أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض















المزيد.....

قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت شعار "سوريا في القلب".
لا شك أن عجلة التغيير في سوريا تتقدم إلى الأمام بالرغم من بطء سيرها، وهذا ما تؤكده كمية الحراك المتسارع في الوطن والمهجر، فنواميس الحياة وسمة العصر تفترض هذا التغيير وإن تأخر أو أصاب بعض مفاصله قصور أو وهن لأسباب ذاتية وموضوعية.
خلال العام الفائت عقدت أطياف مختلفة من المعارضة السورية سلسلة من اللقاءات التشاورية والاجتماعات الصغيرة والكبيرة، وانقسمت لقاءات المعارضة السورية في الخارج لعدة معسكرات ومدارس ثقافية متداخلة بين قوموية وإسلاموية وماركسية وليبرالية قاسمه المشترك هو الإجماع على فساد النظام وأهله وقلة حيلته، كما وتُجمع اللقاءات المذكورة على الأهداف التي تتلخص في: التغيير السلمي وإحلال الديمقراطية، إضافة إلى طرق باب الملف الكردي المتعثر منذ نصف قرن. إذ تأرجح المتعاطون مع الملف الكردي من حيث الجدية، فهناك من يعتبره قضية أرض وشعب كالتيارات العلمانية الليبرالية والديمقراطية المطعمة بالحضور الكردي مرورا بيسار الوسط وتعاطيهم الخجول معه وصولا للتشكيلات التقليدية التي عرف عنها اعتبار الحق الكردي مقتصرا على اللغة والثقافة. على أية حال، يتضح، ومن خلال مطالعة أولية، أن الحراك السياسي السوري يتعاظم، ومع تضاعف العمل تتكاثر المهام وكذلك الأخطاء، وقد تتمحور أسباب ضعف المعارضة في أمراضها المزمنة، وعلى هذا الأساس كان لا بد من لقاء أولي لبحث هموم ومصاعب المعارضة في سوريا.

لبى معارضون سوريون ينتمون لمختلف مكونات المجتمع والطيف السياسي وبحضور ومشاركة نسائية دعوة رجل الأعمال المعارض السوري أكثم بركات لعقد لقاء تداولي تم عقده في باريس يوم الثامن من نيسان رغم غياب بعض الشخصيات التقليدية المعارضة التي ربما وفرت على نفسها هدر ماء الوجه وغياب الجديد لديها أوربما لأن البعض منها قاطع الاجتماع نظراً للتشكيك بمصدر الدعوة وتمويل الفعالية. افتتح اللقاء السيد بركات بكلمة ترحيبية قصيرة، ثم وجه تحية الى سجناء الرأي وخص بالذكر كل من هيثم نعال، رياض الترك، فاتح جاموس، نزار نيوف، أكثم نعيسة، رياض سيف، عارف دليلة، مأمون الحمصي ود. كمال اللبواني. كما حيا المشاركون شهداء الرأي في سوريا، وفي مقدمتهم شهيد التسامح الديني الدكتور معشوق الخزنوي، بالوقوف دقيقة صمت. وأختار المشاركون الباحث الدكتور أكرم شلغين لإدارة الجلسات.

