أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي)














المزيد.....

الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي)


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 20:58
المحور: الادب والفن
    



التقاط الشخصيات البغدادية الشعبية وتجسديها في الدراما يحتاج إلى موهبة قادرة على نقل الصورة من واقعها الخاص إلى عالم أوسع يستطيع المتلقي التفاعل معها سلبا أو أيجاباً. ربما يكون بعض الممثلين العراقيين بحكم الإجادة والخبرة المتراكمة والموهبة الفذة استطاعوا أن يرسموا صوراً لشخصيات بغدادية لتصبح فيما بعد ماركة رسمية مسجلة بأسمائهم، وعلى سيبل المثال نجد أن أفضل من جسد شخصية مختار المحلة هما الفنانان خليل الرفاعي ومحمد القيسي، ونجد شخصية الشقي مرسومة في الفنان صادق علي شاهين ،والأم الحنون يمكن نجدها في سهام السبتي و سليمة خضير، وشخصية الأفندي خير من جسدها المرحوم جعفر السعدي. ولكن يبقى الفنان سليم البصري ( 1926- 1997) وكما يحب أن يطلق عليه بعض النقاد (فنان الشعب) فهو أفضل من جسد شخصية الاسطة البغدادي بحركاته العفوية وموهبته الفذة. التلقائية التي تميز بها البصري جعله يملك حساً فطرياً في إتقان وتجسيد الأدوار الشخصيات الشعبية بحيث يعيش معها ويخبر جزئياتها الدقيقة، وهذه صفة لا يملكها سوى من وصل من الدربة والحرفة ما جعله يبرع في جميع الأدوار التي مثلها. ولكن تبقى شخصية(حجي راضي) في مسلسل (تحت موسى الحلاق) من أكثر الشخصيات قربا للمتلقي العراقي، ولعل رسالته وطريقة قراءته لها من الأسرار الفنية التي يعجز عن فك طلاسمها بعض الفنانين اليوم .الشخصية الأخرى (غفوري أفندي) في مسلسلي (الذئب وعيون المدينة) و(النسر وعيون المدينة) تلك الشخصية البغدادية صاحبة السدارة البغدادية المميزة التي تملك من الحنان والرقة ما يجعلها محط إعجاب الآخرين. استطاع سليم البصري من رسم صورة رائعة لهاتين الشخصيتين البغداديتين حتى انه نقل المشاهد العراقي بحركة يده ولفة جراويته ومسحه لنظاراته الطبية إلى عوالم المحلة البغدادية وشخوصها المميزة.
البصري خلال مسيرته العامرة ممثلاً ومؤلفاً استطاع أن يقدم أعمالاً رائعة منها : أرواق الخريف، فايق يتزوج ، عمارة 13، العربة والحصان ، هواجس الصمت مع عدم نجاح الجزء الثالث (ا الأحفاد وعيون المدينة ) حيث أن الحداثة أفسدت وسلبت الطبيعية الفطرية التي تميز بها الجزءين السابقين ( الذئب وعيون المدينة والنسر وعيون المدينة) لذا لم يحقق النجاح المطلوب منه جماهيرياً.
الفنان سليم البصري جمع بين الكوميديا الهادفة الرصينة وبين التراجديا، فنراه مبدعاً في إسعاد الناس بحركاته العفوية ومفرطاً في الحزن لدرجة تتساقط معه دموع المشاهد وهو يتابع هذا الفنان المبدع. ويمكن أن نطلق على البصري بأنه أستاذ التلقائية لأنه يملك المؤثرات التي تجعله يتحكم في مشاعر الآخرين فرحاً وحزناً، وهذه صفة لا يملكها سوى عدد قليل من الممثلين الذين خبروا التجربة الإبداعية واستطاعوا أن يوظفوا تلك الموهبة في خلق حركة درامية هادفة تحاكي جمع الفئات العمرية. ورغم مرور عقود على مسلسلي ( تحت موسى الحلاق ) و(النسر والذئب عيون المدينة) مازال العراقيون يتذكرون بكل إجلال واحترام (حجي راضي) صاحب الجراوية البغدادية وتلميذه المشاكس(عبوسي) الفنان حمودي الحارثي وشخصية (غفوري أفندي ) بسدارته كي ينقلنا إلى عوالم بغدادية جميلة تشع حباً وسعادةً وتبعدنا عن سماجة بعض الأعمال الدرامية العراقية.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم
- الموت على موعد مع الفقراء
- عاش ( الشلغم ) المحلي
- جيل - توك توك - وصراع الأجيال


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي)