أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان















المزيد.....

من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 09:36
المحور: كتابات ساخرة
    


تتخذ مزارع شبعا شكلا إهليلجيا يبدأ من ثاني أعلى قمة في جبل الشيخ وهي قمة الزلقا (2669م)، وتنتهي عند النخيلة و”مُغر شبعا” وتمتد على السفح الجنوبي الغربي لجبل الشيخ وطول الطرف الشمالي لسهل الحولة والطرف الشرقي لمنطقة العرقوب على مساحة قرابة مائتي كيلو متر مربع، وبطول يبلغ 25 كلم، وبعرض يتراوح بين سبعة وعشرة كيلومترات، أي ما يعادل ثلاث مرات مساحة جمهورية سان مارينو.
* * *
منذ صدور التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، عادت مزارع شبعا قضية سجالية يتداخل فيها السياسي بالقانوني، والداخلي بالخارجي، واختلط برميل العسل بالقير في سبيكة مزاودات قميصها شعارات وطنية وفي قعرها مصالح وامتيازات مَلكية، مست وتمس لقمة عيش وقوت الناس وتحركهم كدمى بعواطف وحماس جبلت عليه منذ عقود، فأضحت شبعا في محرق العدسة وحكومتنا العيدة في مهب الريح، وكادت أن تختصر قضايا لبنان وسوريا لو لم تستبدلها رغبات حلفنا الساساني الجديد ونشعل فتيل الرسوم بعد مرور أربعة شهور على نشرها، واعدناها للتداول بشق الأنفس لتخلصنا من كابوس الضغوط الخارجية وتمكنا مؤقتا من تحويل الأنظار عن إصلاحاتنا السورية الداخلية والخارجية لئلا نصاب بعين حاسد إذا حسد.
* * *
طالما صارت المزارع بعبعا نخشى ملكيتها كما يخشى إبليس من اقتناء عقد ثوم عتيق، علقنا برقبة بعيرنا الودع والخرزة الزرقاء فلم يدرّ ضرع ناقتنا الناضب، استعصت علينا رغم أنها لا تتجاوز مساحة الصالة التي يخطب فيها والينا، ونحن من حَكم وتحكم بمصير ما يزيد على عشرين مليونا من السوريين واللبنانيين والبدون أما الأكراد فلا يحتسبون. قام شرعنا بتسليم مفاتيح المزرعة الصغيرة للسنيورة في الأندلس دون تردد، ورغبة منا بتطبيق القرار الأممي 425، سنتذرع بسوء نية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارستهم التنويم المغناطيسي على القانون الدولي العام ونسوا أن يرونا، مما جعلنا نتصرف بحكمة ونترك باب المزارع مفتوحا للتخمينات والتأويلات عن جنسيتها وهويتها، ولن تحسم جنسية الأرض ولا هوية الإنسان عليها، سواء كان وافدا من الهندوراس أم مقيما بالأساس على أرض الآباء والأجداد أو من رعايا الانتداب.
* * *
ولئلا يتضايق الكرد، وخصوصا الذين جردناهم من الجنسية، عليهم أن يعلموا أن مناخ المزارع يتميز بالاعتدال شتاء تشبه أرضها السهلية سهول الجزيرة العربية السورية، أما بعض الأجزاء الوعرية فلا تختلف عن جبال كردستانهم. ناهيك عن تميزها بخصوبة التربة وتنوع زراعاتها كفستق العبيد والبندورة والذرة والخضار والأشجار المثمرة وتعتمد شتاء على زراعة القمح والشعير والعدس والحمص والفول. وهو ما يجنيه الكرديون من كردستانهم الضائعة بين شعوب مضيّعة. حتى أدوات الاستصلاح الزراعي الشبعاوية كمثيلتها الكردستانية، إذ يحرث الأهلون الأرض بآلات بدائية تجرها البغال والثيران والحمير المتوفرة بكثرة، ويربون الماعز والغنم والبقر والخيل والدجاج والحمام، التي هي احد مصادر عيشهم.
* * *
قد لا نجافي الحقيقة حين نتحدث عن الجمع بين شعب بلا أرض وأرض بلا شعب، فأزعجنا شغبُ الأكراد الراغبين بالاستيلاء على عروبتنا من خلال الهوية، بقدر ما دوختنا شبعا المنسية، وبذلك نتخلص من شبعا والأكراد بحجر واحد فحسب، بل ونضع الأكراد في "بوز" المدفع، كونهم رقم زائد في سوريا أصلا، ونقضي بهم حاجاتنا ونحرضهم على من نريد ليس فقط في بيروت بل ولو في الصعيد، ولينجبوا هناك ألف هسام وهسام. ويشكلون لنا مادة عازلة أو قل سياجا طبيعيا. وعملا بما سنته القيادة التاريخية الخالدة قبل انقبارها، التي أنجبت عظام تاريخنا من نمرة الشيخ الفاضل محمد طلب هلال، والأياد البيضاء التي لها الفضل بجعل الكردي حتى الأمس القريب لا يميز بين الجمرة والتمرة، فلن يمايز اليوم بين الغريب والقريب. ولابأس أن يرافق توطين الأكراد السوريين في شبعا تسفير بضاعتهم الهسامية