في شكله العام، كان الحوار مفتوحا وشفافا وفيه ارتأى المنظمون عدم طرح برنامج أو جدول مسبق، وإنما تم تحديد الإطار العام للحوار الذي تضمن: مصاعب المعارضة السورية وحلولها، الخطوط الحمراء وأبعادها ومن يرسمها، تشكيل صندوق تعاوني لدعم المعارضة، ولجنة محايدة للتشاور الثنائي مع المنظمين والتي يفترض أن تعد للقاء قادم في العاصمة المجرية بودابست بعد شهر من تاريخه. واتضح من مشاركات الجميع أنهم يسعون نحو هدف واحد وهو التغيير السلمي للسلطة والاحتكام إلى إرادة الناخب السوري من خلال صناديق الاقتراع والإبتعاد بالبلد عن العنف وأي مظهر من مظاهر الخصومة غير السياسية للوصول إلى الحياة الديمقراطية. وقد شمل التمثيل كافة مكونات الطيف السياسي والقومي والاجتماعي وسواها في سوريا فكان هناك اليزيدي والمسيحي والعلوي والدرزي والسني والعلماني إلى جانب التشكيل القومي من عرب وكرد وسريان وغيرهم مع ملاحظة تواجد نشط للكرد بدا أكثر انضباطا وتنظيما، كما سادت لغة ليبرالية علمانية وسطية على الحوارات على حساب تراجع النبرة الإسلامية المتشددة. واختصرت اللقاءات في يوم واحد، وشكلت كذلك فترات الاستراحة التي تخللت اللقاء حوارات ثنائية أو متعددة الأطراف مما يظهر الاهتمام الجدي والشعور العالي بالمسؤولية. وإن اقتصرت المشاركة على المغتربين السوريين إلا أن الجميع رأوا أن التنسيق والتعاون فيما بين الداخل والخارج هو أمر لا يمكن لأحد القفز فوقه، وإن احتدم النقاش وسط تعدد الآراء إلا أن ذلك تم في جو ديمقراطي وشعور عال بالمسؤولية، ولم يكن هناك إقصاء أو تهميش لأحد كما شاع في اجتماعات سابقة. لم يصدر عن الاجتماع بيان أو وثيقة أو تصريح مشترك. وكان الحضور بصفة شخصية وليس بحضور حزبي ولم يكن لعشائر وأفخاذ أحزاب المعارضة السورية العارية والمتعرية منها والتي تتنطح مهام جسام ببضع عبارات دون أن تكون قد كلفت "خواطرها" نحت برنامج حزبي بسيط لذر الرماد في العيون.
كما ولم نتطرق لاستنهاض أية مظاهرات مئوية أو ألفية أو مليونية في سوريا.

وفي تفاصيله، تناول الحوار مسار الحراك الوطني ومؤرقاته والعلاقة المتبادلة بين الداخل والخارج، وكذلك التنسيق بين كافة الأطراف وعدم إقصاء أي كان. أما الملف الكردي فكان حاضرا بقوة ووضوح، وتوخي حضور كردي مؤسسي ينتظر أن يتمخض عنه مؤتمر بروكسل المرتقب للقوى الكردية السورية أملا بتسهيل آلية التعاطي مع الملف الكردي والتعاطي معه على أرضية مشتركة وواضحة للمطالب الوطنية والقومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا من كافة جوانبها. وتم التركيز على مبدأ التعاطي السلمي ورفض أي شكل من أشكال العنف، ومقاطعة أصحاب "أختام" المصداقية وشهادات حسن السلوك والوطنية، والجهات التي تعطي الحق لنفسها بإصدار صكوك براءة أو غفران. وشدد بعض المشاركين على تجاوز الطائفية والقوموية الشوفينية والمناطقية، مؤكدين على الحاجة الى عمل مشترك لتلافي خطر الانزلاق إلى حرب داخلية، والحاجة لخطاب مؤسسات وبرامج، وعدم كفاية التصريح أو التلميح عن حسن النية باعتبار أن الطريق إلى الجحيم عادة مفروش بالنوايا الحسنة.
وفي أسباب ضعف أداء المعارضة وجد الحضور أن هناك:
 أزمة تنظيمية سببها عدد الدكاكين الكبير والأداء الهزيل وانعدام الفاعلية.
 العقلية الإقصائية المتجسمة في تقوقع طبقة "النبلاء" من "مخاتير المعارضة" المتعارضة الذين يمنحون صكوك ولوج باب التعارض مع السلطة. وهنا ينعت بعضهم نفسه بالوطنية ويمنعها عن غيره حين يقول نحن المعارضة الوطنية الشريفة وغيرنا "أولاد الشغالة".
 تهميش الحركة الكردية: سببه المباشر هو عدم تعاطي المعارضة السورية جديا مع الملف الكردي المأزوم منذ عقود، إلى جانب تقصير ملحوظ من جانب الحركة السياسية الكردية بطرح مطلبها وعدم اتفاقها على برنامج واحد مما أدى لعدم انخراطها في صفوف المعارضة السورية بفعالية، مع العلم أن الكرد، وكما يلحظ الجميع، هم أكثر المهتمين بالشأن السياسي العام .
وأما مقترحات الحلول فتباينت ومنها:
• الاتفاق على الحد الأدنى من نقاط التقاطع بين مجموع البرامج والأفكار والآراء الفردية
• للانطلاق من النقاط التوافقية واعتبارها قاعدة مشتركة لعمل الجميع معا.
• تبني القضية الكردية واعتبارها قضية تهم جميع مكونات المجتمع السوري.

رأس المال السياسي:
مازالت مسألة إشراك من يمتلك رأس المال في عملية التغيير سابقة لم يقتنع بها كثيرون في سوريا، بسبب احتكار وامتلاك المال من قبل السلطة والحاشية والبطانة ومن يدور بفلكها، الحريصة على بقاء نظام الفساد الذي يدر عليها الربح، ولا يمكن لمثل هذا المال السلطوي أن يوظف أو يدعم عملية إصلاح أو تغيير ديمقراطي ينتف وبره لاحقا. وهذا ما يجعل من مبادرة مثل مبادرة رجل الأعمال السوري أكثم بركات غير مفهومة بالمقاييس السورية التقليدية، وراحت تحوم حولها الشكوك، هناك من بارك المبادرة وهناك من اشترط معرفة مصدر التمويل لينخرط، وهناك من ينتظر من بعيد دون تعليق. هذا على صعيد المعارضة، أما على صعيد السلطة فالأمر مختلف، وليس مهماً من قام أو دعى للفعالية بقدر ما هو مهم مضمونها، وهل هي تدعو لتغيير شامل كالليبراليين! أم أن يفهم العمل مثلما يفهمه بعض المغامرين الذين اشتروا حقائبا جديدة ومشغولون بتلميعها منتظرين يوم تسلم الوزارة الموعودة بحكومات منافي متناطحة تمثلت في جبهة الخلاص (الخالصة) أو متملقي النظام مكرمة الذين يصلون للرب أن تهطل السماء ذهبا وأن يكون القطيع كاملا والذئب متخما.

المخاض السوري العسير
نحن أسرى الذرائعية الشرقية والتواكلية المتعارف عليها، ونحمل غيرنا مسؤولية همومنا ومشاكلنا دون تكلف عناء البحث فيها بداخلنا، وما أسهل أن يُلقى على الاستعمار والرجعية والصهيونية والظلامية ولا أدري ماذا أيضا كل أسباب تخلفنا. إننا نضع سيوفنا الصدئة دائما في غمد نظرية المؤامرة على هشاشتها ونتراشق التخوين ونتباصق حليب أمنا متباكين على ماضينا المختبيء تحت أكوام الأطلال. نتكلم وكأننا نريد استدارار العطف من مكان ما ! فالأنجع لنا هو أن نقرأ دروس التاريخ، أن نقرأ الماضي ونتعلم من الحاضر كي نبني المستقبل... ألم تدمر وتستعمر اليابان؟ ألم تكن ألمانيا عرضة لأسوأ مما مررنا به؟ نعم... وكلتا الدولتين نجحتا وتجاوزتا هذين الأمرين وبنتا مجتمعات متطورة دون أن تحمل مسؤولية السقطات لغيرها واعتمدت على قوى شعوبها. هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلم منه.
______________________________
* علي الحاج حسين – عضو لقاء باريس



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أفلحت أمة صار سفهاؤها سادة لها
- دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة
- من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!
- أضرار الشراكة السورية-الأوربية
- الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
- السجن السوري الكبير للجميع


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض