أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - O, TEMPORA..! O, MORES..!!!














المزيد.....

O, TEMPORA..! O, MORES..!!!


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    


- 1 –
مراراً وتكراراً أحاول الكتابة عن حدث ما، فأخفق ويخونني التعبير، لا أوفق بوصف الأشياء كما يفعل الأدباء، مازلتُ انتظر بفارغ الصبر ولادة وحيي في عبقر. لكن إيماناً مني أن التحسّن خير من الحُسن، آخذاً بنظر الاعتبار رغبتي الجامحة بالحصول على لقب "أديب". إصراري وتصميمي لم يفيا بالغرض إلى أن ابتسم، بل وقهقه لي السعد فكتبت رسالة هشامية وصفت فيها حادثة شهدتها بأم وأخت عيني التي ستأكلهما الديدان. وهي تتلخص بمبارزة بين عاشقين يهويان أنثى واحدة، بدأت المنازلة في الصباح الباكر وانتهت ظهراً حينما كسر منقاراهما وتلونا بالأحمر القانئ، وسقطا متهالكين لا يقويان على الحراك. أما المعشوقة هيلانة فكانت مشغولة بالتقاط نثار الحبوب وتقأقئ غير عابئة بالحرب الدائرة لأجلها.
باعتباري ليس طرفاً في النزاع كان موقفي حيادياً، فوصفت الحادثة بلا أدنى تحيز. انتقيت كلمات طنانة مجلجلة مما توفر لدي من معاجم ورصفتها في ما يشبه المقالة، استثنيت كل الكلمات التي تتطلب الإلمام بقواعد كتابة الهمزة واستبدلت حالات جمع المذكر السالم بنظيرها المكسر وتجاهلت كل ما هو معتل ثم أرسلتها لصحيفة محلية، لم يمض أسبوع وإذ تصلني حوالة بريدية من الصحيفة كثمن لمقالتي المنشورة تحت عنوان مكتوب بالخط العريض "السوريالية وأدب العولمة الإيحائي" وحظيت مقالتي بتقديم مناسب للحدث، ووصف بأنها رائعة!!! ليس هذا فقط، بل ويطلب المحرر مني التفرغ بالكتابة لصحيفته ويعد أن يرفع لي الأجر.
لقد تحقق حلمي وصرت كنملة نبت لها جناحان، أحمل لقب "أديب سوريالي"، أكتب بالصحف، أؤلف الكتب وينادوني " يا دكتور…".
ويح نفسي من السريالية..! وما أدراني ما هي، ولا أخفيكم سراً صرت أقرأ الكتب وأحفظ المصطلحات والعبارات البليغة والموجزة لأتشدق بها أمام محدثي. على كل حال أحمد الله أن قبض روح ابن يوسف، فلو كان على قيد الحياة لرأى في رأسي وكل جُعل إيحائي مستكتب من الرَجّالةٌ التي تعتقِلُ الرماحَ سنابلا يانعة حان حصادها، وخلّص القرّاء من تفاهات التطفل الثقافي. لكن الهر غائب فلمَ لا يمرح الفأر.
- 2 -
والآن من موقعي كأديب متلبس بجلباب السريالية قررت تسهيل بعض الأمور وتجاوز الشكليات، صارت كلمتي موضع ثقة بين القرّاء. أدعو لتأسيس تيار في اللغة والأدب العربي من المتشيعين لسعيد العقل باسم النزعة العقلية، اعتكف الآن على وضع اللمسات الأخيرة لكتابي "الزائد والمزيد في الغرامير العربية من تليد الخليل-سيبويهية إلى وليد العقلية"(*) في هذا المؤلف المطبوع على قرطاس من صنف هاي كواليتي خلّصت قرّاء العربية – وخصوصاً المغتربين منهم - من عويص اللغة النحوي والإملائي، حذفت الأفعال المعتلة والمريضة أصلاً، أسقطت الهمزة، أما في قسم المورفولوجي والسنتاكسيس أضفت نوع من الفْـِرب ممنوع من الصرف والآرتيكُل، شطبت كل المفردات الجاهلانية أضفت على قسم لِكسيكولوجي سنتاغما جديدة تتماشى مع العصرنة والعولمة والحبل على الجرار. أوفْرْتايم!
Fine
_______________________________
* حاشية: سعيد عقل شاعر زجلي من لبنان، صاحب الدعوة لكتابة اللغة العربية بالأبجدية اللاتينية، أصدر جريدة وله مؤلف بعنوان "خليها على الله!".



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ولاء ومحبة للسيد الوالي
- قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض
- ما أفلحت أمة صار سفهاؤها سادة لها
- دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة
- من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!
- أضرار الشراكة السورية-الأوربية
- الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
- السجن السوري الكبير للجميع


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الحاج حسين - O, TEMPORA..! O, MORES..!!!