أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - تليفون الإستفتاء














المزيد.....

تليفون الإستفتاء


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:15
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتقد أنني لست الوحيد في هذا الشعور السعيد, بأنه في فترة الاستفتاء العيد, اتصل فيّ السيد الرئيس ابن المرحوم الرئيس, وقد فوجئت بصوت معروف ومحبوب عندما رنّ جرس التلفون وكان هذا الاتصال مخصصاً لي شخصياً, ويريد أن يخبرني عن برنامجه الانتخابي وأمنياته ومشاريعه اللاحقة إذا ساعده الله بالنجاح.
حاولت مرتين الحديث في التلفون لأسأله عن صحته لكنه لم يسمع كلامي, بل تابع حديثه مذّكّراً بالوالد ومتابعة المسيرة ضد العدو الحاقد.
سُررت جداً لصوت القائد والذي منحني قوة وطاقة فوق الزائد للهتاف بحياته ودمه والله الشاهد ـ أدامه فوق رؤوسنا ـ .

ثم جاءني اتصال من السيدة بثينة شعبان, والتي تقود من جانبها حملة لدعم ترشيح ونجاح الرئيس ـ اتصالها ـ لم يكن مفاجأة لي, فهي وزيرة المغتربين, لكنني كنت قد سجّلت صوتها المحبوب بدل جرس التلفون, فصوتها يسطع لينبهني عن أي اتصال يصلني, وبكلمة أي أنها كانت حاضرة معي وشاهدة في كل كلمة تصلني من أي شخصٍ كان.
وبعد الظهر جاءني اتصال آخر وكان صوت ثوريّ لامرأة كنت أعرف صوت زوجها المرحوم, وكانت الرفيقة وصال بكداش وتدعوني للتصويت لرمز الوطن, وذكّرتني بالثبات على المبدأ والعداء للامبريالية والصهيونية والرجعية, وجاءني اتصال شبيه من رفيق تابع للرفيق يوسف فيصل وقد قرأ لي فقرات من بيان الجبهة الوطنية التقدمية بهذا الخصوص.

وفي لحظة شعرت بأهميتي ومكانتي التي لا يُستغنى عنها عندما سمعت صوت السيد حبش مستشهداً بآية قرآنية شرحها لي بأنها تعني وبكل وضوح دعم الرئيس بشار الأسد.
وفي هذه اللحظة لم يخطر ببالي شيئاً سوى أنه من وصل إلى نجادي ونصر الله وفتح الإسلام فهو على خطوة واحدة من بن لادن!
أما اتصال السيد مخلوف فكان مشروطاً بأن أدفع تكاليف المكالمة التي تصلني منه, ولكوني لا يُمكن تفويت هذه الفرصة لذلك وافقت على تحمّل التكاليف, وشرح لي التطور الاقتصادي وتكافؤ الفرص التي يعيشها البلد, وأعطى مثلاً على نفسه ونجاحه بمساعدة الله.
وفي الخارج تقام الاحتفالات سلفاً بالعرس والعريس, ولو قمت وبكل صدقٍ بنقل هتافات وبيعات بعض هتافي النظام في أوربا وقلتها للأوربيين لكان جوابهم وبكل جديّة أنه يجب أخذ هذه الأحياء إلى المصحات العقلية ـ الله يشفيهم ـ.

قد يحدث أن يقرأ السيد الرئيس الصحف أو مواقع الانترنت, أو ربما يقرأها له أحدهم كي لا يُتعب عينيه ـ الله لا يحرمنا منهم ـ وقد لاحظ سيادته وبكل سعادة كتابات وأفراح الرفاق والرفيقات في مدينة حماة أو تدمر أو في جسر الشاغور, وحتى الأشقاء اللبنانيين يرقصون فرحاً له متذكرين الوالد المرحوم ـ الله يغفر له ـ.
ولكوني لست سيئاً جداً في أعماق نفسي, وما أقدح به أو أساهم في إضعاف الشعور القومي العربي التقدمي لم يكن مقصوداً, لذلك من الآن فصاعداً لن أقوم بذكر مؤسسة القضاء السوري بفروعها المختلفة, أو بكلمة أخرى فرع فلسطين والمحاكم المتفرعة عنه, كذلك لن أذكر "الأب والإبن والروح القدس" وسأنسى الجولان واسكندرون وستبقى تدمر مجرد مدينة سياحية, ولا يُذّكرني بحماة سوى نواعيرها وعنينها, أما النقاقين والذين لا يُعجبهم العجب ولا الاستفتاء على إبن الأب, فسيبقوا خلف القضبان مادام الراعي هو السجّان!
ويعرف هؤلاء الأبطال أن طلوع الفجر ليس بسبب صياح الديك, لكن صياح الديك سببه طلوع الفجر!

بعد أن سمعت عن مسرحية الفنان الكبير دريد لحام في التلفزيون السوري بمناسبة العرس السوري, يدعوني الفضول كي أعرف عن الكبير حنا مينا وفي أي مركز إنتخابي يدلي بصوته, أم أن السباحة في بحره صارت متعبة! أم أنه لم يسمع صياح الديك!
يقولون أن الأولاد لا يستطيعون اختيار أهلهم لكنهم يستطيعون اختيار أصدقاءهم, والشعب السوري لا يستطيع اختيار الرئيس لأن للرئيس إمكانية الاختيار! وقد اختار.
بودابست, 25 / 5 / 2007. د. فاضل الخطيب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني
- الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته
- لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - تليفون الإستفتاء