رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقود الموقع و محرك البحث الرائد قوقل حربا ضدالادارة الامريكية من أجل احترام الخصوصية بعد أن رفض الاستجابة لطلبها بتقديم معلومات عن قائمة الأشياء التي يبحث عنها مرتادوا الانترنت عبر قوقل .
يقود قوقل المعركة في أروقة المحاكم بعد أن استجابت مواقع أخرى للضغوطات التي مورست عليها من طرف الادارةالأمريكية و قامت بتسليمها المعلومات التي طلبتها طبعا بحجة صارت الأساس الذي ترتكز عليه الأمور و المحور الذي ستدور حوله على ما يبدو السياسات لمدة طيولة في المستقبل و هي حجة الضرورة الأمنية .
طلب الادارة الأمريكية ليس جديدا في طبيعته و ليس غريبا على المتتبعين . الرئيس الأمريكي ذاته صرح أنه أذن بالتنصت على المكالمات الهاتفية للأمريكيين و غير الأمريكيين القاطنين بالولايات المتحدة الأمريكية بحجة تتبع الخلايا الارهابية و حماية المجتمع الأمريكي من هجمات ارهابية .
لقد بدا واضحا منذ مدة أن سلم المعايير المعتمدة قد اهتز و تقدمت فيه قيم على حساب أخرى على غير ما كانت عليه الأمور من قبل . صار الهاجس الأمني أولوية لدى الادارة الأمريكية و لدى غيرها من الادارات و أصبح حجة غير قابلة للنقاش و مرتكزا صلبا لتقديم أية مصطالب و للحصول على المبتغى حتى و لو كان ذلك المساس بخصوصية الأفراد و الدخول الى حياتهم الخاصة . لقد ذابت الحياة الخاصة في بحر المصلحة العليا و لم تصبح ذلك الخط الأحمر الذي لم يكن ممكنا تجاوزه منذ زمين غير بعيد . صارت خطا عاديا يمكن تجاوزه ، بل يجب تجاوزه اذا تعلق الأمر بمفهوم جديد احتل هو مركز الخط الأحمر .
كثيرة هي المفاهيم التي تم الدوس عليها و محوها من قاموس التعاملات اليومية بين المجتمعات و الدول و تم استبدالها بمفاهيم أخرى ستكون المرجع و المعيار المستقبلي الذي على أساسه تقاس الأمور . و في خلال هذا التغيير ، كثيرة هي المؤسسات و الدول و المجموعات التي ابتلعتها رحى التحولات الرهيبة التي يشهدها العالم و داست عليها قبل أن تدوس على المفاهيت التي تحميها تلك الدول و المؤسسات و الدول . يخوض قوقل حاليا حربا مع رحى التحولات الكبيرة في المفاهيم ، فهل سيقوى على ربح الحرب أم أنه ستبتلعه الرحى و تطحنه مثلما طحنت غيره ؟ أم أنه سيعي في الوقت المناسب حجمه مقارنة الى حجم التحدي و المتحدي و يزن الأمور بميزان القوى الحالي و يتصرف بناء على ذلك ؟
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