أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد كشكار - الأسمدة الأزوتية المصنعة: اكتشافٌ علميٌّ، بدأ كنزًا مغذٍّيًا ثم أصبح فيما بعد سُمًّا في الدسمِ














المزيد.....

الأسمدة الأزوتية المصنعة: اكتشافٌ علميٌّ، بدأ كنزًا مغذٍّيًا ثم أصبح فيما بعد سُمًّا في الدسمِ


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 09:17
المحور: الصناعة والزراعة
    


1. فوائدُها:
سنة 1909، اكتشف الكيميائي الألماني فريتز هابر كيفية دمج أزوت الهواء بالهيدروجان وصنع الأمونياك (NH3)، تفاعُل كيميائي فريد من نوعه: خلق ثورة في الزراعة (الثورة الخضراء الأولى)، ضاعف الإنتاج الفلاحي العالمي وساهم في تغذية سكان العالم الذين زاد عددهم من مليار ونصف نسمة إلى ستة مليارات خلال قرن واحد فقط (XXe).
سنة 1918، حصل هذا العالِم اليهودي على جائزة نوبل للكيمياء، جائزة قد لا يستحقها بسبب مشاركته في صنع الغازات السامة التي استعملها هتلر بعد عشرين سنة لإبادة اليهود في معسكرات الاعتقال.
يمثل الأزوت 78 % من الهواء (21% أوكسجين)، لكن النبتة لا تملك القدرة على امتصاصه مباشرة من الهواء رغم أنه غذاء ضروري لنموها. تأخذه من التربة في شكل أملاح معدنية (NH3 ou NO3) ناتجة عن تحويل المواد العضوية بفضل البكتيريا (الدبال، فضلات الحيوانات، أوراق وأغصان الشجر الساقطة). وفرة الاسمدة الأزوتية المصنعة أغنت الفلاح عن جلب الأسمدة الطبيعية.

2. مضارُّها:
بدأت تظهر في البلدان المصنعة قبل النامية: سوء استعمال هذه الأسمدة الأزوتية المصنعة من قِبل الفلاحين وتمركز تربية الماشية (مزرعة بألف بقرة أو عشرة آلاف خنزير أو مئة ألف دجاجة) تسببا في ظهور مشاكل بيئية وصحية. التركيز على زراعة نوع واحد من الحبوب المغذاة بالأسمدة الأزوتية المصنعة أضعفَ التنوع البيولوجي (Biodiversité)، وزاد في نسبة الحموضة في التربة.
استعمال الأسمدة الأزوتية المصنعة ساهم في تلوث المياه الجوفية، وصل ضرره إلى ماء الحنفية وغذائنا النباتي مما قد يتسبب في انتشار أمراض خطيرة (السرطان، أمراض القلب والشرايين، أمراض التنفس، الموت المبكّر، إلخ.)، وخفّض من نسبة الأكسجين في البحر مما قد ينتج عنه انقراض بعض أنواع السمك. نلاحظ أن ما خسره الإنسان في صحته أكثر مما ربحه من استعمال الأسمدة الأزوتية المصنعة وأصبحت هذه الأخيرة تسبب لنا مشاكل كبيرة لا تقل خطورتها عن مشاكل الاحتباس الحراري.

3. بعضُ الحلولِ المقترحةِ:
- الكف أو التخفيض من استعمال الأسمدة الأزوتية المصنعة والرجوع إلى الطرق التقليدية: زراعة البقوليات (Légumineuses) مثل اللوبيا والجلبانة والفصّة، إلخ.
- تغيير جذري للمنوال الفلاحي السائد وذلك بالاعتماد تدريجيًّا على الفلاحة البيولوجية الخالية من جميع المواد الكيميائية المصنعة (Engrais chimiques, herbicides, pesticides). أكيد سوف ينجر عن هذا التغيير بعض الركود في الزراعة العالمية، لكن لن ينقص الإنتاج إلا بنسبة 10%، لا أكثر.
- تغيير جذري للنظام الغذائي: مثلا عندنا في تونس نرجع إلى نظامنا الغذائي التقليدي (Régime méditerranéen) حيث كنا نستهلك البروتينات النباتية أكثر من البروتينات الحيوانية وقليل من الحليب، وهو نظام اقتصادي وصحي وحامي للبيئة.
- الرجوع للمَزارع المختلطة، أي زراعة مع تربية مواشي، حيوانات ترعى بحرية في الهواء الطلق.

خاتمة لوموند: أدعو إلى ثورة خضراء ثانية (دون أسمدة مصنعة) تُصلِح ما أفسدته الأولى (ثورة الأسمدة المصنعة)، ثورة تتطلب إرادة سياسية وتشرّك المواطن في صنع غدٍ أفضلَ.

Référence: Le Monde diplomatique, décembre 2018, «Imaginer une nouvelle révolution verte. Les engrais azotés, providence devenue poison », par Claude Aubert, Ingénieur agronome, pp. 18-19

إمضاء المترجم مواطن العالَم
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاركتُ اليومَ في يوم الغضبْ، والغاضبُ غيرُ عاقلٍ ساعةَ الغضب ...
- كتبَ عني صديقٌ وقال -د.محمد كشكار اليساري غير الماركسي-، فعل ...
- حَفْرٌ أركيولوجيٌّ خفيفٌ في نضاليةِ النقابةِ العامةِ للتعليم ...
- عشرةُ إجراءاتٍ، لا تقبلُ التأجيلَ، لا تنتظرُ، لا تتطلبُ إعدا ...
- حَفرٌ أركيولوجِيٌّ في نِضالِيةِ أستاذ ثانوي؟
- صديقٌ نهضاويٌّ، قال لي: أنتَ لستَ يساريًّا!
- تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟
- حضرتُ اليوم صباحًا مظاهرة الأساتذة بشارع بورقيبة بالعاصمة
- انظُرْ إلى أيّ مَدَى وصلَ الاستهتارُ بقِيمِ التضامن والودِّ ...
- جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ
- سَلعنةُ القِيمِ في الدولِ الغربيةِ: هل سَتقضِي على ما تَبَقّ ...
- فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربِ، لا أستث ...
- حضرتُ أمس أمسيةً ثقافيةً بحمام الشط
- سُكوتْ... أنا سَكْرانْ... والله العظيم أنا -شايَخْ- نَشْوانْ ...
- طالبتُ وما زلتُ أطالبُ بِمجانيةِ التنقلِ في جميعِ وسائلِ الن ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- سَلْعَنَةُ الأخلاقِ والقِيمِ في المجتمع الأمريكي
- الجديدُ في عِلمِ الوراثةِ: هل تُحدّدُ الجينات مسبّقا صفات ال ...
- ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!
- حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائل ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد كشكار - الأسمدة الأزوتية المصنعة: اكتشافٌ علميٌّ، بدأ كنزًا مغذٍّيًا ثم أصبح فيما بعد سُمًّا في الدسمِ