أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني














المزيد.....

المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6102 - 2019 / 1 / 2 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


المثل في رواية
"على سكة الحجاز
حمال الحسيني
الأدب مرآة الشعوب، وعندما تنتج فلسطين ادبا روائيا في العقد الثالث من القرن الماضي فأن هذا فخر لها ولنا. وهنا علينا أن ننظر إلى الرواية في زمانها وليس الآن، إن كانت هذه النظرة متعلقة بفنية الرواية أو بفكرتها، فهناك خلل واضح في لغة الشخوص، حتى أننا نجد الأم تتحدث بلغة أدبية لا يتقنها إلا مثقف متطلع على الأب، فمثل تقول "أم أحمد" الفلاحة والتي لا تحسن القراءة: ".. وكأن هؤلاء يا بني بواشق إذا انقضت على فريسة وانشبت فيها أظفارها وطارت فيها فلا نجاة لها ولا رجاء" ص70، طبعا هذه اللغة أعلى بكثير من لغة الأم، لكن علينا أن ننظر إلى الرواية في زمانها وعصرها، فاللغة الروائية كانت بوترة واحدة، لكتها لغة أدبية راقية، وقد صيغة بطريقة سلسة حتى يمكن للقارئ أن ينتهي منها في جلسة واحدة.
كما تستوقفنا طبيعة الشخصيات، فكلها جاء مثالية وذات خلق إذا ما استثنينا شخصية "إميل بيك" الشخصية السلبية الوحيدة في الرواية، وبقية الشخصيات "أحمد، أم أحمد، غريبة، الشيخ محمد الحويطي، إبراهيم، فدوى وابنتها" جاءت بصورة ايجابية ومنها من جاء بإيجابية مطلقة، فالسارد ينقل لنا طبيعة المجتمع الفلسطيني في ذاك الزمن، فلم حيث كان الخير والخيرين أكثر من الشر والأشرار.
والجميل في الرواية أنها ربطت بين الشر الشخصي المتعلق بسلوك الفرد وبين الخيانة، فشخصية "إميل بيك" شخصية ذات سلوك شخصي سيء وأيضا سلوكها يعد خيانة للوطن وللمواطن، فقد باع قرية "ستة" لليهود وشرد الفلاحين الذين كانوا يعملوا فيها، وكان قبلها قد اغتصب "أم غريبة" وساهم في قتلها عندما رفضت أن تخرج من بيتها والأرض التي تربت فيها، فما كان منه إلا أن هجم عليها مما أدى إلى موتها، فأصبحت "غربية" يتيمة الأب والأم، حيث أن "إميل بيك" لم يعترف بابنته لتربى في المدرسة الإسلامية في القدس وتنشأ على أنها مسلمة، هناك كان يزورها "أميل بيك" لكن لم تكن أدارة المدرسة تسمح له برؤيتها، فكان يضع لها بعض الهدايا، وهذا الأمر أيضا كان يقوم به "الشيخ محمد الحويطي" تكبر "غريبة" تزور "ابن عمها أحمد " في حيفا اثناء العطلة التي تمنحها المدرسة للطالبات، وفي حيفا كانت الثورة مندلعة والصراع الفلسطيني اليهودي في أوجه، يعتدي مجموعة من اليهود على "إبراهيم" أثنا مرور "أحمد" الذي كان عائد من عمله في سلكة حديد حيفا، فيقول بالتصدي لليهود ويخلص "إبراهيم" من بين أيديهم، لكنهم يطلقون عليه النار فيصيبونه في الفخذ، وهنا يرفض أن يذهب إلى المستشفى حتى لا يتعرض للمسائلة من قبل الانجليزي لأنه أصيب بطلق ناري، وعندها سيقصل من عمله حسب القانون الانجليزي، فيم علاجه في بيته، وهناك يشاهد "غريبة" التي يعجب بجمالها، وتبدأ قصة حب بينهما، يحاول "إميل بيك" أن يضع العراقيل بينهما لأنه يعرف أن "غريبة" هي أخت "إبراهيم" لكنه لا يجرؤ على مصارحة ابنه بهذه الحقيقة المرة، رغم كل المحاولات التي نصبها "إميل بيك" تبقى العلاقة مستمرة، ويقرر "إبراهيم وغريبة" على الزواج، رغم عائق الدين، ورد "إبراهيم" على هذا الأمر بقوله: "لا يا والدي أن ذلك وحده لا يهمني مطلقا فعندي أن المرء هو مجموعة صفاته نفسه، فإذا كانت هذه الصفات حميدة فصاحبها كفؤ لأي شخص آخر! أما الفارق لديني فكنت أظن أنك تعرف رأيي فيه فإني أرى أن هذا الفارق يجب أن يزول من هذه البلاد إذا كنا نحبها ونطب لها ولأبنائها الخير، أنا عرب، ويجب أن نكون عربا في قومية واحدة ولغة واحدة وعقيدة واحدة ومذهب واحد أيضا" ص76، الجميل في هذا القول أننا الآن وبعد ما يقارب القرن لم نصل إلى فهم هذه الفكرة، أن الوطن أكبر وأهم من الدين، فالوطن هو الضامن والحامي والجامع لكافة المواطنين، واعتقد أن هذه القول أخذ به في دول (الخريف العربي) لما كان ما كان من خراب وتهجير وقتل، فهل كان قبل قرن من الزمن أكثر وعي مما نحن فيه الآن؟، أم أن هناك أفكر مشوهة نشرت وتمكنت منا فأمسينا في مهب الريح، يسيرنا العدو حيثما وكيفما يشاء؟.
وهنا يستعين "إميل بيك" بالشيخ "محمد الحويطي" الذي سكن في "جنين" بعد أن سلمت "ستة" لليهود، لكي يساعده على حل المشكلة، فلا يمكن أن يتم هذا الزواج، وهنا كان لا بد من مواجهة "إبراهيم" بالحقيقة المرة، وبعد أن يعرف أن "غريبة" أخته يذهب إلى البحر محاولا أن يتخلص من الخبر الذي وقع عليه، يتعمق في السباحة، يحاول "أحمد" أن ينقذه بعد أن أصابه الإرهاق، لكنه يصل متأخرا، فيقضي نحبه، وهناك يصاب "إميل بيك" بحالة من الجنون، فيعود إلى "ستة" وكأنه ما زال مالكها، يموت وهو بهذه الحال، وعندها يتزوج "أحمد وغريبة" وبهذا تنتهي الرواية.
الرواية صدرت الطبعة الأولى منها في فلسطين عام 1931، والطبعة خاصة صدرة عام 2000، عن وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله فلسطين، ضمن سلسة الرواد (1).



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة
- الشارع في رواية -ليل الضفة الطويل- عادل الأسطة
- القسوة في ديوان -أجنحة في للريح- خليل قطناني
- تياترو 1949- رواية فواز حداد -حسني الزعيم- و -أنطون سعادة- ع ...
- السواد في قصيدة -قلبي والشتاء- أسامة مصاروة
- قراءات في متنوع السرد-
- مناقشة -ملامح من السرد المعاصر- في دار الفاروق
- السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني
- الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر
- جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-
- الحركة في قصة -يوم طويل- باسمة العنزي
- الوشاح الأسود -محمد هاني أبو زياد-
- تمزيق شكل الراوية في -يوميات صعلوك- حسين علي يونس
- التقديم الجميل عند مبين كيوان
- الهدوء عن فاتن بابللي
- السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال
- باسم الهيجاوي -أما قبل ..-
- الحرب في كتاب -وجوه الظلال- جورجين أيوب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني