أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - اعتراف فرنسا بالذنب ؟














المزيد.....

اعتراف فرنسا بالذنب ؟


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب نهاية سنة 2005 م يقترب دنو فرنسا من الوقوف وجها لوجه مع ضميرها لتراجع قرنا و ثلاثين سنة من التواجد في الجزائر و تقرر ما إذا كانت ستتحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا الإطار و تعطي للأمر طابع الطبيعي و تتجاوز طابعه الشخصي و الأناني .

من المتوقع عند نهاية سنة 2005 م أن يتم إبرام معاهدة صداقة بين الجزائر و فرنسا في إطار اللون الجديد الذي يريد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يصبغ به العلاقات بين البلدين من أجل وضع حد نهائي للتوتر الدائم في العلاقات الذي من بين أسبابه الرئيسية الماضي الاستعماري لفرنسا بالجزائر . من بين أهم المحاور التي يدور حولها المسعى الشرط الذي اشترطته الجزائر على لسان رئيسها و المتمثل في ضرورة أن تقدم الاعتذار على ما اقترفته خلال تواجدها بالجزائر لأزيد من قرن من الزمان . شرط يعبر عما يدور في الوجدان الجزائري منذ عقود و غصة في حلق المئات ممن عانوا ويلات الاستعمار الفرنسي و لا يزالون على قيد الحياة . شرط هو بلسم شفاء لجراح طال انفتاحها و راحة لقلوب طالت معاناتها و عربون شكر لآلاف الشهداء الذين تزينت بهم بطن أرض الجزائر الطاهرة و لا تزال . شرط هو رفعة لشأن أجيال أتت بعد الاستقلال و أجيال قادمة تدق به أبواب فرنسا و العالم بفخر و اعتزاز و تخوض معه معركة الحياة بكل عزم .

تأتي الدعوة إلى هذا الشرط بعد أن فضحت جرائم فرنسا في الجزائر من طرف أبنائها ذاتهم سواء أولائك الذين رفعوا دعاوى ضد الحكومة الفرنسية من أجل تعويضهم عن ما لحق بهم من ضرر من جراء التجارب النووية بالصحراء الجزائرية التي كادوا يكونون فيها كباش فداء أو أولائك القادة العسكريون من أمثال أوساريس الذين اعترفوا بما قاموا به من تنكيل في حق المعتقلين من عامة الشعب أو من صفوة قادة الثورة الجزائرية إضافة إلى عدد غير قليل من الباحثين و الكتاب الذين غاصوا في أعماق محيط تاريخ الوجود الفرنسي بالجزائر و استخرجوا منه ما تتقزز منه نفس البشرية و ما يهيج له ضمير العالم .

لن يكون على فرنسا أن تتقبل بسهولة الاعتذار للجزائر على ما اقترفته و هي التي أصدرت قانونا في فيفري 2005 م تمجد فيه ما قامت به من " إنجازات؟؟؟؟؟؟؟؟؟ " في مستعمراتها السابقة و هي التي ما تنفك تشيد ببطولات الحركى الجزائريين الذين باعوا ضمائرهم و إخوانهم و كانوا لها سندا على بلدهم . إن اعتراف فرنسا بما قامت به و طلبها الغفران يعني ضرورة تعويض الجزائرين عن الاستغلال غير الشرعي طيلة عشرات السنين لأراضيهم و خيراتهم و عن استعمالهم هم ذاتهم عبيدا بدون حقوق لاستغلال تلك الأراضي و الخيرات . ان الاعتراف يعني تعويض أسر عشرات الآلاف من الأسر عن فقد أحبائهم بالرصاص الفرنسي و الانحناء طلبا للغفران أمام أقدام نساء عديدات أرادت أيادي دنسة أن تمس شرفهن بسوء و أن تنال من جبروتهم و عزتهن التي سجلها لهن التاريخ عبر مختلف الحقب . الاعتراف هو حق للشعب الجزائري و لمجاهديه و شهدائه على وجه الخصوص و تحية لهم على ما قدموه من جهد و دم طاهر و ما بلوه من بلاء . فهل ستقبله فرنسا ؟؟؟




#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟
- دول لا تحمي زعماءها !!!
- قمة عالمية أم عرس لإسرائيل ؟
- لغة الجزائري
- التكنولوجيا و الفساد
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟
- - رقان - في الذاكرة
- وداعا .......لالة مغنية
- البعد البشري للوجود الفرنسي بالجزائر :درس فرنسا لأحفادها من ...
- عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - اعتراف فرنسا بالذنب ؟