أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - في انتظار يوم حزين ..














المزيد.....

في انتظار يوم حزين ..


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 03:57
المحور: الادب والفن
    



في انتظار يوم حزين ..
------------------------------- مظفر النواب .



في انتظارِ يوم حُزني
تَقّحَّمَ الصباحَ
في ملابسِ الحِدادِ حافِياً
مُقَطّع الأزرار
مُختَلّ الإزار
ساخِناً يُهيئ الجُنّاز للغَدِ
أصغِ لأشجانِ الرّمالِ
في نواحها المُطرز الطويل
والنعجة في سُهومِها
لِثَدي أمِّها
ونكهَة الحليبِ
والخُبَيزّة الخضراء
في فَمِ الجَدي
ما زِلتُ في حَديقةِ اللذةِ
أذكي في جَلائِلِ الأعشاب
إبهامي والخنصر
والوُسطى الغريبةِ الطِباع
لم أنَم
غَفَت على نَهدِها
باقَة أحزان يدي
أسمعُ رمال الليل ؟
أسمعُ الصحراء ؟!
* لا تُقاطع
أسمع العروسَ ذات اللهَبِ الأزرق
أعطَت فَخِذَها النديّ
أسمعُ جماهيرَ المُغَنين القُدامى
مُترَعين بالدُّخانِ والخُمورِ
والسّنى الخفّي العبقري
في البكاءِ الأسودِ
أسمعُ أنينَ الرَّغَباتِ
في مدافنِ الهوى
لم يولد
أسمعُ حنيني
بعد تَفَتُت " الصِبا "
لطفلةٍ قد كُتِبَت في مولدي
يا أيها النَّدى
جرحتَ موضِعَينِ
واعتَديتَ عاشِقاً
لا
هكذا لم تَعتَدِ
ليسَ الهوى بواحدٍ
بل واحِدٌ في واحِدٍ
وغيرَ ذاكَ الواحِد
تَقحّم الصباح
حَرّكِ الرمادَ
علَّ جَمرةً قد بَقِيَت
عن خِبرةٍ ومحتد
تدخل في أفلاكِ هذا القلب
إذ أكثرها يدورُ بانتظارِ نجمةٍ
لا تتركيني فلكاً
يدورُ دونَ نجمةٍ
هذا فُؤادي
فاسكُني
أو مرةً فمرةً ترددي
ذا فلق الكونِ العظيمِ
باحتِ الخليقة العذراء بالزنبقِ
والقِباءِ الخفيضةِ اللونِ
تواصِلُ انزلاقها بالموعدِ
والسّهلُ لملَمَ القُرى في الظلام
باعَها للعشقِ والحصادِ والغدِ
كأنّ سُكراً أخَذَ الصَحوَ
إلى التَعَبُّدِ
أصخرة ؟
قُم هاتها
بَلَّ الندى جناحَها
كما قَطاة قَدِمَت من مَورِدِ
ندخلُ في آبارِها
ونمنَح الساعة
من هذا البُكور
نكهةَ التأبدِ
نضيعُ مثل طائرٍ مغردٍ
في صوته
أو لستُ أدري غد
ولا تُراع طلقة
فتقطع الشَّدوَ قُبَيلَ أوجَد
بل عَربد
وهاتِها عتيقةً عتيقةً
فكلّ شيءٍ يافِع
يأخذ مني كبدي
ألا تزالُ نائماً ؟!
وربّكَ الأكرم
توّجَ النويرسَ الصغيرَ
منذُ ساعة
بألف نونٍ أزرقٍ
في ألف نونٍ عسجدٍ
وافتَرَعَ الزورق حَشديّ لؤلؤٍ
وغابَ في الزبَرجد
أنهضُ
فأنهارُ النّدى تَوحَدَت
وأنتِ أيضاً
قطرةٌ تبحثُ عَنّي ثانية
أو غيرها
تعالي لنَعقِدَ الكَونَ
كما لم يُعقَد
مِثلَكِ أحبَبتُ انفرادي
إنما وضَعته
في كلِّ بيتٍ مديةً
أو جمرةً في موقدِ
مثلكِ أحببتُ الفنارات
ابتداءً
لقد طلقتها لمُطلقٍ
فتلكَ بنتُ العددِ
لا يقهر الزمان
إلا بحر ميناؤه عيناه
أو ضاعَ كثيراً
لا تَلم عن عمدٍ
علم ضياع النجم
إن تقرَّبَت منهُ
الثقوبُ السود
واستعصى أمامَ المَرصَد
وربما أكثر من علمٍ
تجنّبَ المرفأ عن تعمّدٍ
يا أيها الحزنُ
الذي لا ينتهي زِد
ما زلتُ في حديقة اللذةِ
أمشي حافياً
يَملأني الإحساسُ بالتمردِ
لا تحتويني لذّةٌ
إلا احتويتُ أمها
فأنتجبَتها
من حليبِ اللوزِ
والسمسم والزُمرد
لم أمتلك نفسي
فكيفَ بِعتها ؟
ومن يبيعُ عالَمَاً لمُفرد ؟
ولم أعقّم مُهجتي بخمرةٍ
بل ما أرى عَقّمت
إبقاءً على توددي
أسمعُ جماهير المغنين القدامى
مُترَعين بالجرأةِ والخمورِ
والجِماع الأسود ؟
إنني نسلُ ذلكَ الغِناء
مقسوماً على تَفَرُّدي



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى الرحم المكتظ بالنفسج ...
- المعلم ذو المحضر السمكي ..
- لماذا العراق ؟! ..
- ليل أم موكب موتى ؟!..
- نهر النفايات
- تقرير لمن يهمه الأمر
- من نافذتي ..
- رباعيات الصمت الجميل ومايليه ..
- لم يات ..
- موجز العاشرة ..
- تعرت سريرا
- أنا الصمت ..
- ثقب السلم
- صفر العمر
- تشييع جنازة فذائي
- مقعدي الخشبي
- تصوف ..
- كتابات بنفسجية
- تصوف
- من الرباعيات .. حيرة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - في انتظار يوم حزين ..