أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - اختناقة الرجل البوم














المزيد.....

اختناقة الرجل البوم


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


أبدلت الستائر المخملية باخرى شتائية ثقيلة
بينما ينضح الصيف بالعبير
ها أنا اسدل الظلام والرطوبة
اصفي بقعة الدم القديم
لن يجرؤ انسان ٌ ما على ملامسة
مفتاح الضوء في حجرتي
كل شئ معتم كما كنت أُهوّم في الماضي
ثياب القسيس العتيقة هي ثيابي
ورائحة لحيته النتنة هي رائحتي
الشراشف فاقعة حائلة
والأرض مغلّفة بكفن قديم
مغطاة بسجادة متربة
من تحت الباب ، تحاول الحياة أن تتسرب
... أمنع دخول الضوء والذكريات
كل شئ مغلق مثل علبة صفيح
ها أنا اسكن جدث الحياة المؤقت
احاول جهدي أن لا أنبض بشئ
اوصد بالاسفنج شقوقا في الباب
لاكوة في السقف ، لاثقب لمفتاح
لاوميض من وراء ستارة
كل شئ محكم ...
من أجل ريادة اخرى الى مغارة الصمت
محاولا تخدير العروق واطفاء جذوة الدم
كل شئ يستجيب لي ، يتشكل حسبما اريد
شكرا لي فأنا مصمم عزلة بارع
لقد كنست وجوه أحب الأصدقاء
لم أجب على أبكى صنوف الرسائل
لم أُكلّم ولو بالمسرّة أجمل الأنبياء
ها أنا أُطفئ النجوم والمصابيح والعيون الجميلة
القي برأسي الى وسادة بيضاء كالمرض
استرخي ناسيا او مدعيا النسيان
أوهم نفسي بأن كل شئ موصد
وميت ومحترق ومنته الى رماد
لن اسمح لأي شئ أن يتسرب اليّ
ها أنا انعم بالسجن الاختياري المؤبد
انعم بالأصفاد والسلاسل ، بالحصر والتقويس
كل ذلك من أجل غفوة انكسار واندحار
من أجل محطة راحة دكناء
أقف عندها بارد الضمير
كيما يكف الخارج عن ايذائي
حاضري رافضٌ ومتحد ٍ ومسوّرٌ بالعزلة
وداعا لي ! ... لأهدأ .. لأنم
لأعد الى حضن الأم .. الى سرير صغير
ترتع فيه الحمامة ، روحي الضامرة
اواه ...
اواه ..
انها تتململ الآن
تتماوج في داخلي
تهمس ، ومن ثم تبدأ التأوهات
... الأنين ...
نوع من الخربشات طالعة من قبو العظام
أقدام ثقيلة تتصاعد في إيقاعها
تتسارع في خطاها
ها هي الحركة التي أمقت صوتها
تهتك السجف الخبيئة فيّ
تمزق الأنسجة المغطاة بالجليد ...
مخالب بوسخ ضارب في القذارة
تتحفز نابتة في رؤوس الأصابع
أرض تتشقق عن أفاع ٍ سوداء قاتلة
سرطانات وعقارب هي السم الزعاف ذاته
حريق متعدد الألوان يسبي شغاف القلب
كل شئ يهجم دفعة واحدة
من أعماق ذات لاتحجبها ستائر
ولايُغلق ماتحت أبوابها بقطع من اسفنج
أصرخ بلا وعي ... أقف ملتبسا
وممسوسا ومذعورا
انادي كقاتل أخيه ، عم الأمير هاملت :
افتحوا الأضواء والأبواب !
أهرع كي اسقط رافعة الستائر على بعضها
لاشئ أصدق من أن أرى الشمس
لا مفر من الهواء !
لا شئ أجمل من أن أسكب الضوء
على الفضيحة
وأن اسدد طلقة من نسيم الحياة
الى بومة ٍ تختنق .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم أخضر
- مصاطب الحنين والانتظار
- الصوفية ومخاطر المبالغات في التدين
- طواعية الفلسفة بناء ٌ لحياة التعدد
- اذا كان الله صائغا فلمن يهشمون مصوغاته ؟
- شكراً ... من الكامب
- رسالة الى فنان عراقي فاته قطار الثقافة
- اذا كان الله نورا فالارهاب ظلام
- مهرجان الربيع وقصيدة لمشمسة العينين
- قبالة أجمل قصر في العالم الاوروبي
- - بم التعلل لا أهل ٌ ولا وطن ٌ -
- أزكى جورية لنواظر طفلة عراقية
- صخرة سيزيف بين العقوبة والرجاء
- عراق الفجر أنت بريق عمري
- أبكيك ياوطني الحبيب
- ياارجوان الندى
- شموع محبة لحزب الحياة
- قصائد مشرق الغانم بين جلجلة وطن وصليب منفى
- وردة حمراء لحزب الشيوعيين
- عراق الضحايا والسبايا


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - اختناقة الرجل البوم