أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - البريطانيون قادمون.. البريطانيون هاربون!














المزيد.....

البريطانيون قادمون.. البريطانيون هاربون!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 06:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وكالعادة، خلقت وسائل الإعلام إثارة fuss كبيرة بشأن قرار بريطانيا سحب 1500 جندي من العراق، ويمكنك القول أيضاً أنها فعلت الأمر نفسه بشأن قرار بريطانيا وضع يدها بيد الولايات المتحدة والذهاب معاً إلى جحيم أرض ما بين النهرين.
أعرف وأغلب العالم العربي يعرف كم أن البريطانيين والأمريكان مولعون بالمغامرات؟ على سبيل المثال، ليس بمقدور مواطن عربي أن يفهم رغبة الأجانب تسلق الجبال والمخاطرة بحياتهم، أو قضاء فترة سياحتهم في الشرق الأوسط رغم معرفتهم أنها مليئة بالمتطرفين الإسلاميين واحتمال تعرضهم للقتل!؟ المسألة متماثلة كذلك مع الجنود البريطانيين في العراق. فالعراقيون يتساءلون لماذا قدم البريطانيون إلى العراق ولماذا قرروا الهروب الآن!؟
لماذا يترك الجندي البريطاني بلده في حين يستطيع أن يأخذ قنينة شراب أو قدح من البيرة بيد وفتاة صديقة في اليد الأخرى، ليذهب إلى مكان (بدائي) مثل العراق ليحاط بمناصري الصدر وهم يهتفون "بوش يخبر بلير خذ بالك من الصدر،" هتاف يحتاج الجندي البريطاني إلى مائة عام لإدراك مكنونه الغامض!
عندما تسأل بريطانياً عن المغامرة البريطانية في العراق، سيخبرك أنه فعل كل ما بوسعه لإيقاف الحرب بالانضمام إلى المسيرة المليونية ضد الحرب ووضع اللوم على بلير!
الأكثر من ذلك إذا وافتك الصدفة وجلست مع صحفيَين: بريطاني وأمريكي، فسوف تستمع إلى محادثة سخيفة جداً بينهما.. الصحفي البريطاني الذي يكتب يومياً في صحيفته بشأن الغزو وجرائمه، يشعر بالفخر أمام زميله الأمريكي من منطلق أن البريطانيين يتعاملون على نحو أفضل مع العراقيين مقارنة بمعاملة الأمريكان، وأن المواطنين في الجنوب يتصرفون معهم بحب وتودد!!!!!!!! وهو كلام سقيم.
السؤال الكبير لدى معظم العراقيين بشأن بريطانيا- المعروفة بتاريخها الكولونيالي/ الاستعماري "الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغرب عنها".. لما توافق أن تكون تابعة للولايات المتحدة بهذه الطريقة المهينة للسقوط في مستنقع العراق؟
سألتُ هذا السؤال لعراقي وطني nationalist. أجاب بقوله: بريطانيا هي قائدة الكولونيالية في العالم على مدى التاريخ الحديث. في الحقيقة أن الولايات المتحدة تعلمت الممارسات الكولونيالية من بريطانيا. وهكذا فبريطانيا هي الأستاذة والأمريكان التابعون!
عندما استشارت الولايات المتحدة حليفتها بريطانيا بشأن غزو العراق، وجدت الأخيرة إنها فرصة جيدة لتذكير العالم بأنها أستاذة الكولونيالية وأن الأمريكان هم مُقلدون أغبياء! ومع خبرتهم القديمة في العراق فهم عارفون أن العراق سيكون أفضل شرك trap للأمريكان بحيث سيندمون على مغامرتهم على مدى تاريخهم!
وهكذا أجابوا الأمريكان بالموافقة شرط أن يكونوا في جنوب العراق لأنهم عرفوا أن هذا الجزء من العراق موطن (الشيعة) جاهزون للتحالف مع الشيطان للتخلص من النظام العراقي السابق، وأيضا من أجل أن يكونوا قريبين من آبار نفط البصرة والعمارة.
لو كان لدى الأمريكان القليل من الذكاء لسألوا البريطانيين نشر قواتهم لبضعة أشهر في غرب العراق.. الله وحده يعلم ماذا كان سيحصل للجنود البريطانيين، وكيف سيكون تعاملهم مع الناس هناك وهم من المذهب الآخر!؟
في صيف 2004 اتجه البعض من القوات البريطانية إلى "مثلث الموت"، وحال وصولهم استقبلوهم بهجوم انتهى بمقتل ستة جنود بريطانيين دفعة واحدة. وبعد بضعة أسابيع عاد البريطانيون إلى البصرة!
بعد مرور أربع سنوات، وبعد أن أدرك العالم كله ضخامة الكارثة التي نجمت عن الغزو/ الاحتلال والضرر الكبير جداً الذي لحق بالعراقيين على كافة المستويات، وبعد أن فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها في العالم العربي، إن لم يكن على مستوى العالم أجمع، انتهى التفكير البريطاني إلى أن مهمتهم قد أُنجزت وأنهم يستطيعون الآن الهروب ويتركو الأمريكان يبحثون وحدهم عن حل لورطتهم في العراق!
الأكثر متعة في هذا المشهد ما أضافه العراقي نفسه من أن بريطانيا تدعي أنها أنفقت 52 مليون باون على إعادة البناء في الجنوب في سياق حملة أطلقت عليها "السندباد"، ومن اسم الحملة يمكن إدراك صورية المشروع لأن "السندباد" نفسه قصة من قصص ألف ليلة وليلة!"
إذا ذهبت إلى جنوب العراق، وباعتراف صحيفة بريطانية، لن تجد أثراً لهذا البناء، فقط عدد من أشجار النخيل وتجديد بعض المدارس هناك.. وفي الحقيقة ستعرف أن نفط الجنوب المتوفر أكثر من توفر ماء الشرب هناك، يقع تحت سيطرة البريطانيين، يتصرفون بهذه الثروة حسب مشيئتهم.
لننسَ موضوع البناء ونفكر بالميراث legacy الذي خلفته بريطانيا في الجنوب.. لا تسأل امرأة مسلمة بل أسال مسيحية، ولاحظ ماذا ستخبرك في حين تلبس حجابها وتنوي ترك المكان لخوفها من قدوم المليشيات التي تُرعب أي شخص في طريقها!
البصرة الآن مدينة إيرانية، إذ يمكنك مشاهدة صور خميني (و) خامنئي وآلاف الكتب الإيرانية.. في الواقع، يشكو أهل بصرة الأصليون من أن مدينتهم تفقد شخصيتها العربية، بل وحتى الحجاب هي ممارسة إيرانية قبل أن تكون عراقية!
كان الحلم البسيط لأهل البصرة أن يروا بريطانيا وهي تحقق لهم بناء مستشفى لأطفالهم.. ولكن على مدى أربع سنوات، ومع نهب ملايين الدولارات لبناء مستشفى كبير.. لا يجد الناس ولا طابوقة (قرميدة) واحدة من هذا المشروع على الأرض!
الناس يتساءلون هناك، هل جاء البريطانيون إلى البصرة لفتح الطريق أمام الإيرانيين احتلال جنوب العراق من خلال حلفائهم العراقيين.. وبعد أن أنجزوا مهمتهم هذه وبأفضل طريقة ممكنة.. يهربون الآن؟ الشكر الكثير للأعزاء البريطانيين.. نحن مدينون كثيراً لجهودكم!!
ممممممممممممممممممممممممممـ
British Are Coming, British Are Fleeing, uruk.net.info-28 February,2007.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد





