كم نتشابه يا أخي_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 08:13
المحور: سيرة ذاتية
    

لا أجد أحدا يفهمني, فأخسر في كل جدال أو نقاش, ليس حوارا.
لا أحد يحبني بلا شروط, ففشلت في شراكة حب دائم ومستقر, بلا حبيب.
في حالة رضا عن قواي العقلية وتفكيري وذاكرتي, نادرا ما اشكك بدوري السلبي في الوصول إلى نتائج سيئة ومؤلمة, هي حياتي بالمحصلة.
في حالة سخط دائم وأجتر المرارات, بسبب حظي العاثر ونقص معطياتي الطبيعية( أسرة ,مال, أصدقاء) كما أنني راضيا عن جسدي ولا أحترمه, هي حياتي بالمحصلة.
أرغب بتحويل بيتك وسكناك إلى بيتي الثاني, أدخله وأخرج منه, متى وكيف أشاء.
أرغب أن تصغي بشكل جيد ولا تقاطعني وتتفهم مشاكلي وهمومي, ولا تسمي شكواي نقيقا ولا تسمي أمجادي تفاخرا وغرورا.
أنا أتكلم وأنت تصغي. وعندما أطلب منك الكلام, تجنب مشاكلك ونجاحاتك فهي تغيظني.
لا تضع نفسك منافسا لي أبدا, خصوصا بحضور النساء.

.....يمكن الثرثرة في هذا السياق بلا نهاية, وتختصر بعبارة:
قبول ورضا(وبعضنا يتباهى) بالدور الشخصي والجهد المبذول مع سخط ورفض للمحصلة.
*

تجولت طويلا في اللاذقية هذا النهار وبمفردي.
الآن في المنزل وقبالة البحر وبين يدي كتاب الشاعر عادل محمود(انتبه إلى ربما) قرأت معظمه بلا ملل وأعجبتني قصيدة الغراب بشكل خاص.
بصراحة لا أعرف عن كتابة عادل محمود سوى القليل جدا, واعرف كتابة أورهان باموق ويشار كمال وناظم حكمت وعزيز نيسين وسواهم أكثر بكثير, سأنتبه إلى ربما.
هل نقرأ في سوريا لبعض؟ وهل نستمع لبعض؟ ربما لا.
عادل محمود وممدوح عدوان وبندر عبد الحميد_ اعرف كتابة بسام حجار وشوقي بزيع ويوسف بزي أضعافهم. شاركت بالترويج لأحمد فؤاد نجم ومحمود درويش وشاركت في التقليل من أهمية نزار قباني, وقرأت لقاسم حداد أكثر.
لا من ستّي بخير ولا من سيدي بخير, مثلنا الشهير, نحن متشابهان يا أخي.
*
للبدء بتغيير حياتي إلى أفضل, لا أعرف ماذا علي أن أفعل.
حتى اليوم لا أجرؤ على الدخول إلى عيادة طبيب نفسي في سوريا, ولو للاستشارة . ليست النقود هي السبب, ولا الحرج من رؤية أحد المعارف, ولا الخوف من نقص المهارة عند هذا الطبيب أو الطبيبة. لأنني أحمل الثقافة والأخلاق المشتركة في سوريا, والتي تعتبر زوار عيادات الطب النفسي, مجانين أو درجة دنيا في المجتمع.
عندي مشكلة حقيقية مع التفكير الايجابي. أستطيع أن أتكلم أو أكتب بسلاسة ودون توقف لساعات حول الخلل والفساد في الفرد والمجتمع والسلطة, وأعجز عن الكتابة أو الكلام لدقائق عن خيوط أو أحداث أو أشخاص بشكل جيد.
هكذا أيضا أتعامل مع شخصي , أعيش مع تقدير ذاتي منخفض, واجد مشقة وصعوبة في القيام بجهود يومية وصغيرة.
شعرت بالراحة بعد هذه المكاشفة, سأكمل انتبه إلى ربما.
لكن أنت أيضا يا أخي: انتبه كم نحن شبيهان.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات