أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كآبات ماثلة وومضات آملة















المزيد.....

كآبات ماثلة وومضات آملة


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


" أنا لست ُ انسانا ، أنا ديناميت ... نيتشه "

الى كل المجانين والمهووسين والمصابين بانهيار الاعصاب وبالكآبة من كائنات كالجمر ومشوهين ومسهّدين ومعلولين بالصخب والكاريزما وبالخراب الروحي ولكل المهزومين والمذهولين بما جرى وسوف يجري ، اكتب هذه النصوص .

* كتابة

ما أن امسك قلمي حتى تسيل الحمم ، حتى كأني نسخة من الجحيم على الأرض ، فوهة بركان ،
حمّام دم ، حرب ضروس ، تطاحن ، معارك شجن
دمامل تتفجر ، اورام سرطانية تتفاقم ، شقيقة ،
حمى ، كدمات على قلوب ورُكب ! قصائد لاتنفك تنبعث كأنها الكواكب السيارة . الشمس تنطفئ عند الغروب ، والشعر دائم الاشتعال ، كل أيام العمر ليالي بيضاء ، قصائدي جلجلة ، لايمر بها الليل
بابل قابلتي المأذونة
وبغداد أُمي التي ارضعتني العَروض
هيهات لن اسكت
أموت ...
ومن حجرة الموت أكتب .

* دوّامات

لم أتصور أن هناك مارقين ، آبقين ، جُوْفا ً وتفهة ً
بمليون درجة تحت الصفر من الوغدَنة ، مُتسلقي جدران بيوت وأزمنة واحزاب ، متسلقي اوطان ونوافذ نساء ، واحلام صبايا ، حارقي اخوتهم
عالكي لحم الامهات ، دخان قمامات لاتنتهي ،دبقين أذلاّء، صفيقين ، صفر الوجوه ، دود حضائر ، مسلولين ، راضعي اثداء خنزير ، سدنة ارصدة
تجار دم ، مأبونين ، منخوري فكر وأسنان ، لم أعتقد ان كل هؤلاء الأذلاء معنا ،او فينا ،او البعض منا ، انادي علينا وعليهم ،من غيّابة الجُبِّ :
- انكم تسوّروننا ، بسيناء ، بصحراء كبرى ، بربع خال ٍ .
اصرخ من غيّابات الليل
أرتعش
تتناهبني عواصف من رمل
وتدور بي دوّامات برد وحمى
ومثل مسيحْ
افلتُ من مسمارين على كفيّ
أطيحْ .


* كآبة

" انه يتألم كثيرا
يحس انه وحيد ...ماركيز "

أما أنا فماذا لديّ سوى الوحشة ؟ ...
كل صباح " ليس بأمثل من " بارحتِهِ . اختلاط مهول ومهووس للتناقض . لم يبق على صدر أي نقش ٍ فرح !
اتساخ في الأنسجة وانهيار في التلافيف ،
وسقوف المناجم جميعا على الأرض،
الممرات انسداد بلا آخر،
وهْمٌ عميق ذلك الأمل
الأمل بماذا ؟ بكون لا اتجاه له ،
بدنيا هي السر المصون ،
بأحلام العصافير الساقطة في المعنى
بلا جدوى تمسخ الانسان ،
بلا طائل تحت كل طائل
بإيمانات ينخرها الالحاد ،
بسعادات جذرها الحزن الأبدي ،
بأبنائنا صورة عابرة في القرون ،
بأجساد هي التراب والطين ذاته ،
بإبتسامات من العصر الحجري المفزع ،
بعيون يبكيها ويضحكها الغباء
بسهاد النهارات والليل معا ً
بتأصيل عبث
وتجذير فراغ
بانحدار اجساد بشرية لاقاع لها
بشلال ماولد الاّ للسقوط .


* اختيار


آهٍ لو تنفتح الأرض وتأخذني لذراعيها
ماعدت ُ سوى العصف المأكول .
وذاكرتي جمجمة وذباب ميت .
المنسي ُ أنا في أبعد زاوية للتاريخ.
لو اجبرت على رجمك
مااخترت سوى
أن ترجمني .
لو خيرت
على قطع شفاهي او تقبيلك
ماقبلتك .
كلا لن اطرق بابك
حتى لو لقبت بأمهر أو أقذر شحاذي العالم
الصدق كثيرا ما يقتل في هذا العالم
ولذلك اختار بأن تقتلني .