معهم، وأن نرسل لهم "كمشة" وزراء مما لدينا حتى "يحلّو" عن ظهر "القائد الملهم" ويتركوه يشوف أشغاله مع ابن خاله. وربما كان أبو جاسم منصورة خير حلف لخير سلف، وليؤسسوا دولة كردستان شبعا ونقوم بترسيم الحدود رسميا معهم ونبني جدارا عازلا يقينا من الذي بعدهم. بعد ذلك نتفرغ لإعادة تسمية الشجر والحجر في كافة محافظات الجزيرة العربية المستكردة ونضمخها بحروف الضاد ونحتفل بتحريرها في عيدنا الوطني الجديد مع بقية منجزات الأب وابنه التي لا تعد ولا تحصى. أما حزامنا العربي بعد خلوه من السكان نضمه إلى لواء اسكندرون حتى نضمن زيارات متكررة لمسؤولي دولة جارة حين يقاطعنا العالم في محننا المتلاحقة. والحق يقال هاجر نصف سكان سوريا واستوطنوا في بلاد استحسنوها ولصعوبة إدارة كل هذه القيعان والفيافي والقفار لا بأس أن نفكر ببيع أو تأجير ما لا حاجة لنا به من الأرض وما أوسعها...!
* * *
ولنتخلص من فضائح ما يسمون المجردين من الجنسية والمنفيين الذين يرغبون بالعودة لنعيم الاشتراكية في سوريا العرين هربا من جحيم الحريات الغربية ويقومون بتشويه سمعة بلدهم وقيادته الحكيمة الملهمة، اقترح أن نرسلهم للجولان ويحرس أقفيتهم جيشنا الباسل ونصوب بنادقنا الروسية الصدئة نحو من يتراجع للخلف بحجة الفرار من الواجب الوطني، أما من يتقدم نحو الأراضي المحتلة نطلق عليه النار بحجة التخابر مع دولة أجنبية.
* * *
لو أضفنا لسكان دولة كردستان شبعا كل الذين مزقوا شاقين عصا الطاعة وفارقوا الجماعة الذين لا ينتمون للفرقة الناجية والمغضوب عليهم والضالين من السوريين، ونجرب عليهم كل ما يأتينا من حلفنا الساساني الجديد من أسلحة وما ورثناه من أبي القادسيات، أسلحة لابد وأننا سنحتاجها في حروبنا القومية القادمة، ومن حين لآخر لا بأس أن تقصفهم قوات الردع العربية السورية لتمرينهم على الموت مستقبلا. كما اقترحُ على حكومتنا السورية العتيدة ألا تلوث بيئة تدمر ولا مياه الفرات بجثث لم تفد أصحابها أصلا، وننقل رفاة المقابر الجماعية وبلوكات اليورانيوم المشعة من البر والبحر إلى شبعا ولن يحتاجوا للكهرباء، وليشعشع الشبعانيون ما شاءوا. أما من يحاول الفرار من جنات نعيم شبعا فلا ينقص والينا الحكمة والحصافة، ونذكر من لا يتذكر أو نسي كيف عاقبنا المارقين السوريين في حلب وتدمر وحماة والقامشلي، فنحن من يضرب على الحافر والمسمار بيد من فولاذ.
* * *
اقترح على حكومتنا الموقرة عدم إتلاف لحوم الطيور المهربة المصابة بالزكام، وتصبيرها ريثما تقدم كمعونات من الدجاج والبيض إلى الدولة الكردشبعاوية وليأكلو ما طاب ولذ من العصافير والقطا والحباري وإن شاءوا ليلتهموا الغربان بريشها. وبذلك لا نكرر أخطاء الكنعاني والغزالي في عنجر، لأن الشاطر من يقتل خصمه ويكون أول المشيعين والنائحين حول جنازته ولا يترك أثرا لما يسمى بالجريمة، ولوالينا باع طولى لا تضاهى في هذا المجال.
* * *
أما على صعيد الإعلام المتلفز، سنجني فائدة عظيمة، وسنشغل بال المواطن ليس بالمسلسلات المكسيكية فقط، بل والأخبار الحقيقية من شبعاستان، ولن ينفضح ضلوعنا بها كما في قضية الخزنوي والحريري أو قضية الرسوم. وهكذا تتم تغطية الأزمات اللاحقة التي تنتظرنا، وبدل أن نصير في صفحات الأخبار يتحدث عنا "اللي بيسوى واللي ما بيسوى" نصير ننقل الأخبار من مصادرها ونتحدث للمواطن عن بلد في أسوأ حال منا، لأن المرء حين يرى ما هو دونه ينسى همومه. ونتخصص بسبق صحفي وأخبار "نص كم" من تلفزيون العروبة الصامد أمام الأعاصير.
همسة بأذن الأخوة الألداء الكرد السوريين.. يا جماعة "حلّو عنا" واذهبوا إلى شبعاستانكم، قبل أن نبيدكم عن بكرة أمكم وأبيكم.. وسنحقق فيكم حلم رسالتنا الخالدة في الوحدة والحرية والاشتراكية.. أذهبوا فأنتم الطلقاء، وارحلوا عنا بسلام، وسيعم بيننا وبينكم السلام والوئام.



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!
- أضرار الشراكة السورية-الأوربية
- الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
- السجن السوري الكبير للجميع


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان