أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أم نهاية وصاية؟














المزيد.....

زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أم نهاية وصاية؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد اكتفيت بما كتب غيري عن هذه الزيارة التي قام بها وفد من الإخوان المسلمين السوريين إلى لبنان والتقى عدداً من السياسيين اللبنانيين هناك وعلى رأسهم السيد وليد جنبلاط. ولكن لفت نظري عرض أخباري في صحيفة السفير اللبنانية حول هذه الزيارة، أيضاً ما كتبه شارل أيوب في صحيفة الديار حول أن هذه الزيارة تربك العلاقات السورية اللبنانية ومؤتمر الحوار الوطني بين اللبنانيين أنفسهم. هذا فحوى المقالين المذكورين على الأقل في السطور، أما بين السطور فإن القراءة الحقيقية لهذا الخبر لم تخطر على ما يبدو على بال الصحيفتين وهي:

أن مرحلة انتهت من مراحل العلاقة اللبنانية السورية التي كانت مصادرة من طرف السلطة السورية وتصب في خانة تجديد استبدادها وقمعها ونهبها للشعبين السوري واللبناني. هذه البديهة الأولى في الحقيقة هي التي جعلتني أعلق على خبر هذه الزيارة، كما جاء رد السيد سعد الحريري على الاتهامات التي رافقت زيارة وفد الإخوان المسلمين حيث قال:

المعارضة اللبنانية تذهب إلى سوررية كل يوم، فلماذا هذه الضجة إذن؟ فحوى هذا التصريح وتصريحات السيد وليد جنبلاط حول هذه الزيارة أيضاً؛ كلها تشير بما لا يقبل اللبس أن العلاقة السورية اللبنانية قد دخلت مرحلة جديدة وإلى غير رجعة، خصوصاً أن الزيارة أتت في أجواء زيارة السيد فؤاد السنيورة إلى واشنطن والاستقبال الحافل الذي حظي به في البيت الأبيض. وفعلا نعود لتوجيه هذا السؤال لمحرري السفير والديار لماذا لا يعترضوا على ذهاب المعارضة اللبنانية يوميا إلى دمشق وآخرها عشاء عائلي بين السيد سليمان فرنجية والسيد الرئيس بشار الأسد؟ أم أن هذا محلل للمعارضة اللبنانية الحالية محرم على المعارضة السورية؟!

ومع ذلك لم تكن زيارة المعارضة السورية زيارة لتعميق الخلاف أو إثارة الحساسيات بين الشعبين. ولكنها تجاوزت خطا أحمر كانت قد صاغته السلطة السورية عبر وجودها في لبنان، وهو منع المعارضة السورية من أن يكون لبنان متنفسا ولو إنسانيا لها. وكثيرة هي الدعوات التي يوجهها المثقفون السوريون والمعارضون السوريون لقيام أشكال تمثيلة تعبر عن مطلب إعادة أجواء الألفة بين الشعبين اللبناني والسوري بعيدا عن الشرخ الذي أحدثته وصاية السلطة السورية على الشعبين اللبناني والسوري والفلسطيني أيضا. فالمعارضة السورية معارضة سلمية ليس لديها مليشيات وليس لديها أجندة عنفية بأي حال من الأحوال. على عكس حلفاء السلطة السورية في لبنان. ومع ذلك، فإننا بتنا نلمس فرزا حقيقيا للمواقف في سورية ولبنان معا حول كيفية إدارة الشعبين لعلاقتهما معا بعيدا عن أجندة سلطات فاسدة لا هم لها سوى نهب ثروات البلدين الجارين!! وكنت قد كتبت قبل أشهر حول قيام علاقة حسن جوار بين البلدين لا يوجد فيها استقطابا سياسيا يؤدي إلى شحن الخطاب المتبادل بعبارات تخدم فساد نظام الوصاية بشقيه السوري واللبناني. لن نتحدث عن أخوة أو عروبة أو ما شابه، بل نتحدث عن علاقات حسن جوار بين الشعبين وتبادل مصالح بينهما تؤسس مؤسساتيا لعلاقة لا وصاية أو ظلماً فيها لطرف من قبل الطرف الآخر.

أليس الإخوان المسلمون السوريون هم خط أحمر بالنسبة للسلطة السورية؟ هذه يعرفها السيد شارل أيوب ويعرفها جيدا أكثر من غيره .. والسؤال لماذا لا يريد مثل هذه الزيارة أن تتم؟ هل حرصاً على علاقة الشعبين أم حرصاً على الخطوط السورية الحمراء والسيد شارل أيوب لا يترك التلفزيون السوري وهو يقوم بمدح السياسية السورية الرابضة على رقاب الشعب السوري ومن على منبر تلفزيون سورية!! أليست هذه فصامية غريبة من نوعها أم أنها توليفة قومجية في آخر العصر والأوان؟ كان يمكن أن يكون موقفه حقيقيا لو أنه ليس طرفا في المعادلة السورية. فهو عندما يتحدث ليل نهار عبر الفضائية السورية هو يعرف أنه طرف في سورية وضد المعارضة السورية ومطلبها الديمقراطي المشروع والذي تقره كل الشرائع السماوية والوضعية ولم تقل له المعارضة السورية لماذا وكيف؟ .. ما الذي يريده إذن؟ وأنا لن أتحدث عن قضية الراحل رفيق الحريري كي لا يخرج علينا بخطاباته التي باتت معروفة للقاصي والداني أنا أتحدث عن علاقة بين شعبين.

وفي رمزية هذه الزيارة شيء مؤكد هو انتهاء مرحلة الوصاية السلطوية السورية، وبداية مرحلة جديدة لا عودة فيها إلى الوراء.

والمطلوب هو تعميق العلاقة بين المؤسسات الديمقراطية في لبنان وبين المعارضة السورية وبين الشعب اللبناني والشعب السوري. وكلنا يعرف أن قادة البعث لجأوا في فترة ما إلى لبنان!! وحماهم لبنان من قمع سلطتهم آنذاك.

كان الأجدى أن يستمع المعارضون لهذه الزيارة إلى ما تقوله المعارضة السورية ومناقشتها. وحتى لو أنهم يرونها على خطأ، فهذا يجعل موقفهم أكثر انسجاما مع ما يقومون به.

كان الأجدى بشارل أيوب على الأقل أن يحاور الوفد السوري عبر جريدته الغراء. ومع ذلك يبقى من حقه في أن يقول ما يريد ومن حقنا أن نقول ما نريد أيضا.

إنها نهاية مرحلة وبداية لمرحلة جديدة. هذا هو العنوان الذي حملته هذه الزيارة. وهذا مبدئيا كاف بالنسبة لنا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلف وصي على الخلف
- إشكالية الحجاب المرأة المسلمة مغيبة بين جاهزيتين إلى الدكت ...
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير الجزء الرابع والأخير
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
- حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة
- أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد
- بن لادن ضد الصليبية
- الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء ...
- الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
- البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أم نهاية وصاية؟