* دار عجزة

معزول كعجوز .. في دار عجزة ، لم يزر شجيرتنا ربيع ، لم يحط زرزور على نافذة ، كل الأزهار للشباب ، كل الأشواك للعجزة ، انهم يدبكون حتى الصباح ونحن نشيّع المساء في السادسة
لهم نساؤهم ولنا حسراتنا،
لهم البنوك ، ولنا مانجمع به من شراء رغيف .
لهم السيارات الفخمة
لنا يد راعشة وعكاز قديم
.. ولا يد تمتد لتعيننا على
عبور رصيف
ولذا ألقوا بنا هنا
لا أرصفة لدينا ،
ولا مشاهد مدن جميلة
ولازهور ولا أصص
لازوجاتنا الحبيبات
ولا أزواجنا المحاربون القدماء معنا
كل ٌ لوحده ِ
لمصطبته ، لذكرياته
لغيوم أيامه
الغيوم التي تعبر سطح العالم .
في دار العجزة
لايمر أخ
ولا ابن ولا حفيد
هناك أسرّة بلا شراشف
ومناضد قديمة
وسقوف مليئة بالصراصير
وأعمدة أسِرّة مدبوغة بالارْضة
ودود أصفر مقيت
هناك نقيم الأيام والليالي
مهملين
مهانين من قبل ماضينا المجيد
الذي بنيناه لأبنائنا بكل حب وكرامة .


* مصطبة في كوبنهاغن

سأمضي شريدا
جريح الفؤآد على الأرصفة ْ
وحيدا ً ألوذ بضاحيتي المبعدة ْ
بمصطبتي الخالية ْ
أمام الغصون الحزينة ْ
أمام النسائم
تحت معابد ورد
اناجي انكفائي الجديد
وسقطتيَ العابرة ْ
ومن ثم أنهض
أمضي الى أهلي َ الخائبين
أضيع طريقي الى حجرات الحنين
وزاويتي الخاسرة ْ
فتأخذني من يدي دمعة ٌ حائرة ْ.

* قدوم

قلت لك ألف مرة
لاتعاشر الدود
وإياك من الدواجن
ولاتذعن لهسيس الجرذان
أو صأصآت الجراء
قدمك أعلى من جبين
ألف تاجر
ثوبك المهترئ أثمن من فراء المومس
لاتتألم
الليل ينتهي
والفجر سيبدأ من ضميرك المفجوع
الفجر يلتمع
كلما اتحد الأبرياء
انهم رغم اندحارهم – قادمون .

* يوم مشمس

لتنبثقي في فضاء من السحر
شقي ركام السماوات
كل السقوف التي تخنق الورد
ينهار تحت خيوطك قرميد هذي السجون
رماحا ً أمام غبارك .
دوسي على القبر
مدي الى اسفل الأرض معول نار ٍ
ونامي بأعضائنا
ونهر صهير ٍ
على رئة العصر كوني
احبك حمراء مفتوحة الساعدين
ومشرعة كالمحبة
كوني الرغيف الذي لايباع
وكوني سطوع الحقيقة في فمنا المر
ولتكتبي اننا المعتمون وأنت الطليقة
رمزا ً لجرم ٍ بلا منتهى
نسيما ً بدون رياح
ومصراع كون ٍ جديد ٍ
مفاتيح تبانة ٍ
كالضفائر شقراء كوني
كوني الندى لشفاه الطفولة
كوني قناديل حب ٍ
بشباك عاشقة ٍ
ولاتدلهمي وراء الغيوم
سيوفك فضية في الظلام
فكوني امتشاق الصباحات
والوثبات الوضيئة في الفكر
كوني الزنابق فوق نهود الصبايا
وكوني النساء اللواتي نسجْن شعاع الفرح
كوني اندفاع المعاول في الأرض
كوني شواطئ سعد ٍ ونهر ائتلاق
وقدّاحة ً فوق صدر العراق
كوني ابتسامة صبح ٍ ووردة جوري
ودوري بقبعة العصر عصفورة ً
ثم دوري....
ودوري
ومادام يزهر وردٌ ويولد انسانْ
فلاتتخلّيْ عن الدورانْ .

************************



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياعراقاً -ياأخا البدر سناء ً وسنى -
- رياض البكري في مذكرة
- نعم ياعراق السنى والأماني
- طروحات فلسفية في رؤى شعرية
- رجل فاته قطاران
- قصائد ضد القتل
- أوراق رياض البكري
- الزهاوي تفكرٌ فلسفي لاتحجر عقائدي
- باقة حنان الى الاطفال
- قصائد ضدي واخرى ضدي ايضا
- قصائد المنافي قصائد الزمن الضائع
- في ذكرى عامر الداغستاني ، بروميثيوس الموقف والكلمة
- صورة الشيخ في منفاه
- قصائد كأنها أدعية وشعراء كأنهم رجال دين
- رسالة الى سيف الدولة الحمداني
- - بغداد- رغم الداء والأعداء - -
- استقالة من الحزب والبيت والوطن
- اختناقة الرجل البوم
- دم أخضر
- مصاطب الحنين والانتظار


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كآبات ماثلة وومضات آملة