أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الحاج حسين - حلبتونا فمتى تعتقونا..!














المزيد.....

حلبتونا فمتى تعتقونا..!


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في بادرة غريبة من نوعها وكرم غير مسبوق يُحسب في غير محله وزع المستثري ورجل المال رامي مخلوف خمسة آلاف بقرة على فلاحي جبل العلويين مجانا، فقامت الدنيا ولم تقعد هناك، تراكض الأهلون مكتتبين وبأبقار رامي فرحين... ومازالت طوابير الاكتتاب تزداد طولا وعرضا خشية أن يفوتهم موسم الاكتتاب والتوزيع قبل حلول موعد انتخابات تعيين البرلمان والاستحقاق الرئاسي في سوريا.
يحق لكل فلاح أن يقتني بقرة مخلوفية واحدة بلا مقدم ولا مؤخر، ولا يصح الجمع بين بقرتين مهما كانت المعاذير، كما لا يجوز الجمع بين البقرة وفدّان (ثور) سوري، فهذه البقرات مكفولة ولا يصلح جلدها "لا طراق ولا صرماية".. ولا يراد منها لا عجول ولا ثيران، فقط حليبها لمدة عام، (يا بلاش..!).. وفقا لشهادة المنشأ ومواصفات المصدر الهولندي كل بقرة من واجبها أن تحلب يوميا ما لا يقل عن 35 ليترا من الحليب الصافي، ومازاد يكون احتسابا. حدد موزعها سعر شراء كيلو الحليب من أرضه بمبلغ 11 ليرة سورية. تجوب سيارة خاصة حظائر المنتفعين بالبقرات يوميا تجمع الحليب، وويل لكارع كرعة أو شارب جرعة، لأن تكرار نقصان رطلا من الحليب دوريا قد يؤدي لزيادة طول فترة قعود البقرة في الحاكورة سنة أخرى وينعدام نفعها لخادمها. ولتحلب كثيرا تأكل كثيرا، فهي تلتهم العلف بشراهة ولا تجتر العلف من التبن والعليق السوري التقليدي، لذا تبيع مؤسسة موزعها العلف المستورد والذي لا تأكل بقرته غيره، هولندية بنت أصول.. يزورها أسبوعيا طبيب متخصص تابع للمؤسسة ذاتها للكشف على صحتها والاطمئنان على راحتها ومكان نومها.
ينصح موظفو سجلات الاكتتاب المتواصل "ألا تشتر البقرة إلا والعلف معها" وبعد سنة تكون البقرة لمن يحلبها.. ويتوقع الأهلون صدور مرسوم رئاسي يؤمم البقرات المخلوفية بسندات تمليك، وبدد هؤلاء تهم مغرضة روجها المتآمرون على منجزات الثورة البقرية بأن البقرات هي إدخال مؤقت من المنطقة الحرة وزعم آخرون أنها من المساعدات الأوربية كمنحة هولندية للجمعيات الفلاحية السورية، وردا على تظلم افتراضي، فيما لو نفقت البقرة - لا سمح الله – أوضح المسؤولون بأنها مكفولة ومؤمن عليها، وأكدت مصادر مقربة من الأرصاد الجوية أن الطقس السوري المتوسطي تحول بمرسوم رئاسي إلى ما يشبه الهولندي حفاظا على الثروة الحيوانية وفي مقدمتها البقرية...