#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: حقائق بشأن المشردين واللاجئين
- أطفال العراق بعد الغزو
- العراق في ظل الفوضى
- اغتصاب النساء مَحلّ مكافأة.. فقط في العراق!
- انتهاك حرمة نساء العراق
- الشركات الغربية ستسيطر رسمياً على النفط العراقي قريباً-مرفق ...
- اليورانيوم المنضب: قاتل خبيث يستمر في القتل1
- من عراقي إلى أمريكي: حقائق عن العراقيين
- سيد بوش، الكتابة واضحة على الحائط: اترك العراق
- العراق: الخطة الأمنية الجديدة يمكن أن تُزيد من تشرّد العائلا ...
- العراق: إغراء الأطفال تعاطي المخدرات والبغاء!
- العراق: مزيداُ من الجند.. مزيداً من العنف
- استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟
- من هي دولة الإرهاب الأولى في العالم؟
- ميزانية بوش لعام 2008: بلايين الدولارات لحرب العراق
- هل هؤلاء ممن يمارسون عملياتهم في العراق جيش الدولة الأكثر -ت ...
- دفع الفلسطينيين لمزيد من الفقر يدفع حماس الاقتراب أكثر من إي ...
- الولايات المتحدة تقود الشرق الأوسط نحو الكارثة
- إسرائيل تشتري قنابل ذكية من الولايات المتحدة
- على إيران الاستعداد لمواجهة هجوم نووي!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - البريطانيون قادمون.. البريطانيون هاربون!