أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني














المزيد.....

مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 00:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسجدٌ يحبُ الإنسان
عن المسجد الإنساني


"لن تستطيعي إلا أن تفعلي ما تفعله النباتات خلال العاصفة: تحني رأسك إلى أن تنتهي العاصفة"!
تذكرت كلماتها، الرائدة البروفيسورة الراحلة رؤوفة حسن خلال حواري معها في أكتوبر 2006 .
كانت تحكي لي عن الهجوم الكهنوتي الشرس الذي تعرضت له هي ومركزها عام 1999 بسبب مؤتمر بحثي أكاديمي عُقد في صنعاء، واعتبر البعض ما قيل فيه من آراءٍ بحثية "كفرا".
وكان عليها أن تحني رأسها خلال العاصفة، كي لا تجرفها معها.

تذكرت عبارتها هذه الأيام.
وأنا أتابع ردود الفعل على المسجد الإنساني المختلط وصلاة الجمعة التي أقمناها في 16 يونيو في برلين.
مسجد له إسم: مسجد إبن رشد ـ جوته.
مؤسسته هي المحامية والناشطة النسوية الألمانية من أصل تركي سيران أطش. إمرأة رائدة. تعرضت مرة لمحاولة قتل بسبب دفاعها عن امرأة معنفة.
أطش رائدة نسائية، وتبحث عن روحانيتها في مسجد يحترم إنسانيتها، ولذا أسست المسجد في برلين. هي إمامة هذا المسجد.
ودوري كان في إمامة أول صلاة مختلطة فيه، إمامة مشتركة مع الدكتور عبدالحكيم الغوري. كي تعكس رسالة المساواة التي نريد أن نبعثها.

والعاصفة كانت متوقعة. لكنها كانت شديدة الضراوة.
شتائم، تهديدات بالقتل، وإصرار البعض على ضرورة تطبيق الحد علي وعلى من أسس المسجد.
وكنت أقرأ.
أقرأ شتائماً، يندى لها الجبين، ويخجل أن يرددها الإنسان.
وتهديدات، تبدو لي غاضبة أكثر، حائرة تبحث عن مخرجٍ لغضبها.
ثم وقفت عند نقطة تطبيق الحد، وسألت نفسي "اي حد؟"
ولم أعلق.
من يسألني من الصحافيين أرد عليه.
ثم أصمت.
أتركهم/ن يشتمن/ون، يهددن/ون، ويطالبون بالقتل.

هذه ايضاً ستمر؟ أسأل نفسي.

الأزهر كما هو متوقع خرج علينا بفتوى، لا للمسجد الليبرالي.
وديانات التركية اعتبرت أن المسجد مؤامرة خطط لها منافس أردوغان غولان.
وكلٌ على هواه.
وكلٌ وخطابه. متخشب، غاضب، كاره، مُسيس، وُيصر على نظرية المؤامرة.
ونحن نتابع ونَنظر.
هجمة شرسة تعكس إدراكاً أن فكرة المسجد الشامل المختلط موجودة لتبقى.
لن تغيب.
هي فكرة بغض النظر عن شخوص من يدافعون عنها.
يمكن قتل الشخوص، لكن الفكرة ستبقى.
قائمة وستبقى، وفي الواقع تكبر مع الوقت. مساجدها تنتشر في بلدان أوروبية، في الولايات المتحدة وكندا، وايضاً في بعض الدول الإسلامية.

وأبنتي تسأل.
"ما الذي فعلتموه تحديداً في المسجد؟"
سألتني وهي تسمع عن الضجة.
قلت لها: "صلينا. رجل وامرأة قادا صلاة مشتركة مختلطة معاً".
وجدتها تنظر لي منتظرة:" ثم؟"
رددت عليها: "هذا ما فعلناه".
وجاء استغرابها طبيعيا. لأن الإختلاط هنا جزء من حياتنا، وفي بيوت الرحمن بتنوعها. لاترى فيه ما يرعب ويخيف.
لكنه يخيفنا نحن لأن مغازيه أبعد من مجرد اختلاط.

ماذا تقول لنا فكرة المسجد الإنساني المختلط؟
تقول لنا هو مسجد يحترم الإنسان كما هو، رجلا، امرأة، بغض النظر عن انتماءاته/ها المذهبية، ع، عن عقيدته/ها، فكره/ا، أو ميوله/ها الجنسية.
الرحمن يحُب خلقه، والمسجد يجَب أن يعكس هذا الحب.
وحبذا لو عكس القانون المجتمعي هذا الحب بمساواةٍ غير مشروطة.

ماذا تقول لنا فكرة المسجد الإنساني المختلط؟
تقول لنا إن المسجد يعكس لنا واقعاً مجتمعياً.
المسجد الذي لانرى فيه امرأة يعكس واقعاً مجتمعياً أبوياً يتحكم فيه الرجال.
والمرأة التي تطالب بوجودها في المسجد، تطالب بتغيير هذا الواقع المجتمعي وطَبيعته الذكورية، لا أكثر ولا أقل.
أين تصلي المرأة، كيف ومتى، يعكس موقعها في مجتمعها.
يُطلب منها أن تصلي بعيداً في غرف منعزلة عن الرجال، أن تغطي شعرها وهي تصلي (حتى وهي تصلي وحدها أمام الرحمن)، وأن تكف عن الصلاة وهي حائض.
كل هذه قيود فرضت عليها بسبب نوعها. لأنها أنثى.
هذه القيود تعكس رؤية مجتمعية لا زالت تعتقد أن المرأة ليست كيانا كاملا، ليست إنساناً كاملا راشداً بالغاً مستقلا كالرجل. وهي بالتأكيد لاتقف مع الرجل متساويان أمام الرحمن.
والأهم لاحق لها في الإمامة الدينية، وتلقائيا يتبع ذلك عدم حقها في القيادة السياسية.
تصوروا يوماً تصبح فيه إمرأة رئيسة لدولة عربية؟
تضحكون؟
تضَحكن؟ حتى أنتن؟
هذا اليوم سيأتي.
مسألة وقت فقط.

أما الضحك فهو نابع من قناعة راسخة أن المرأة تظل بالنسبة لنا بضاعة متعة. ناقصة عقل ودين.

فكرة المسجد الإنساني لاتقبل بهذه الرؤية.
تفهم أن التغيير صعب. وأن ردود الفعل الغاضبة متوقعة. وهي تحترمها في الواقع، لأنها تعبر عن خوف من التغيير.
رغم ذلك تصر على أن التغيير ممكن.
تقول لنا ببساطة، المرأة هي إنسان، راشد، كامل، لا نقص في عقلها ولا دِينها، وهي تقف أمام الرحمن مع الرجل متساويان، في المسجد، في المجتمع وأمام القانون.

أين المشكلة إذن؟



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني