أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا محافظي - لا بدّ من رضاهم














المزيد.....

لا بدّ من رضاهم


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تشأ الارادات المتصرفة في شؤون العالم أن ينهي بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني مروره على رأس أكبر مؤسسة مسيحية في العالم دون أن ينحني أمام الرغبة اليهودية في تبرئة اليهود مما لصق بهم لقرون عديدة – في الفكر المسيحي- حول قتل المسيح عليه السلام . و قد تم ذلك فعلا و قدم البابا اعتذاره باسم المؤسسة المسيحية و باسم المسيحيين كافة . و ان كان البابا السابق قام بذلك في سنواته الأخيرة على رأس الفاتيكان فان البابا الحالي بينيديكت السادس عشر فضل طرق باب رضا اليهود في بداية عهدته و عبر خلال اجتماعه مؤخرا بحاخام روما الأكبر عن قلقه من انتشار معاداة السامية .

الفاتيكان ليس مؤسسة دينية عادية يمكن التاثير عليها بسهولة من طرف حكومة من الحكومات أو فئة من الفئات و قولها كما هو معروف نافذ لدة المجتمع المسيحي . و ان كان وصل الأمر الى حد ضبط ساعتها على ساعة تل أبيب فان ذلك مؤشر واضح على السيطرة التي وصل اليها اليهود على العقل الغربي سواء في أروبا – بما فيها الفاتيكان - أو في أمريكا . صحيح أن الأمر يُعرضُ على عامّة الناس على أنه مبادرات من الطرفين من أجل محاربة الحقد و المعاداة بين الديانات و الحضارات لكن الحقيقة بعيدة عن ذلك بكل تأكيد . لو كان الامر بذلك الصفاء لتناولت المبادرات محاربة موجات همجية من العنصرية البشرية تعرفها بلدان عديدة في الشرق و الغرب . و بالحديث عن المسيحية و اليهودية تبرز الى المخيلة مباشرة صورة المسلمين الذين اضطهدتهم و نكلت بهم و ذبحتهم القوات الصربية في يوغسلافيا خلال السنوات القليلة الماضية على مرأى و مسمع العالمين المسيحي و اليهودي على حد سواء . المجازر كانت تحدث في قلب القارة الأوربية على مشارف الفاتيكان و لا صوت حر ينبري للدفاع عن أولائك الضعفاء . و لم ينج هؤلاء من همجية أدعياء التحض سوى ارادتهم المجتمعة على صد الظلم . أما في فلسطين ، فان صور الاعتداء الصهيوني اليومي على الشعب الفلسطيني و على الارض الفلسطينية بالقتـل و التدميـرلا تنقطـع عـن الأنظـار و لا تمـر نشرة أخبار يومية دون أن تفتتح بها . و مع ذلك لا حديث عن معاداة العرب و المسلمين و لا حديث عن الرجوع الى العقل و الاحتكام الى الضمير الحي .

أكبر الآثام العالمية اليوم مثلما يصورها لنا الآخرون – و التي قد تدخل يوما من الأيام في قائمة الجرائم ضد الانسانية في القانون الدولي - هي معاداة السامية . أما معاداة العرب و المسلمين و احتقارهم و سحقهم و طمس هويتهم فهي السبيل – عند أولائك - الى القضاء على الهمجية و الى تطهير الارض من قوم متوحشين خطر على الحضارة و على هنــاء البشريـــــة و راحتها . نبي المسلمين يشار اليه علنا في أيامنا هذه بسوء في أوربا المتسامحة و المتسامية على الحقد و الضغائن و لا يتحرك أحد ، اللهم الا بعض التصريحات هنا و هناك التي يستحي و يخاف أصحابها رفع أصواتهم بها خشية أن يتهموا بأنهم ضد الحريات العامة و الحريات الشفردية و ضد حرية الصحافة و حرية التعبير . ليتنا نعرف كيف سيكون تصرف العالم الغربي لو أن أحد مقدساته الدينية مست بسوء بتلك الصورة في العالم العربي و الاسلامي .

البشرية اليوم تشهد ربما أقسى و أظلم تفريق بين الأمم و احتقار للمستضعفين . صارت الحكمة للغالب لا للعقل و الضمير الانساني . القواعد الموضوعة الآن و التي تحكم العالم لا هم لها سوى حماية مصالح معينة ، ايديولوجية و مادية ، حتى لو تطلب ذلك افناء أمم بذاتها ، و هي ليستت في الحقيقة قواعد بقدر ما هي سموم ضخها في جسم البشرية أشخاص مرضى النفوس قد يصلون بالعالم الى نهايته . القاعدة الأساسية الآن في هذا العالم الغريب تقول أنه لا بد من رضا الغالب ، و الغالب اليوم معروف .



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الملكية
- تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
- أمة مسلوبة الارادة
- بأي ذنب …. أولبرايت ؟
- رسالة العقاد و رسالتهم
- لا تزال النفس العربية رخيصة
- لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟
- دول لا تحمي زعماءها !!!
- قمة عالمية أم عرس لإسرائيل ؟
- لغة الجزائري
- التكنولوجيا و الفساد
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟
- - رقان - في الذاكرة
- وداعا .......لالة مغنية
- البعد البشري للوجود الفرنسي بالجزائر :درس فرنسا لأحفادها من ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا محافظي - لا بدّ من رضاهم