أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الحاج حسين - الرأي العام وصناعة الأزلام














المزيد.....

الرأي العام وصناعة الأزلام


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لو حاولنا وضع ما يشبه التعريف أو تبسيط لمفهوم الرأي العام، سنجد أنه وببساطة عبارة عن مجموعات متوازية او متقاطعة من المواقف والآراء والمفاهيم والأقوال، تشترك في جزئيات وتختلف بأخرى حيال مسألة محددة.. هذا بافتراض أن المرجعية في اتخاذ الرأي متشابهة أو متطابقة، وانتفاء الحالة المرضية، إذ لا يمكن الركون لرأي مجموعة ممن يعانون من مرض دالتون وأصحاء حيال تناسق أو تباين لوني كما تحظر القوانين العصرية مثلا حيازة المصاب بمرض دالتون على شهادة قيادة سيارة. لكن على صعيد آخر حتى على صععيد الفرد نفسه وفي حالات متباينة يتغير موقفه وفقا لعاملي الزمان والمكان، وبالتالي يكون لزاما علينا التفريق بين أكثر من وجه للرأي العام، إذ نجد أن المتفقين بالرأي حول مسألة حماية البيئة والتلوث أو مكافحة الأمراض السارية أو إلغاء عقوبة الإعدام مثلا ليس بالضرورة أن يكون بينهم قاسم مشترك بالنسبة لموضوع المساواة بين الجنسين أو الموقف من الليبرالية أو الثيوقراطية وقد يتفقون أو لا يتفقون حول مسألة الزواج في سن مبكرة أو قوننة تعدد الزوجات لرجل واحد مثلا...
يتكون الرأي العام نتيجة لفعل أو سلسلة أفعال تقاس برصيد معرفي فردي، وتتغير المواقف، أي الآراء وفقا لتطور الأحداث. يوجد الآن في العالم مدارس لصياغة أو صناعة أو تكوين الرأي العام أو التأثير فيه، أو توجيه أو تأطير وأدلجة المجتمع وهذه المسألة منوطة بالدرجة الأولى بوسائل الإعلام، وإلى حد ما في مجتمعنا تخضع لمؤثرات مرجعيات اجتماعية أو اقتصادية وغالبا سلطوية.. وبما أن الإعلام مملوك للسلطة المستبدة في سوريا لا يمكن التعويل على خلق رأي عام واقعي واضح من موضوع محدد وليكن في حالتنا هذه مسألة العنف أو التغيير الديمقراطي السلمي وعملية الإصلاح.. إن الرأي العام في سوريا ومنذ أربعين سنة خلت لا يأتي نتيجة للترويج أو الدعاية والتحريض له، بل غالبا ما يكون قسريا في بداياته ثم يمهد له ويترسخ، والنظام قادر على تكوين رأي عام يجزم أن لون الحليب أسودا، وهكذا تم تصوير الهزيمة على أنها نكسة، وخدعت مقولات نظام الاستبداد أجيال متتالية. انعكست هذه التراكمات والرواسب سلبا على المستبد نفسه فيما بعد. كان ومازال الاستبداد يعالج المقدمات التي انتجها بمنطقه المعوج، فحينما يصور للمواطن أن أجهزة الأمن والمخابرات التي تقض مضاجع الناس قبيل الفجر تقوم بمهمة وطنية وحين تعتقل أصحاب الرأي المخالف المسالم أو المتنورين والطلبة بسبب أفكارهم أو نشاطاتهم المدنية وغيرها، هو في ذلك لا يمنع الاستفادة من القدرات الكامنة فحسب، بل ويساهم في تخلف المجتمع وينتج الجريمة.. حينما يصور الدكتاتورية على أنها ديمقراطية وأمان وحينما يصور السلب والنهب ومجمل الفساد على أنه تجاوزات بسيطة وحين يكم الأفواه بحجة أن لا صوت يعلو على صوت المعركة والهزائم متكررة، وقتئذ يكون قد أفلح نظام الاستبداد وانتصر ، وهذا تأكد على مدى أربعين سنة وحقق أنتصارا باهرا على الشعب الأعزل المعزول...
أما وصفات تفعيل الرأي العام الموجود على علاته وتوظيفه في خدمة عملية التغيير والإصلاح... ورغم أهمية هذا الأمر، لكن للأسف الرأي العام في سوريا مصنوع صناعة رديئة، ونتيجة لغياب الشفافية والتعتيم الإعلامي لا يمكن معرفة المدى الحقيقي لمثل هذه الاستخدامات أو التطبيقات.. ولا يمكن للمواطن أن يكوّن رأيا حيال مسألة لا يكاد يسمع بها من إعلام بلده وغالبا يتم تسريبها من أذن لأذن أو عبر وسائل إعلام أجنبية أو مصادر غير معنية بالحدث.. ورغم شيوع وسائل التواصل الإلكتروني الحديثة وخصوصا الانترنيت الذي يعاني في سوريا الويلات، يبقى الرأي العام مهلهلا ولا يمكنه أن يعكس حالة حقيقية عن المجتمع نتيجة الخوف والتعتيم.



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية التغيير الديمقراطي في سوريا
- الاستبداد يستدعي احتلال سوريا
- رسالة من أمي
- رسالة إلى أمي
- O, TEMPORA..! O, MORES..!!!
- رسالة ولاء ومحبة للسيد الوالي
- قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض
- ما أفلحت أمة صار سفهاؤها سادة لها
- دمشق عودت حليمة على عادتها القديمة
- من تعريب كردستان إلى تكريد شبعاستان
- الأبقار البعثية المقدسة بين المطرقة والسندان
- لماذا الأكراد خنجرا سامة في خاصرة الأمة العربية...!
- رسالتي إلى الله
- قم يا أيها المدثر، تحت لحاف زوجتي لا تشخر..!
- أضرار الشراكة السورية-الأوربية
- الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الحاج حسين - الرأي العام وصناعة الأزلام