أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أختلفُ معهم، أحترمُ ذَواتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وودٍّ، أحاولُ أن أفنّدَ أطروحاتِهم



أختلفُ معهم، أحترمُ ذَواتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وودٍّ، أحاولُ أن أفنّدَ أطروحاتِهم


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 09:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ يومَينِ، نشرتُ مقالا مترجمًا عن جريدةِ لوموند ديبلوماتيك، الشهريةُ الفرنسيةُ، ديسمبر 2018، عنوانُه "يا بشّارْ يا حامِينا ... أحْنا الزبدة وِانتَ السكِّينة!"، كله نقدٌ لنظام بشّار الأسد، وذيّلتُهُ بملاحظةٍ من تأليفي، هذا نَصُّها: "عُشّاقُ بشّار، والله العظيم أنا أحترمكم وأتفقُ مع غاياتِكم العروبيةِ الوحدويةِ النبيلةِ، لكن الغايةَ حسبَ اعتقادي لا تُبرّرُ الوسيلةْ، وأياديكم ليست ملوثةً بجرائمِ الدكتاتور، "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، وبشّار، مثله مثل زملائه ستالين وماو وبول بوت وصدام والڤذافي والقائمة تطول، شخصيات عامة ومن حقي الاشتغال عليها. ألفتُ نظركم إلى التالي: النقدُ هذا آتٍ من لوموند ديبلوماتيك، أما شِعرُ المَديحِ في العنوانِ فلِي! ارجموا الجريدة إذن واشكروني، أو على الأقل "قِيلونِي" يرحم والديكم"!
علّقت قارئةٌ وكتبتْ: "وعلاش تبرر وتعتذر القوادة بشار؟ اوى بجدك تعتقد في نياتهم البريئة؟"
أجبتُها مباشرةً وباقتضابٍ كالآتي: "لي فيهم بعض الأصدقاء، ونعم ما زلتُ أحترم ذواتهم، لا أفكارَهم، وبكامل الجد ما زلتُ أعتقد في نواياهم البريئة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك."

اليومَ، وعملاً بالمقولة التي كنتُ أمضي بها دومًا جميع مقالاتي "على كل مقال سيء نرد بمقال جيد"، سأتوسّعُ قليلاً في الجوابِ وأضيفُ ما يلي: أختلفُ فكريًّا مع فئة من المفكّرين التونسيين (ليبراليين وقوميين ويساريين ونهضاويين). لي فيهم أصدقاء حميمين، أحترمهم، أحبهم، أقدّرهم، وأخافُ على كبريائِهم من هزّةِ النسيمِ العليلِ. المفكّرُ المهذّبُ يجاملُ لكن الفكرَ لا يجاملُ. لا أتطاولُ مجانًا على رموزِهم ولا على ثوابتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وودٍّ، أحاولُ أن أفنّدَ أطروحاتِهم التي أختلفُ معها جِذرِيًّا.
1. الليبراليون التونسيون: يبدو لي أن أنظمتهم الاستغلالية، قبل الثورة وبعدها (بورڤيبة، بن علي، السبسي)، هي التي خرّبت قِيمَنا التضامنية، أتلفت بذورَنا الفلاحية الأصلية، همّشت قطاعَنا العام (تعليم، صحة، صناعة، نقل، إخ.)، باعتْ جزءًا كبيرًا منه إلى القطاع الخاص (مصانع، أراضٍ، شركات نقل، بنوك، شركات خدمات، إلخ.)، أجبرتنا على الانصياعِ لغرائزنا وأنانيتنا وعدوانيتنا، أي أرجعتنا قليلاً إلى "طَوْرِ الحيوانية" بعدما ظننا أنفسَنا أننا نجونا ووصلنا إلى شاطئ الإنسانية، برّ الأمان. أحمّلهم مسئولية كل الحيفِ الذي سُلِّطَ ظلمًا على المناضلين القوميين واليساريين والنهضاويين، وأطالبهم بجبرِ الضررِ، ولا أظن أن أحدًا من هؤلاء طلبَ ثمنًا لنضالهِ.
2. القوميون التونسيون: ألومُ فيهم عدم قيامهم بنقدٍ ذاتيٍّ لـ"تجاوزاتِ" قادَتِهم ضدّ مواطنيهم غير المسلَّحين (عبد الناصر، النميري، صدّام، الأسد الأب والابن، الڤذافي، علي عبد الله صالح، بومدين)، وأنتظرُ منهم رحابةَ صدرٍ حيالَ خصومهم السياسيين (ليبراليين ويساريين ونهضاويين)، رحابة تتمثلُ في عدمِ إصدارِ أحكامٍ مسبقةٍ دون تمحيصٍ، والقوميةُ ليست بشّارْ.
3. اليساريون التونسيون: أطلبُ منهم ما طلبتُ من الذين أتوا من قبلهم تجاه خصومهم السياسيين (ليبراليين ونهضاويين) وتجاه "تجاوزاتِ" قادَتِهم (لينين، ستالين، ماو، بول بوت)، واليسارُ ليس ستالينْ.
4. النهضاويون التونسيون: أطلبُ منهم ما طلبتُ من الذين أتوا من قبلهم تجاه خصومهم السياسيين (قوميين ويساريين) وتجاه "تجاوزاتِ" قادَتِهم (حسن الترابي، أردوڤان)، والإسلامُ ليس داعشْ.

خاتمة: أخذتُ من الليبرالية تقديسَ الحرية الفردية، ومن القومية تقديسَ الوطن، ومن اليسار تقديسَ العدالة الاجتماعية، ومن الإسلام تقديسَ القرآن والرسول صلى الله عليه وسلّم. لذلك لا أكره أحدًا منهم جميعًا.
أنا، عبدُكم الفقيرُ لله، أعارضُ الأفكارَ، ولا أعادي أي إنسانْ مهما اختلفتُ معه فكريًّا، ما دام لم يُشهرْ سلاحًا في وجه أخيه الإنسانْ.
وإذا سمح لي أربعتُكم، أن أقدمَ لكم نصيحةً وديةً، فستكونُ كالتالي: اقرأوا أدبيات بعضكم البعض، لا تحكموا على نوايا بعضكم البعض، وسبّقوا الخيرَ في بعضكم البعض، فوالله لن تندموا، أنتم شتّى ومستقبلكم واحد ولن يُبنَى بواحدٍ، ولا خيار أمامكم سوى التعايش السلمي في كنفِ الديمقراطية وإلا -لا قدّر الله- الفوضى والفناءُ.
أيها المختلفونَ، سجناءُ إيديولوجياتِكم، أرجوكم، أتوسّلُ إليكم، افتحوا نوافذَ براديڤماتِكم، حتمًا ستكتشفونَ كم هي تافهةٌ وسخيفةٌ خلافاتِكم، يكفي أن تنظروا إلى الأرضيةِ التي تحملُكم وتتحمّلُكم، احفروا في عمقِها قليلاً، لكن احفروا بمعاولَ علمية حديثة (الإبستمولوجيا والأنتروبولوجيا)، ثابروا في الحفرِ، ستكتشفون أن ما يوحّدكم أكثرَ بكثيرٍ مما يفرّقُكم، ستكتشفون حبالاً متينةً تربطُ بينكم، حبالاً فُتِلتْ من حديد، لو انقطع منها حبلٌ، لا تجزعوا، فلن ينفرط عقدكم، سيبقى واحدٌ أو اثنان أو ثلاثة تشدكم إلى بعضكم البعض: كلكم حضاريًّا مسلمونَ، عرقيًّا عربٌ-أمازيغٌ، جيناتُكم مشتركةٌ، لغويًّا عربٌ أقحاحٌ، أعيادُكم واحدةٌ، تقاليدُكم واحدةٌ، نظامُكم الغذائيُّ واحدٌ، تراثُكم واحدٌ، كلكم في عيونِ الأجانِبِ عربٌ مسلمون، شئتُم أو أبيتُم، بتهمةِ الإرهابِ تُنعَتون، وبحرصٍ كبيرٍ في مطاراتِ العالَمِ تُفتَّشون، وبنفسِ الإسلاموفوبيا في الغربِ كلكم تُعامَلون.
لم يفرّقْ بينكم إلا الدخيلُ المستوردُ حديثًا: الإخوانيةُ من مصرَ، أما الليبراليةُ والقوميةُ والشيوعيةُ، فقد وفدتْ عليكم مع الاستعمارِ الغربِيِّ.
هلاّ عرفتُم الآن لماذا أعشقُكم، أعشقُكم "بِريشِكم وحشيشِكم"، أعشقُكم بقومييكِم ويسارييكِم ونهضاوييكِم، أعشقُ المشتركَ بينكم وهو واللهِ جميلٌ جميلٌ جميلُ!

إمضاء مواطن العالَم، تطوّعي-تضامني-اجتماعي، نسبة إلى تجربة في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني، تجربة لا شرقية ولا غربية، تجربة أصيلة نوعية ومبتكرة في جمنة مسقط رأسي
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال لي أحدُ القراءِ الأصدقاءِ: بعضُ كتاباتِك تصلُ إلى حدِّ ا ...
- أعتقِدُ في العقلِ والعلمِ والعملِ... تأتي هيروشيما... أرتدُّ ...
- اقتربتُ منها، عشقتُها، عاشرتُها، كان لا يوجدُ في الساحةِ غير ...
- يا بشّارْ يا حامِينا ... أحْنا الزبدة وِانتَ السكِّينة!
- ما هي أسباب انتفاضة -السترات الصفراء- في فرنسا؟
- الأسمدة الأزوتية المصنعة: اكتشافٌ علميٌّ، بدأ كنزًا مغذٍّيًا ...
- شاركتُ اليومَ في يوم الغضبْ، والغاضبُ غيرُ عاقلٍ ساعةَ الغضب ...
- كتبَ عني صديقٌ وقال -د.محمد كشكار اليساري غير الماركسي-، فعل ...
- حَفْرٌ أركيولوجيٌّ خفيفٌ في نضاليةِ النقابةِ العامةِ للتعليم ...
- عشرةُ إجراءاتٍ، لا تقبلُ التأجيلَ، لا تنتظرُ، لا تتطلبُ إعدا ...
- حَفرٌ أركيولوجِيٌّ في نِضالِيةِ أستاذ ثانوي؟
- صديقٌ نهضاويٌّ، قال لي: أنتَ لستَ يساريًّا!
- تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟
- حضرتُ اليوم صباحًا مظاهرة الأساتذة بشارع بورقيبة بالعاصمة
- انظُرْ إلى أيّ مَدَى وصلَ الاستهتارُ بقِيمِ التضامن والودِّ ...
- جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ
- سَلعنةُ القِيمِ في الدولِ الغربيةِ: هل سَتقضِي على ما تَبَقّ ...
- فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربِ، لا أستث ...
- حضرتُ أمس أمسيةً ثقافيةً بحمام الشط
- سُكوتْ... أنا سَكْرانْ... والله العظيم أنا -شايَخْ- نَشْوانْ ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أختلفُ معهم، أحترمُ ذَواتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وودٍّ، أحاولُ أن أفنّدَ أطروحاتِهم