أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - التغيير من الخارج














المزيد.....

التغيير من الخارج


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بدأ مفهوم التغيير من الخارج يأخذ مكانه في الحياة السياسية العربـيـــــــة و الاسلامية ، على ما يبدو ، و يرتب نفسه مصطلحا جديدا بين المصطلحات السياسية المعهودة و يرتقي رويدا رويدا ليصير نظرية سياسية و منهاج عمل لدى المعارضة العربية على وجه الخصوص .

بعد أن كانت الانظمة العربية ساكنة لعقود من الزمن في ظل انظمة ملكية و ديكتاتوريات في شكل جمهوريات لا تعرف من الديمقراطية غير الاسم ، ها هي تهتز اركانها في السنوات الاخيرة على وقع ضربات معارضتها التي تأتيها من الخارج - بمساعدة الأنظمة الاجنبية القوية - في الوقت الذي كان من الممكن جدا أن تجد تلك المعارضة مكانا لها لممارسة نشاطها السياسي في الداخل . ما يحدث في العراق و سوريا و لبنان حاليا هو من أقرب الأمثلة بروزا الى الواجهة عند الحديث عن ذلك و الأمثلة في بلدان أخرى عديدة ، عربية و اسلامية ، و لا داعي لحصرها هنا .

لقد غلب على العقل العربي لفترة طويلة و لعشرات السنين لذة الشعور بالاستحواذ على منبع القوة و السلطة و النفوذ ، و قد أعماه ذلك عما يعانيه الغير من ضرر و عنَت من جراء نظام لا يتغيّر و لا يتبدل في وقت صار الجمود فيه مرادفا للموت المحتوم . لم يفهم ذلك العقل أن العالم في تغيّر مستمر و أن تلميع القديم لن يجعل منه جديدا أبدا و أن التغيير قوة مندفعة لا تتوقف ، مهما طال توقفها فانها سائرة الى الأمام مخترقة كل الأسوار و الحواجز .

ذلك الجمود في العقل العربي الحاكم أدى بالكثيرين الى التفكير في التغيير من الخارج ، و أدى ببعض الحانقين و المتواطئين الى لعب ورقة الاستعانة بالغير بحجج منمقة تخفي في جنباتها المآسي و الآلام ، بالرغم مما يوحي به ذلك من تدخل اجنبي و و ما يبعث به من رائحة عمالة و غير ذلك من صفــات كــانت و لا تزال تحتل المكانة الدنيا في القواميس السياسية و القانونية . لم يعد عار على أولائك الاستعانة بالغري من الخارج و لم يعد يحرجهم التصريح به و التباهي به على على الملأ ، المهم عندهم هو التغيير فقط . و بطبيعة الحال ، لن يكون هذا المنهاج بمنأى عن استغلاله لغيـر المصلحـة العامـــــــة و سوف يكون مطية العديد من الدخلاء لتحقيق مآرب دنيئة تبحث لها عن مبرر ساسي تبحث عنه منذ زمن بعيد .

ضربات المعارضة لم تمر دون أن تحدث في الأنظمة العربية الآثار المختلفة . لد صار الحديث عن الاصلاح السياسي و الحديث عن الليونة في التعامل مع المعارضة حديثا مألوفا لدى الأنظمة المتضررة مع ما رافق ذلك من اجراءات لفتح المجال أمام حرية الصحافة و اطلاق لسراح بعض المعتقلين السياسيين . الاجراءات المتخذة في أغلب البلدان العربية بعيدة عن تكريس نظام ديمقراطي كفيل بتكريس الحريات العامة و الفردية و هي اجراءات شكلية جاءت كرد فعل عما تعانيه من الضربات و الضغط السياسي الداخلي و الخارجي . فهل يجدي ذلك نفعا علما من أجل امتصاص الغضب المعلن و غير المعلن ؟ الصحيح هو أنه لا يمكن في عصرنا هذا ذر الرماد في أعين الناس في وقت صار العالم ملعبا صغيرا يلعب عليه كل الناس و يرى الكلُّ الكلَّ .

رضا محافظي – الجزائر
[email protected]



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم
- الديمقراطية الملكية
- تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
- أمة مسلوبة الارادة
- بأي ذنب …. أولبرايت ؟
- رسالة العقاد و رسالتهم
- لا تزال النفس العربية رخيصة
- لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟
- دول لا تحمي زعماءها !!!
- قمة عالمية أم عرس لإسرائيل ؟
- لغة الجزائري
- التكنولوجيا و الفساد
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - التغيير من الخارج