أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - أمة مسلوبة الارادة














المزيد.....

أمة مسلوبة الارادة


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون نصف ما يحمله المحيط الاطلسي في بطنه من ماء دموعا ذرفتها البشرية على ما عاينته من هوان و تدهور للعرب و المسلمين و هي تشاهد أسفارهم تقطعه الى بلاد العم سام بدون اقطاعطلبا للمساعدة و رغبة في الرضا و التماسا للعفو و المغفرة ، بعد ان كانت الرحال تشد من هناك لقرون عديدة الى بلاد العرب و المسلمين طلبا للعلم و الرزق على حد سواء .

لقد أصبح شائعا جدا في أيامنا البائسة هذه اللجوء الى العالم الغربي من أجل حل مشاكل العالم العربي و الاسلامي في كبائر الامور و صغائرها و كأني بهذه الأمة صارت مسلوبة الارادة تم الحجر عليها سياسيا من طرف القوى المهيمنة في هذا العالم . صار العالم العربي و الاسلامي في صورة طفل يتيم تقطعت به السبل و وجد نفسه أسير تكالب المتهافتين على نهب ما تركه له والده من تركة و هو لا يستطيع ٌولا لا أو نعم و ينتظر ما يبقى له من فتات الصراع الرهيب .

صار من غير الممكن فك رموز مؤامرة قتل شخص في البلاد العربية دون اللجوء الى خدمات فريق تحقيق دولي . ومن كان حظه ذلك انجلت الحقيقة التي تخصه ، أما من لم يحظ به فان مصيره أن يكون عنوانا للجنة محلية للتحقيق مصيرها أحتلال مكان صغير في مقبرة جماعية للجان .

صار من المألوف أن تنفجر في اوجه المحققين المحليين فضائح تسيير لهيئات ادارية أو مالية لا تستطيع فك رموزها - أو لا تريد - الا بعد أن يتم الاستنجاد بخبراء اجانب قد تكون تجربتهم أقل بكثير ممن عندنا من الخبراء و المحققين . النصوص القانونية بحد ذاتها كثيرا ما تفقد قيمتها و تكون مدعاة للانتقاد و المراجعة اذا لم تتقيد بما تضمنته اتفاقيات دولية لم تات الا لتكريس هوى المتجبرين من العالم الآخر . لا يهم بطبيعة الحال أن يكون قد تم التصديق على تلك الاتفاقيات أو لا . ان تم التصديق فسوف يقال لنا أن نصوص قوانيننا لا تتناغم مع روح الاتفاقيات الدولية ، أما ان لم يكن التصديق قد تم فسوف تتم دعوتنا الى التصديق بكل البساطة و النتيجة بالتالي واحدة .

الانتخاب ذاته في البلاد العربية ، بما له من قدسية سياسية ان صح القول و بما له من اهمية من المفروض أن تعكس الارادة الشعبية من خلاله ، تشوبه دوما الشوائب و يرمى بكل النقائص و الفضائح و لا تتم تزكيته الا بعد أن تكون قد مسته بركة المراقبين الدوليين الامميين او غير الاميين أو باركته رسائل كبار الزعماء السياسيين هنا و هناك . أولائك المراقبون غير معنيين بالانتخابات التي تجري في البلدان المعصومة من التزوير شمال البحر المتوسط و غرب الاطلسي و هم معنييون فقط بما يجري عندنا من انتخابات سواء كانت مجرد انتخابات محلية أو تشريعية أو كانت انتخابات رئاسية تمس هرم السلطة .

يبدو أن انهيار الامة العربية و الاسلامية انحدر و انحدر الى أن وصل الى اخطر مراحله . لقد وضع العالم الآخر أركان محكمة تاريخية لأمتنا و ساروا بالمحاكمة مرحلة مرحلة و هاهم قد نطقوا بالحكم . لقد حجروا على أمة لا تعرف ما تملك و لا تعتز بما كان لها من مآثر و مجد و لا تملك حتى الرغبة في التغيير . تم الحجر على أمة مسلوبة الارادة الى أن تفيق من سبات عميق .


رضا محافظي - الجزائر
[email protected]



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأي ذنب …. أولبرايت ؟
- رسالة العقاد و رسالتهم
- لا تزال النفس العربية رخيصة
- لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟
- دول لا تحمي زعماءها !!!
- قمة عالمية أم عرس لإسرائيل ؟
- لغة الجزائري
- التكنولوجيا و الفساد
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟
- - رقان - في الذاكرة
- وداعا .......لالة مغنية
- البعد البشري للوجود الفرنسي بالجزائر :درس فرنسا لأحفادها من ...
- عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟


المزيد.....




- مقطع فيديو تم نشره حديثًا يُظهر مسلحًا يطلق النار على رجال ا ...
- قد تحدث لك.. كيف تُصمّم بناءك لمواجهة فيضانات مدمّرة؟
- حزب الله يعلن رفضه تسليم سلاحه للحكومة: إما أن نبقى ويبقى لب ...
- هل هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا؟
- مباشر: لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا... قمّة قد ترسم معالم مرح ...
- ما هي الأهداف المعلنة وغير المعلنة لخطة سموتريتش الاستيطانية ...
- هجمات أوكرانية على روسيا قبيل قمة ترامب وبوتين
- الاتحاد الأفريقي يدعو لاعتماد خريطة -الأرض المتساوية- إنصافا ...
- خريطة لإسرائيل الكبرى تفضح خطط نتنياهو
- هل يشكل هجوم اليمين الإسرائيلي على زامير مقدمة لإقالته؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - أمة مسلوبة الارادة