أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - طغيان العاطفة في رواية -قلب مرقع-














المزيد.....

طغيان العاطفة في رواية -قلب مرقع-


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


نزهة أبو غوش
طغيان العاطفة في رواية "قلب مرقع"
بقلب واثق وجريء كتبت بيان شراونة روايتها البكر " قلب مرقّع"، التي صدرت مؤخّرا عن دار الجندي للنّر والتّوزيع في القدس مستمدّة أحداثها الواقعيّة من المجتمع الّذي تحياه . ذلك المجتمع الّذي ما زال يهمّش الأُنثى ويستضعفها، رغم القوّة الّتي منحها الله سبحانه وتعالى.
استلّت الكاتبة الشّابّة بيان شراونة قلمها؛ لتعلن حربا ضدّ من يقف عائقا أمام الأُنثى في المجتمع. ضدّ من اغتصب حقوقها وكرامتها وأُنوثتها، وقالت: لا لقيمكم وعاداتكم البالية. لا لظلمكم. لا لقوّتكم الفيزيائيّة الّتي تستغلّونها للأسوأ في حياتكم.
تناولت الرّاوية سالي قلبها، وبدأت بترقيعه بعد أن تعاون على تمزيقه أفراد مجتمعها، وخاصّة والدها، وفتاها الّذي أحبّت خالد، ووالدتها، وسائر أفراد المجتمع سواء كانوا ذكورا أم اناثا؛ علّ هذا التّرقيع يعيد للقلب طبيعته.
وقفت الرّاوية أمام قضيّة شائكة طالما أقلقت مجتمعنا الاسلامي والعربي. هل الفتاة الّتي فقدت عذريّتها لسبب ليس لها به ذنب تعتبر فتاة فاقدة لشرفها؟ ما هي المعايير والمقاييس الاجتماعيّة الّتي يبني عليها المجتمع هذا الحكم؟ ناقشت الكاتبة بروايتها هذه القضيّة وعاتبت المجتمع بأسره على حكمه الظّالم تجاه المرأة.
أدخلت الرّاوية القارئ إِلى المؤسّسات الّتي أُعدّت للأطفال الّذين فقدوا مكانهم بين أهلهم وأُسرهم. تبيّن للقارئ أشياء كثيرة كان يجهلها، ويجهل ما يدور هناك في تلك الأروقة، وأيّ قوانين وعادات تمارس عليهم، وما هي علاقتهم بالمجتمع الخارجي، وكيف يمكن معالجة تلك الفئة المظلومة من خلال المربّين والمربّيات وأصحاب (الدّار، أو السّكن)، كما أطلقت عليها في نهاية الرّواية.
تغلّبت العاطفة على أحداث الرّواية من بدايتها حتّى نهايتها، وقد جهدت لاستدرار عطف القارئ من خلال الرّاوية البطلة، سالي حيث أسهبت في التّعبيرعن عاطفتها الحزينة، الغاضبة، المتألّمة، المقهورة من ظلم والدها الّذي رفض الاعتراف بها، وقد ميّز بينها وبين أُختها بشكل واضح ومباشر، ونبذها، وضربها ضربا مبرحا دون سبب جنته. أعتقد بأنّ العاطفة هنا كان مبالغا بها؛ لأنّ مهما وصل رفض الوالد للمولود الزّائد – حسب رأيه- لا يصل به أن ينتقم منه بهذه الطّريقة المرفوضة عرفا وقانونا.
عاطفة حنان الجدّة وحبّها لحفيدتها واحتوائها لها كانت منطقيّة وواقعيّة؛ لأنّ الأجداد يحبّون الأحفاد ويعطفون عليهم أكثر من أولادهم.
عاطفة الشّفقة والحنان معا من قبل الأُمّ لم تتقبّلهما سالي، بل طمحت بعاطفة أكبر، وحنان ومودّة واحتواء، وتفهّم. أرى بأنّ عاطفة الشّفقة من قبل الأُمّ هي وليدة ضغط المجتمع، فقد خلق منها شريكة رافضة لما وقع لابنتها المغتصبة،؛ لأنّ المجتمع نفسه يرفض، ولا تقدر على مواجهته وحدها. نلحظ في الرّواية كيف استغربت الأمّ عندما تقدّم عريس لطلب يد ابنتها، وهي فتاة غير عذراء. هذا ما حصل مع الأخ الكبير رفعت، إِذ أحبّ أُخته سالي دائما وأحضر لها الحلويات وغيرها، لكنّه حين سمع بأنّها قد اغتصبت ابتعد عنها، ولم يفسّر لها سبب بعده.
عاطفة شعور سالي بالظّلم والقهر وعدم المساندة المجتمعيّة لها، خلقت بداخلها فتاة قويّة جعلتها تقف متحدّية أمام هذا الظّلم، بحثت لها عن عمل في مكتبة، وطوّرت نفسها من خلال كتاباتها للأطفال ومشاركتهم الفعاليات. أمّا الانتقام المباشر فكان أوّلا انتقامها من والدها حين أصبح لا حول له ولا قوّة، حينها أدارت له وجهها وأشبعته كلاما كانت قد خزّنته لمدّة سنوات؛ ثمّ انتقامها الآخر من محبوبها الّذي تخلّى عنها، خالد، إِذ رفضته زوجا بعد تعبيره لها عن ندمه بعد فقدان زوجته بحادثة سير.
أشبعت الكاتبة بيان شراونة عاطفتها بالانتقام لبطلة روايتها سالي من الرّجل القبيح الّذي اعتدى عليها، وأفقدها عذريّتها من خلال تعرّضه لحادثة سير وموته على الفور، وذلك بعد ملاحقة خالد له.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سردية اللفتاوية والجذور
- هواجس نسب حسين والضياع
- الصّراع في رواية -قلبي هناك-
- -حرام نسبي- رواية نسويّة بامتياز
- السخرية في يوميات الحزن الدامي
- الشّاعرة سلمى جبران في ندوة مقدسية
- العاطفة في ديوان دائرة الفقدان للشاعرة سلمى جبران
- الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة
- رواية بلاد العجائب تنصف المستضعفين
- رواية -الهروب- وإيقاع الموت والسياسة
- حركة الزّمان والمكان، في رواية الخطّ الأخضر
- الصّراع في رواية -غفرانك قلبي-، لديمة السّمان
- الرّمزيّة في ديوان-أجنحة الحنين-
- الزّمان والمكان في رواية -أميرة-
- هوان النّعيم رواية توثيقية لجميل السلحوت
- الهواجس والاحلام في رواية - وراء الفردوس-بقلم نزهة أبو غوش
- العاطفة في رواية-لحظات خارجة عن الزمن-
- قلادة فينوس رواية الخيال الجامح
- العنقاء أبدًا لإلهام أبو غزالة
- قراءة في رواية ظلام النهار


المزيد.....




- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - طغيان العاطفة في رواية -قلب مرقع-