عيد الام / امي
-
انا وطني قح
-
عيب ، استحو
-
برغم ذلك فانها تدور
-
صديقي كحيلون
-
حنطوشية / ابو خشم
-
حنطوشية / بالثرد لا بالسرد
-
شوارب
-
وكاحة
-
خوش شغلة
-
صنع الموت ، صنع البهجة
-
شرود الذهن
-
كريم الهاشمي
-
منو بالواجب اليوم ؟
-
انت ورد
-
بوش و الخدمة الجهادية
-
حنطوشية / عباس البلداوي
-
حنطوشية / درب الجمعة
المزيد.....
-
روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي
...
-
طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب
...
-
الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو
...
-
الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض
...
-
الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة(
...
-
شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و
...
-
في وداعها الأخير
-
ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
-
عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني
...
-
شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|