أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - دعاة من نوع آخر














المزيد.....

دعاة من نوع آخر


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدوا اننا نشهد صراعا يدور هذه الأيام، وربما تجاوز مرحلة النزاع بين الطبقات المتناقضة، ووصل الى التطاحن بين دعاة جدد الى الجهل والوهم والخداع، وثلة تتناقص من مفكرين وكتاب وبعض السياسيين، نذروا أنفسهم للدفاع عن الحقيقة والإحتكام للعقل، وديدنهم أن تسلك الحياة السياسية والإجتماعية والفكرية، سبل النورانية وبناء الدولة، والخروج بسلام من مطبات وضعها الدعاة الجدد.
يبدو أن السؤال هنا بحاجة الى إيضاح.. ما هي مستويات الجهل ومدياته؟ وما العمل لمقارعته ومنع إنتشاره؟ وهل المنهج الحكيم يستطيع أن يكون محله؛ بوجود نخبة قادرة على تحمل مسؤولياتها؟
من الواضح أن للصراع أسبابا ووسائل وغايات، بعيدة عن القانون والثقافة والمنطق والحكمة، وقريبة من لعبة المصلحة والسلطة بإتجاه التسلط، وأن كانت على حساب الدولة والمجتمع، وتوظف الدعاية والإعلام والتلفيق، كأدوات صراع للتستر بالدين والأخلاق والإحتماء بالسلطة والمال العام، للأخذ منها والإطاحة بها، وتصويرها مثالا لكل عيوب وتحقير وتشويه وفبركة، وتعمل لخلق عالم عديم المعالم تقوده الفوضى، وتتحكم به الإشاعة والخبر الكاذب وسوء الظن، وتغيب الطاقة والوطنية والفكر.
ما يمكن ملاحظته، إزدياد ملحوظ للجهل والكذب والفساد، وانتقاص مطرد للعلم والمعرفة والدقة والمصداقية، ودائرة التشوهات تتسع ويتسع معها عدد المتهمين، لتلتهم ما تبقى من مساحة مضيئة، وتخسف شمس الدولة ويندر التشجيع، حين يشن دعاة التجهيل حملاتهم الشعواء على المبدعين تارة، وبالتشكيل بكل خطوة وطنية تارة آخرى، وثالثة تصوير أنفسهم بأنهم الأحرص على الدولة، في حين أنهم يسعون لبناء سلطة محدودة، ويتصورون أنها تمتد ولكنهم في قناعة على أنها محدودة الوقت، لأنهم يسقطون هيبة دولة من هيبة مجموعها، وبالنتيجة سيبقى المجموع غير مهاب.
متى تستطيع الحكمة والعقل وإلتزام القانون تأدية واجباتها بشكلها الكامل؟ ومتى تترسخ في أرض المعرفة؟ إذا كان هناك من يستخدمها بفعل نقيض وفعل لا معقول، ومخالف للعلم والمعرفة والخبرة والوعي؟! وتستخدمها رديفها الخطأ وباطنها الخرافة، وتصيرها حقيقة يتناولها الساسة ويتكلمها المجتمع، ويفاسفها كتاب ومفكرون، يفكرون بقدر ما يحصلون عليه، ويسهبون في وصفها وعمقها في قلب الحقائق، وتزويق الباطل والوهم، ومنهم من يتحول الى جاهل مركب، عندما يجهل أنه على جهل، ويجزم بأنه مطابق للواقع.
من المفاهيم التي تبناها الدعاة الجدد، هي الحكم على الشيء بالباطل فيم هو حق بعينه، ويقال ذاك حق فيما هو باطل، ومن والاهم حقاً ومن خالفهم باطلاً، لا عن عدم المعرفة، بل أقترانا بالوهم والخداع، وهذا ما إندرج عليه كثير من الساسة، وتمرست عليه وسائل إعلام، ومفكرون جهلوا أو علموا بما يفعلون، فأصدروا حكمهم المسبق على الدولة بالفشل، والفعل السياسي بالفساد، والإجتماعي والفكري بأنه لا يجيد الإختيار، وبذا يرون كل متر مبني فأن نصفه مسروق، ولا يوجد في البلد نزيه ووطني، وإنسان يخاف ربه!
لعل الصراع والتطاحن لم يقصد طبقة سياسية بعينها، لتزاح وتتربع آخرى مكانها، بل أشره كلام ملغم بالحشو الزائف، وتعميم لغة الجهل والخداع والوهم، وبدأ يزحف الى ساحة المفكرين والكتاب والسياسة، وقل من يرى الحقيقة حقيقة وكأن الدعاة الجدد لا يرون الدولة إلا أرضاً محروقة، دون البحث عن أسباب الخلاف وسبل الحلول، ولامفاهيم الإنسان والمعرفة.
الحكمة معرفة للمعرفة وليست للمنفعة، والوطنية شعور بالمواطنة، لا إنتماء بمصلحة، ومنها أن لا يقع الفرد والمجتمع والسياسي والإعلام، ضحية الجهل وفريسة للخرافة، فيكون مفترس للوطن.
كل شيء في هذا البلد أصبح خراباً حسب رؤية هؤلاء الدعاة، ولا يمكن إصلاحه وهم الركيزة الأساس كما يعتقدون، لكن الحكمة والعقل وأن طال إنتظارها فستنتصر أخيراً، على دعاة التجهيل والتسقيط والتشويه، ولابد للمفكر والكاتب والسياسي الوطني، أن يتحدث عن الإيجاب، ويبحث عن حلول للسلبيات، بما يمكن من الواقع.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة.. شعار لطيف وتطبيق ضعيف
- البصرة بين الأقليم والعاصمة الاقتصادية
- المحافظات بين الفضيحة والنطيحة
- بغداد.. محافظة أم عاصمة!
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - دعاة من نوع آخر