أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - التّذَوُّقُ عند البشرِ، هل هو فطريٌّ أو مكتسبٌ (Le goût)؟














المزيد.....

التّذَوُّقُ عند البشرِ، هل هو فطريٌّ أو مكتسبٌ (Le goût)؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 10:17
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


1. أبدأ بِتَذَوٌّقِ الأطعِمةِ: هي صفةٌ تشتركُ في آدائها حاسّتان بيولوجيتان اثنتان، الذوقُ والشمُّ. لو نقص الشم أو غاب، تأثرت حاسة الذوق تأثرًا ملحوظًا. في البلدان المتقدمة يُدرّبُ الأطفال في الروضة على صقل أذواقهم. لكي لا أجرح أحدً، سأسوق لكم كل الأمثلة عن شخص أعرفه جيدًا، اسمه محمد كشكار: في بداية 2000 وردًّا لِجميلٍ، دعانا مدير أطروحاتنا إلى عشاءٍ فاخرٍ في أغلى مطعمٍ في ليون (ثلاثتنا، طلبته التوانسة). طلبتُ روتي دجاج (أشهى طبق عندي حتى اليوم). التفتَ لي أستاذي وقال: لستَ في تونس؟ صمّتت، قرأت القائمة، وجدت اسمًا فيه الدجاج (Poulet fermière aux). أحسستُ أنني من ورطةٍ نجوتُ. تصوروا ماذا طلعت بالضبط؟ برودو بالدجاج! صبرت وأكلتُ (20 أورو على ما أتذكر).
2. تَذَوُّقُ الموسيقَى: الآن، لو خيّرتني بين سهرية في قرطاج مع سمفونيات بتهوفن وموزار وفيردي وسهرية في جمنة مع حضرة عيساوية؟ سأختارُ، ودون تردد، الثانية! لا يعني أن الحضرة خير من بتهوفن، بل يعني أنني لم أربِّ أذني ومخي على الاستمتاع بروائع الموسيقى العالمية، ولم أصقل ذوقي ولم أدرّبه، ومَن شبّ على شيء شاب عليه. العلّة تكمن فيّ أنا لا في بتهوفن.
3. تَذَوُّقُ لوحات بيكاسو: أراها وأمرّ، لا تثير فيّ أي شعورٍ بالجمالِ. طبعًا العيبُ فيّ وليس في بيكاسو، لكن "هانا عايشين" دون لوحات فنية على جدراننا!
4. تَذَوُّقُ الشعرِ: أطربُ لنزار ولا أستسيغُ درويش، وفي مرة من المرات، نابَ عليّ ربي بأستاذ عربية متمكن (علية عبودة)، شرح لي بيتًا لدرويش فبُهت الذين جهلوا اللغةَ العربيةَ وإعجازَها! أقرُّ أنني لا أملك آليات تذوق الشعر الرفيع. شاعر روسي قال: لماذا نطلب تكوينًا في الهندسة لكي نفهم رسمًا هندسيًّا، ولا نطلب تكوينًا شعريّا لكي نتذوّقَ قصيدةً؟
5. تَذَوُّقُ الترحالِ والسفرِ والسياحةِ: الآن، لو خيّرتني بين قضاء عطلة في كندا وزيارة شلالات نياغارا، وسهرية في الصيف في جمنة فوق عِرڤْ رملة في كُشّادة مع كأس تاي أحمر عاڤِدْ؟ سأختارُ، ودون تردد، الثانية! في المطلق كندا خِيرْ طبعًا، لكن عند كل جمني جمنة خِيرْ. "حَوِّسْ تَفْهَمْ، إڤول الدزيري"!

خاتمة: أجازفُ، أعمّمُ وأقولُ: صدّقونا يا أعاجم عندما نقول دومًا الحمد لله على كل حال، فنحن نقول الصدق ولا شيء غير الصدق. في المقابل، أنا أصدّقكم عندما لا تقولوا مثلنا الحمد لله. كل إناءٍ بما فيه يرشحُ، ولا حضارة خِيرْ من حضارة، ولا أحدٌ أحسنَ من أحدٍ، وكل واحدٍ "واشَعْطاهْ" ربي في الدنيا الدنيا.

خلاصةُ القولِ: لا يولدُ الإنسانُ من رَحِمِ أمِّهِ ذوّاقًا، بل يُصبحُ ذواقًا بالممارسةِ والتهذيبِ والصقلِ.

إمضاء مواطن العالَم، تطوّعي-تضامني-اجتماعي، نسبة إلى تجربة في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني، تجربة لا شرقية ولا غربية، تجربة أصيلة نوعية ومبتكرة في جمنة مسقط رأسي:
الناقدُ لا يُطالَبُ ببديلٍ. البديلُ ليس جاهزًا. البديلُ يُصنَعُ ولا يُهدَى. وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي. كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا شُعْبَوِيّو العالَم، اتّحِدوا واصمُدوا ضدّ المثقفينَ الان ...
- ليلى كتبتْ روايةً جديدةً: كلامٌ في الثورة والحب، كلامٌ ممنوع ...
- كيفَ استغلَّ الرأسماليونَ الجشعونَ المتربصونَ كارثةَ إعصارِ ...
- صرخةٌ تونسيةٌ مُدَوِّيةٌ ضدّ كارِثةِ -الغزوِ الرأسمالي الغرب ...
- أختلفُ معهم، أحترمُ ذَواتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وودٍّ، أحاو ...
- قال لي أحدُ القراءِ الأصدقاءِ: بعضُ كتاباتِك تصلُ إلى حدِّ ا ...
- أعتقِدُ في العقلِ والعلمِ والعملِ... تأتي هيروشيما... أرتدُّ ...
- اقتربتُ منها، عشقتُها، عاشرتُها، كان لا يوجدُ في الساحةِ غير ...
- يا بشّارْ يا حامِينا ... أحْنا الزبدة وِانتَ السكِّينة!
- ما هي أسباب انتفاضة -السترات الصفراء- في فرنسا؟
- الأسمدة الأزوتية المصنعة: اكتشافٌ علميٌّ، بدأ كنزًا مغذٍّيًا ...
- شاركتُ اليومَ في يوم الغضبْ، والغاضبُ غيرُ عاقلٍ ساعةَ الغضب ...
- كتبَ عني صديقٌ وقال -د.محمد كشكار اليساري غير الماركسي-، فعل ...
- حَفْرٌ أركيولوجيٌّ خفيفٌ في نضاليةِ النقابةِ العامةِ للتعليم ...
- عشرةُ إجراءاتٍ، لا تقبلُ التأجيلَ، لا تنتظرُ، لا تتطلبُ إعدا ...
- حَفرٌ أركيولوجِيٌّ في نِضالِيةِ أستاذ ثانوي؟
- صديقٌ نهضاويٌّ، قال لي: أنتَ لستَ يساريًّا!
- تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟
- حضرتُ اليوم صباحًا مظاهرة الأساتذة بشارع بورقيبة بالعاصمة
- انظُرْ إلى أيّ مَدَى وصلَ الاستهتارُ بقِيمِ التضامن والودِّ ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - التّذَوُّقُ عند البشرِ، هل هو فطريٌّ أو مكتسبٌ (Le goût)؟