أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - كلام حول جريمة غسل العار














المزيد.....

كلام حول جريمة غسل العار


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشتبه الاخ الاكبر بسلوك اخته الصغيرة الطالبة الجامعية, حدث كل هذا عندما رأى شباب الحي وهم يتهامسون عنها كلما مرت امامهم, كان يعاني تلك الايام من ضغط الشرف والعار فكل شيء اصبح على المحك, مجتمعه عشائري لا يقبل بالسكوت, بدأ يشكل بكل شيء من حوله, ومع ضغط الوساوس تحولت صورة اخته من الملاك الطاهر الى شيطان خبيث, في النهاية لم يجد حلا اخر الا ان يحمل سكين المطبخ ويقوم بطعن اخته مرارا انتصارا لشرف عائلته.
فيما بعد بينت التحقيقات ان الضحية باكر وبريئة, وكان شباب الحي يتهامسون ويتمنون الفوز بقلبها وزواجها لعفتها.
قضية قتل البنت لحماية شرف العائلة بشكل مخالف للقانون والشرع, وامتثالا تاما لشريعة القبيلة, والتي تعتبر المرأة جالبة للعار, ولا حل لقضايا الزنا الا قتل البنت, اما الزاني فلا يوجد قانون عشائري يجيز قتله, فقط عليه غرامات كبيرة عليه دفعها والاغلب عشيرة البنت لا تطالب بهكذا غرامات.
نحاول فهم كيف تحول المجتمع عن الشريعة الاسلامية وضرب بها عرض الحائط! والتزم بتشريع وضعي صنعته القبائل.
هنالك راي مهم للدكتور علي الوردي ومفاده: ان العراق وقع تحت الاحتلال العثماني نحو ست قرون (600 سنة ولك ان تتخيل ), عمدت السلطة العثماني على دعم التخلف والجهل وتدمير البلد, وقامت بتغذية عوامل الانحطاط الحضاري, فانتشرت القيم العشائرية, وانتشرت العصبية القبلية ضعفت الدولة وانتشرت مشاهد الثأر والنخوة والضيافة والغزو وغسل العار, واحترام المكر والشطارة على حساب الثوابت والاخلاق.
لقد اعتاد الناس ان ينظروا الى الرجل الذي لا يغسل عاره نظرة احتقار شديد! حتى انهم لا يردون له تحية, ويعتبرونه مخنثا, بل تافها لا يستحق الاحترام, فيصبح هذا الانسان مسيرا لارتكاب جريمة الشرف ليستعيد مكانته داخل بيئته, او ان يعيش باقي حياته ذليلا مهانا معزولا, لذلك يفعل ما يريده المجتمع منه والضحية دوما هي الانثى في مخالفة صريحة لشريعة الاسلام وللقوانين الانسانية.
الغريب في القضية ان الانسان يدرك ان فعلته قد تدفعه الى النار فهو قاتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق, والحق يحتاج لقاضي ومحكمة شرعية وشهود تفتي بقتل المتهمة او براءتها, لكن هو يتجاوز كل هذا ويعطي لنفسه حق تنفيذ قرار يرضي القبيلة, ويبعد عنه تهم المجتمع بالتخنث والتفاهة والضعف, فهو يخالف الدين ليرضي مجتمعه! ويدفع نفسه نحو نار الجبار كي يعود لمكانته في عشيرته, مع اننا نجده ملتزم دينيا طوال حياته, يستمع لكلام العلماء ويداوم على زيارة الاضرحة ويصوم رمضان, لكن عند نقطة الضغط المجتمعي يتفكك كل هذا الالتزام ويصبح اداة مسيرة لفعل الجريمة.
اننا امام عادة سيئة نتيجة الجهل, علينا ان نعود الى الاسلام ونحكمه في مثل هذه القضايا, وان نهجر جنون قوانين العشائر التي عمدت الى تسفيه الامر ودعم الانحطاط الحضاري والقيمي.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختفاء
- الطبقة السياسية وسحت مخصصات بدل الايجار
- البقاء لله
- الحرية والعبودية يتجسدان في حاضرنا
- السلف والقروض الحكومية والفوائد التعجيزية
- صدام والولادة في سراديب البيت الابيض
- شاهدت فيلم خيال مآتة
- امريكا وحريق الشرق الاوسط
- وماذا بعد البلطجة الامريكية ؟
- دعاة الجمود الفكري في الاسلام
- شاهدت 12 رجلا غاضب
- شتاء ضبابي في بغداد
- المرجعية الصالحة وتخاذل الجماهير
- الثورة الزراعية هي الحل
- التظاهرات العراقية والنقاط الاربع الهامة
- نقابة المعلمين ودورها السلبي في تعطيل الدوام
- الغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والبرلمان مطلبنا
- رسالة من الشهيد الى الرئيس
- ابن ثنوة سيخلد, واللصوص الى مزابل التاريخ
- لماذا فرضية اولاد الرفيقات والمندسين!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - كلام حول جريمة غسل العار