***
ورغم كل هذه المنجزات العظيمة والتحولات الديمقراطية في الجملوكية السورية يستمر الاستعمار والرجعية والصهيونية مجتمعين ببث الاشاعات الكاذبة والتآمر على هكذا بلد لا مكان فيه سوى للتقدم والاشتراكية وينشرون إشاعات تخريبية هدفها النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي مما يوهن عزيمة الأمة مثل:
- هل سيخضع الخمسة آلاف راع لأبقار مخلوف لاستجواب يومي من المخابرات فيما لو قل حليبها رطلا أو اثنين؟
- هل سيحلب الفلاح السوري شهرا ويجوع دهرا؟
- هل سيتم تمديد فترة الحلب لصالح بائع البقر سنة أخرى لتسديد ثمن العلف المستورد؟
- هل ستتغير بنود العقد بعد مرور الدعاية الانتخابية ودخول رامي مخلوف مجلس الشعب؟
- هل تحمل الأبقار وثيقة هوية أم مجردة من الجنسية؟
- هل سيقام الحد على راع البقرة إن نفقت– لا سمح الله – ويحال للمحكمة العسكرية بتهمة الإهمال وتخريب الممتلكات العامة والتآمر على منجزات الثورة؟
- هل ستتحول ملكية البقرة فعلا لمن يحلبها وفقا لمرسوم رئاسي منتظر أم تبقى "لا معلقة ولا مطلقة"؟
- هل سيدفع الفلاح ضريبة رفاهية لرعايته البقرة وانشراحه بمنظرها وهي تجتر عليقها من حسابه؟
- هل تم توظيف خمسة آلاف أسرة سورية تعمل بالسخرة لمدة سنة لعيون منجزات الثورة البقرية؟
- هل يتهم بالتخابر مع دولة أجنبية الفدان السوري لو انفرد ببقرة مخلوفية؟
- هل البقرات المخلوفية مكرمة الوريث الملهم أم من عطايا ومنجزات ثورة الأب القائد الخالد المفارق؟
- هل بدأ الاصلاح بالحلب والشخب وسينتهي بتتويج بياع بقر بعد اربعين سنة أخرى قحط وصقيع..؟
- هل العدل أن يتم توزيع الذل والقمع والإهانات بالتساوي بين السوريين..؟
- هل اعتاد الجقل على كسر العرنوس بسبب أن ذيله أربعين سنة معوج تحت الرحى؟
- هل بالضرورة شقيق الرئيس الضرورة هو ابن الرئيس أيضا؟
- هل فعلا أربعين جبان مجتمعبن لا يتخذون قرارا شجاعا واحدا ؟

***
وبما ن جحا أولى من غيره بلحم بقرته، أضف إى ذلك أن التوزيع البقري لم يصل المدن والحواضر الكبرى، بل اقتصر على جبال العلويين، (فُخّار يكسر بعضو) ولقطع الشك باليقين سيأتي يوم التمكين، فغصّت المحافظات بجموع المواطنين منتظرين الشيخ (غادر أبو تيمين) ليردهم إلى جبالهم صاغرين ويوزع على الباقين بالقسطاس أسلابهم والغنائم من أبقارهم فهو من المنصفين.
عفارم على هيك اصلاح ودمتم ودامت أبقاركم المخلوفية "صاغ سليم" وإلى مدى الدهر يا بياع البقر...!
ويبقى السؤال قائما - كيف تصير البقرة ملكا لمن يحلبها بعد سنة من حلبها، وقد علفناهم أربعين سنة وكانوا ومازالوا يحلبونا ولم يعتقونا..!
كفى حلبا، حبذا عتقا...!
___________________________
* علي الحاج حسين – سلوفاكيا – آذار 2007م.
www.alihoussain.com



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهاجرون في الوطن
- بدون أولئك الأكراد سوريا بخير..!
- سيدة رجال سوريا
- لقاء شامل مع الكاتبة حسيبة عبد الرحمن
- نظام دمشق يواجه مصيره المحتوم بمفرده
- الرأي العام وصناعة الأزلام
- حتمية التغيير الديمقراطي في سوريا
- الاستبداد يستدعي احتلال سوريا
- رسالة من أمي
- رسالة إلى أمي
- O, TEMPORA..! O, MORES..!!!
- رسالة ولاء ومحبة للسيد الوالي
- قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض
- ما أفلحت أمة صار سفهاؤها سادة لها
- دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة
- من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الحاج حسين - حلبتونا فمتى تعتقونا..!