أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة














المزيد.....

دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    



إبان الجلاء الفرنسي، تحسنت أحوال الريف السوري، ولم تعد الأفراح مقصورة على نهاية موسم الحصاد، وكثرت الزيجات وأقيمت الأعراس بكل أيام السنة إلى أن جاء الحكم التقدمي وصار العرس يتطلب موافقة أمنية ويدفع العريس ضريبة رفاهية، والزواج لمن استطاع إليه سبيلا. فندرت الأفراح وزادت الأتراح وعادت حليمة لعادتها القديمة. وبالمناسبة من هي حليمة وما عاداتها يا ترى؟
كانت الصغيرة حليمة طفلة لعوب، لم تبلغ الحلم، وككل الصغار عندها عادة تبليل الفراش كل ليلة. إلا أنها شبت وخُمن أنها تركت عادتها القديمة، وصارت من أجمل الفتيات يتمناها ابن الأمير والأجير، إلا أنها أحبت وسيما معوزا، وعملا بالقاعدة المعروفة أسرّت ذات يوم لأمها أن نضج البلح، وكان لها ما أرادت. ولما حضر موكب الزفاف لم تخرج حليمة من حجرتها، استبطأها العريس وأهله فلاذوا بأمها عسى ألا تكون قد غيرت رأيها بابنهم المملق، فهمست الأم :"يا ناس لا تفضحونا.. رجعت حليمة لعادتها القديمة".
تلك هي حال المعارضة السورية، صنعت أصناما من تمر يلتهمونها في قحطهم، وسجدوا لعجولا نسجوا قدسيتها في أذهانهم وتوهموا أبديتها، كتبوا مواثيقا وإعلانات ومبادرات، علكوا ورقها قبل أن يجف مدادها، وتناطحوا على صلاحيتها، وحرموا إصلاحها وجعلوا منها مصاحفا وأناجيلا مقدسة، لكنها سرعان ما تنقبر ويتحلقون من جديد لتأليه عجل وليد، ويصوغون إعلان جديد، يجعلونه محجا يذرون رماده تبركا، ومثل حليمة ما فارقوا عاداتهم القديمة.
مرت أربعين سنة ولم تنجب الأبقار المقدسة عجولها الموعودة. ضجر السوريون وملوا الانتظار وخوفا من استمرار العقم عمد شيوخ ومخاتير المعارضين السوريين بتعليق خرزة زرقاء في رقاب كل عجائزها وزخرفوها بتعاويذ وطلاسم وتمائم بخرها شيوخها ومشائخها، فرحوا واستفرحنا معهم بها، وخمناهم تجاوزوا محنتهم القديمة، لكنهم مجددا يتناطحون أمام كراسي يسيل لعابهم لمجرد فكرة تسلقها، فتنابزوا بالألقاب وتناطحوا متبادلين السباب، يقصون هذا ويفصلون ذاك ويحلقون على الناشف لكل من أشار لظل الأكتع والأعرج فيهم، وتكسرت مناقيرهم وقرونهم متسابقين لنيل رضى سد الكرسي. ملهم السوريون كردا وعربا مسيحيين ومسلمين مقيمين وقاعدين، فقدنا بهم الأمل وما فقدوا الأمل بنيل المنصب، وهاهم اليوم يتدافعون متنادين لعقد مؤتمر "الدلعونا والميجانا المعارضجية" برعاية كبير الطواشيه، يمتشقون عكاظياتهم متسابقين على مدح الفلافل والبطيخ وكبار رؤوس البصل والفجل. وكلما قلنا كبروا وتثبت عليهم العقل، ككل مرة يخيب أملنا بهم ويعودون مثل حليمة لعاداتهم القديمة.



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!
- أضرار الشراكة السورية-الأوربية
- الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
- السجن السوري الكبير للجميع


المزيد.....




- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة