|
امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك ( امجلبين بذيل هالخير وماندري وين ايودينه) يحكى ان ثعلبا مر بمجموعة من الجمال في مباركها ، فشاهدها تلتهم العلف باشتهاء غريب ، فلفت نظره اين يذهب الطعام ، وساقه حب الاطلاع لمعرفة مايجهله ، فتقدم نحو جمل ومد يده ليستطلع الامر ، عندها جفل الجمل ونهض واخذ يركض هائجا ، اما الثعلب فبقي معلقا خلفه ، وحاول التخلص من هذا المأزق فلم يستطع ، وذهبت محاولاته عبثا ، وكان كلما مس بيده الاخرى فخذ الجمل خدشه فازداد هياجه ، واثناء ذلك مرّ بجماعة من الثعالب ، فتعجبوا من تعلقه بالجمل ، فاستفسروا منه عن السبب والى اين ذاهب ، فقال لهم : ( والله امجلبين ابذيل هالخير ، وانشوف وين راح يودينه ) . من المؤكد ان الجماعات نشأت منذ قديم الزمان ، لانها تعتبر صيغة عيش اكثر تطورا ، ولانها تخرج الفرد من عزلته ، فينضم الى مجموعة توفر له الحماية والعون ليقف بوجه طبيعة قاسية ، وبمجرد ان تألفت الجماعات حتى وجدت ان الاراء تضطرب وتتناقض لتبدأ المشاحنات وربما قاد ذلك الى القتال ، فكانت اول لبنة وضعت لترشيح رئيس للجماعة ، ووضعت الديمقراطية ظلالها في بعض الاحيان وفي احيان اخرى كان مقياس القوة هو الذي يرشح قائدا للموجودين ، ومن ثم تطورت انظمة الحكم عندما توسعت الجماعات لتصبح قبائل ومن ثم دولا ، فكان المجموع يطيع رأي الفرد القائد ويمتثل الى اوامره ، وزاد من قوة شخصية القائد ان هناك منهم من تمتع بتأييد سماوي وكان صاحب رسالة اصلاحية ، فكانت الحياة تنتقل بتناقضاتها من حكام طغاة الى آخرين اقل طغيانا ، وبعض الاحيان يكون الفوز بحاكم عادل ، لايلبث ان يتعرض الى الاغتيال لوقوفه بوجه الطبقات المتسلطة ، في حين نهجت شعوب اخرى نهجا آخر تمثل بوجود برلمانات ومجالس شعب تكون صوتا مسموعا للشعب في طرح قضاياه ومعاناته ، وبقي الامر عليه حتى بزغت في العراق شمس جديدة تدعو الى التمسك بها كتجربة فريدة ومتفردة في محيطه المجاور ، فصار الانسان العراقي يستطيع التعبير عن آرائه ومشاكله ، وآخر ماشاهدناه من مميزات الديمقراطية التي تمثل صوت الشعب وحكمه ، التظاهرات التي شهدتها العاصمة بغداد ، ومارافقها من ارهاصات كانت ستمتد لتعزل هذه التجربة وتوصفها بتوصيفات ربما لاتمت للديمقراطية بصلة ، وكاننا نعود الى القائد الاوحد الذي لاندري الى اين يريد الذهاب بنا ، لكن ومع سقوط الجرحى والشهداء فقد اثبتت الديمقراطية في العراق انها تتشبث في الارض لتبقى تجربة رصينة ، اعطت الكثير وتميزت بالكثير ، وما اساء الى الديمقراطية في العراق بعض الاجراءات الامنية التي حجمت من امكانية توسيع المطالبة المشروعة بحقوق الشعب كاملة ، فقد جرت محاولات القصد منها التحجيم لكنها تزيت بازياء عديدة منها الجانب الامني ، والخوف من تداخل الاصوات او حرف تظاهرة الشعب باتجاه تسييسها . ومع ما كل ماجرى فقد اثبت الشعب انه شعب متحضر مع تجربته البسيطة مع الديمقراطية ، وتنازل عن بعض الشعارات التي تسيء الى بعض الشخصيات واكتفى بالتنديد باعمال الفساد والمطالبة بحقوقه ، فكان في مضمار نجاحه في اول او ثاني ممارسة ديمقراطية ، في حين ان بلدانا عديدة كانت الديمقراطية لديها قديمة ومتجذرة ، ولكن مثلت احتجاجاتها فوضى وهمجية واعتداء على اموال الشعب وكسر المحال التجارية او العبث بممتلكات الدولة ، لكل هذا الذي حدث لم يعد الشعب يمسك بعجيزة احد الخيرين وينتظر الى اين يذهب به في سلسلة من الحروب او المضايقات او تكميم الافواه ، ان الشعب بدا يكتب تاريخا جديدا من التحضر والتمدن ليعكس نظرة حقيقية تتداول بشأنه من انه صاحب حضارة عريقة واول من انشأ دولة وحكم باسم القانون . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شرناها او عيّت باهيزه
-
ياكل ويه الذيب او يحرس ويه الراعي
-
ايسوكها ابتبنها
-
قانون نيرون
-
كلما تهمد ايثورها الاعيور
-
خل ياكلون
-
وينّه او وين الدبل يعبود
-
بلابوش ديمقراطية
-
فلو ترك القطا لغفا وناما
-
من سرق ذاكرة العراق
-
حب في زمن الديكتاتورية
-
صكر بيت افيلح
-
هايشة بيت ادويغر
-
كضوا جويسم وعوفوا مردونه
-
بشر امك صارت بديانه
-
سروال جامن
-
اقنع الحمار
-
شهادة الحمير
-
يناطح بكرون من طين
-
برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
المزيد.....
-
بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
-
شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى
...
-
الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط
...
-
صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في
...
-
مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
-
قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا
...
-
تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل
...
-
الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن
...
-
قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
-
-اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|