أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الكريم يوسف - القاديانية















المزيد.....

القاديانية


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 18:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القاديانية جماعة دينية ظهرت في الهند أيام الإحتلال البريطاني لها، فادعى مؤسسها أنه نبي يوحى إليه من الله ، وطالب الناس بالانصياع لحكم الاحتلال وموالاته. ورغم تأكيدها أنها "طائفة مسلمة" فإن علماء المسلمين لم يتقبلوها . لها وجود في بعض الدول الإسلامية والعربية، ولكن ميدان عملها الرئيسي في الهند وباكستان والدول الغربية.

النشأة والمعتقدات

تأسست الطائفة القاديانية عام 1889 على يد زعيم ديني هندي من أصل فارسي يدعى ميرزا غلام أحمد القادياني (1839- 1908)، نسبة إلى قرية "قاديان" في مقاطعة البنجاب التي كانت آنذاك جزءا من الهند، قبل أن تصبح ضمن دولة باكستان بعد انفصالها عن الهند عام 1947.

ادعى ميرزا غلام أحمد النبوة وزعم أن الله أوحى إليه "الكتاب المبين" الذي يحتوي على "عشرة آلاف آية"، واعترف في الوقت نفسه -ولكن على طريقته- بأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) "هو خاتم الأنبياء ولكنه ليس آخرهم"، كما أنه يقول إن الرسول محمد (ص) كان "نبيا مشرِّعا" أما هو فإنه نبي غير مشرِّع.

ادعى ميرزا غلام أحمد القادياني أنه جاءه "الوحي" من الله بتأسيس جماعته لتجديد الإسلام بعد ما اعتراه من جمود وإغلاق لباب الاجتهاد، معتبرا أنه هو المسيح الموعود والإمام المهدي المنتظر ومجدِّد رأس القرن الرابع عشر الهجري. وقد وضع في شرح أفكاره عشرات المؤلفات منها كتاب "التذكرة" الذي تضمن "الوحي والإلهام" الذي ادعى هبوطه عليه من السماء.

ظهر ميرزا غلام أحمد القادياني في وقت كانت فيه الهند تشتعل بالحركات المسلمة الثائرة ضد الاحتلال الإنكليزي الذي لم يدخر جهداً في قمعها بكل الوسائل المتاحة له، ومن هنا يشير بعض المؤرخين إلى أن بروزه في مثل تلك الظروف كان له ما يبرره لدى هذا الاحتلال، خاصة أنه حرَّم على المسلمين قتال الإنكليز قائلا إنهم "ولاة أمر تجب طاعتهم".

وفي ذلك يقول في إحدى رسائله إلى الحاكم الإنجليزي في الهند سنة 1898: "لقد ظللت منذ حداثة سني -وقد ناهزتُ الآن الستين- أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنكليزية والنصح لها والعطف عليها، وأنفي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جُهال المسلمين، والتي تمنعهم من الإخلاص للإنكليز".

وأضاف "أنا مؤمن بأنه كلما كثر عدد أتباعي قلَّ شأن الجهاد، إذ يلزم من الإيمان بي وبأني مسيح أو مهدي إنكار الجهاد، وقد ألفت الكثير من الكتب والكراسات في تحريم الجهاد ضد الإنكليز الذين أحسنوا إلينا، والذين يجب علينا طاعتهم بكل إخلاص".

وبينما يشير مؤرخون إلى وجود "رابطة قوية" تجاريا وسياسيا تجمع بين أسرة القادياني والاحتلال البريطاني في الهند؛ يعلل أتباعه هو موقفه هذا من الاحتلا بأن الإنكليز "أنقذوا المسلمين من اضطهاد السيخ الذين كانوا يمنعونهم من ممارسة دينهم، ووفروا لهم الحرية الدينية الكاملة، والحرب باسم الدين إنما تكون ضد من يمنع المسلمين من أن يقولوا ربنا الله، أو يمنعهم من أن يقوموا بشعائرهم الدينية".

يعتقد القاديانيون أن مدينة قاديان هي "مهبط الوحي" على ميرزا غلام أحمد، ويقدسونها كما يقدس المسلمون مكة والمدينة ويشدون إليها الرحال من جميع أرجاء العالم، إذ يؤمنون بأن المسيح عيسى عليه السلام هاجر إليها وعاش في ربوعها حتى جاوز الثمانين، ثم ذهب إلى كشمير ليعلِّم الإنجيل، وبقي هناك حتى "توفي" فدُفن في عاصمتها سرينغار.

وتحرِّم تعاليم القاديانية على أتباعها الصلاة في مساجد المسلمين، وتمنع دفن المسلمين في مقابر القاديانيين، وتحظر زواج القاديانيات من رجالهم، وذلك بدعوى كفر من لم يؤمن بـ"نبوة" زعيمهم ميرزا غلام أحمد القادياني.

الانتشار

اثير الكثير من النقاش حول القاديانية -التي تسمي نفسها "الجماعة الإسلامية الأحمدية"- منذ تأسيسها جدل كبير، لاسيما أنها برزت في عهد الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية ودعت لعدم التصدي له،

يرى القاديانيون أنهم فرقة من فرق المسلمين تختلف في بعض الفروع عن غيرها، لكن علماء العالم الإسلامي وهيئاته الفقهية (مثل مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة التابع لمنظمة العالم الإسلامي)؛ أصدروا فتاوى عديدة نصت على أن أتباع هذا المذهب خارجون عن الإسلام.

ومن أبرز الشخصيات السياسية القاديانية حبيب الله شاه الذي عينه الإنكليز حاكما على العراق إثر احتلالهم له بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وظفر الله خان الذي كان أول وزير خارجية لباكستان عند إعلان قيامها، وأقيل عام 1954 إثر احتجاجات طالبت بتنحيه عن منصبه وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى.

تتخذ القاديانية من العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيسياً لها، حيث يجتمع فيها كل عام عشرات الألوف من أتباعها قادمين من مختلف أنحاء العالم، فيما يشبه كرنفالاً ضخماً أو موسم حج جامع، ويرددون أثناء اجتماعهم -الذي يستغرق بضعة أيام- ابتهالات وتضرعات بشكل متواصل، ويستمعون إلى مواعظ وإرشادات من علماء الجماعة ودعاتها.

ويشكل هذا اللقاء السنوي فرصة للالتقاء وتقويم مسيرة "الدعوة" على امتداد عام كامل، وفي اليوم الأخير يتجمع الحاضرون في باحة واحدة ويجددون "البيعة على الطاعة المطلقة لخليفة الجماعة". ويتعهدون بمواصلة نشر دعوتهم وخدمتها ودعم نشاطاتها بسلسلة كبيرة من المؤسسات التعليمية والصحية والتجارية.

ثم أنشأت الجماعة القاديانية -خلال تسعينيات القرن العشرين- أول قناة تليفزيونية "إسلامية" تبث برامج ذات طابع ديني على مدار الساعة، وبأكثر من 15 لغة عالمية من بينها اللغة العربية، وتغطي جميع أقطار العالم.

وقد أثار ترخيص الحكومة البريطانية لهذه القناة -في حين رفضت ترخيص قنوات لجهات إسلامية أخرى- علامة استفهام كبيرة لدى الجالية المسلمة في بريطانيا بشأن أهداف الجماعة وعلاقتها بحكومة لندن.

ورغم الإمكانيات المادية الضخمة التي سخرتها القاديانية لنشر مذهبها فإن وجودها يبقى محدوداً في العالمين العربي والإسلامي، ولذا اتجهت خلال العقود الأخيرة إلى تركيز دعوتها في دول الغرب عبر ما تبثه قناتها من برامج، ومن خلال المراكز والمعابد التي تمولها في مختلف العواصم الغربية، وامتداد نفوذها إلى دوائر صنع القرار الكبرى في الدول الغربية.

لكن أتباع فروعها في الدول الإسلامية لا تزال علاقتهم بالأغلبية الإسلامية من حولهم تثير الكثير من التوجس والريبة اللذين يتجليان أحيانا في توتر العلاقة مع السلطات القائمة، أو في أحداث عنف مجتمعي يسقط فيها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح.

الجدير بالذكر أنه في باكستان -حيث يوجد مهد ولادة الجماعة، وتقول قيادتها إن أتباعها فيها يبلغون أربعة ملايين نسمة- صدر قانون عام 1970 يمنع إطلاق صفة "مسلمين" على أفراد الجماعة وصنفتها "أقلية غير مسلمة". وفي بنغلاديش -التي يقدر عدد القاديانيين فيها بمئة ألف- حظرت الحكومة مطلع عام 2004 منشورات للجماعة "تفاديا لإثارة مشاعر الأغلبية"، لكن المحكمة العليا علقت قرار الحظر.

وفي أندونيسيا حظرت الحكومة في عام ٢٠٠٨ نشاط الجماعة القاديانية بحجة إن تعاليمها تحيد عن المعتقدات الأساسية للإسلام.

وفي الجزائر  ، أثار اعتقال الحكومة الجزائربة لعدد من أفراد الجماعة جدلا واسعا بشأن حجم وجود الطائفة في البلاد، فبينما قُدّر عددهم بنحو ألف منتسب، أعلنت زعامة الطائفة في الخارج أن الذين اعتنقوا فكرها من الجزائريين بلغ خمسة آلاف.

وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تشكيل لجنة أمنية برئاسة وزير الداخلية الجزائري اعتبرت أن "قضية المعتقلين القاديانيين أمنية وليست دينية".

وفي سورية ، انتشرت القاديانية في دمشق وحلب بشكل خجول، لكنها توسعت كثيرا اثناء الحرب الهمجية على سورية خلال السنوات السابقة.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستجابة التنموية لحكم الكليبتوقراطية والفساد الاستراتيجي
- الديانة الراستافارية
- جيل المستقبل من البطاريات
- مشاريع النفط والغاز في الشرق الأوسط
- هل خطوط أنابيب بحر قزوين والشرق الأوسط هي مستقبل سوق الغاز ا ...
- الشعور بالوحدة والاكتئاب والتواصل الاجتماعي في سن الشيخوخة
- أفعال لا أندم عليها أبدا ...
- تطوير عادات النجاح اليومية
- أشياء تفصل بين الواقعي والمتشائم
- الإنتربول و الفساد واسترداد الأصول
- مزايا وعيوب الروبوتات
- تحالف كواد الرباعي
- سلوكيات تساعد على تغيير حياتك نحو الأفضل
- مؤلفون موسيقيون كلاسيكيون معاصرون
- ما مدى جاذبيتك؟
- هل يمكن أن تكون الرياضيات روحية؟ لنسأل أينشتاين
- هل أنت متفرج على الواقع؟ أم أنك خالق له؟
- جمع البيانات و الحرية على الانترنت
- برامج التجسس الرقمية
- الدين بين تعاليم الرحمة والكراهية


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الكريم يوسف - القاديانية