أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - هواجس نسب حسين والضياع














المزيد.....

هواجس نسب حسين والضياع


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


نزهة أبو غوش:
هواجس نسب حسين والضياع

في نصوصها الأدبيّة في هواجس الماء...أُمنيات الزّبد تستحضر الكاتبة الفلسطينيّة نسب أديب حسين أدواتها الفنيّة لتصقل لنا فنا أدبيا مميّزا.
الطّبيعة وعناصرها المختلفة كانت أداة ووسيلة استخدمتها الكاتبة؛ من أجل إيصال فكرتها. ناجت البحر والنّهر والموج والنوارس، وخاطبت السّحاب الأبيض والزّبد. خاطبت العصافير والأشجار الخضراء، وعبّاد الشّمس والشّمس المشعّة في السّماء. كان البحر ملجأ وملاذا للكاتبة نسب أديب حسين شكت له همّها وحزنها وألمها وألم شعب ضائع." البحر ليس فقط من ماء وأهازيج موج، البحر من يلملم حصى عمرك وأزاهيرها" ص52.
طفت لمحة الحزن على وجه بحرها ونهرها وسمائها " نحتفي عند طرف غابة صغيرة بوجودنا معا. وكان قربنا يغنّي نشيده. يخطف من قلوبنا ألحاننا الحزينة" ص 142. سيطرت فكرة الموت والفراق على نصوص الكاتبة نسب فجاءت عباراتها بلغة حزينة مؤثّرة في نفس القارئ، تسحبه معها إِلى عالم آخر بعيد جدا عن هذه الحياة.
عالم تلك الطّفلة – نسب- الّتي فقدت أباها في الغربة، فظلّ قلبها ووجدانها معلّقين هناك، غريبين تنكرهما الأشياء مثل النّهر والبحر و... الّتي هي أدواتها الفنيّة كما ذكرت سابقا.
" أتأمّل ظلّه في جلسته على مقعد قريب وأُكرّر السّؤال: " لماذا تخلّى النّهر عنّي يا أبي؟" لغة الحلم والمناجاة شكّلت دورا، بل ونالت حيّزا في نصوص الكاتبة حسين. الحلم ونفسه تشكّل بشكل لولبي ليصنع لنا الهواجس، فأنت كقارئ تجد نفسك تعيش ما بين الحلم والواقع، يصعب عليك الرّسوخ عند أحدها. حلمت الكاتبة بالماضي الحاضر المؤلم والمستقبل المجهول." انطفأ سراج روحي سريعا،...أزيح وجهي لأنظر صوب النّهر وأوارب بدموعي عنه، تساءلت: أهذا هو قدرنا مع هذا الوطن؟" ص140.
في هواجسها شكّلت الكاتبة نسب أدب حسين فلسفة جديدة، تصل بالقارئ نحو الحكمة والتّأمّل: " حين يجد المرء نفسه ساقطا في قعر الكأس، فمن الجيّد أن يتسلّقه، ويجلس على حافّة وينظر إليه من فوق، فكلّما اختلف الموقع اختلفت الرؤية" ص140.
في نصوصها كتبت نسب عن الضّياع ص 73- 74. فأبدعت وجاء النّص معبّرا عن ذلك الضّياع؛ رغم أنّنا نشعر بأنّ حالة الضّياع النّفسي والعاطفي والجغرافي وضياع الهويّة بارزا في معظم النّصوص، وليس فقط تحت هذا العنوان بالذّات. فجاءت أحيانا مباشرة، وأحيانًا أُخرى رمزيّة " لماذا ألبستموني ثوب القداسة وبالنجوم رصّعتموه؟ ليست السّماء أرضي أو حدود الملكوت، هناك على الأرض بينكم هويّتي" ص75.
ضياع الوطن ودماره عبّرت عنه الكاتبة بصورة بسيطة وتلقائيّة " كان بقرب هذا البيت قد هُدم، ولم يتبقّ في هذا الجزء من المتنزّه سوى بيت وحيد معصوب العينين" ص114.
بكتت نسب أديب حسين الشّاعر عمّها الفقيد. كتبت له وعنه.عن حياته ومماته، وعن مشاعرها وحزنها لفقدان انسان تألّم من أجله كلّ عربي في هذا الوطن، شاعر ترك خلفه قصائد تردّد وتغنّىى كلّ يوم: " منصوب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي...في كفّي قصفة زيتون وعلى كتفي أمشي، وأنا أمشي ..." في بغتتها الحالمة وهواجسها مع الماء والزّبد أدخلت الكاتبة الكثير من الاستعارات الكنايات والمحسّنات البديعيّة، الّتي كان وجودها ضرورة؛ من أجل الوصول إِلى الهواجس الّتي أرادتها الكاتبة" وربّما تلك الموسيقى المهفهفة في روحي ليست سوى صدى شلّالات تتساقط عند مدخل المدينة" ص122.
إِنّ أهمّ ما يميّز نصوص الكاتبة في هواجس الماء...أُمنيات الزّبد هو لغتها الشّعريّة الّتي أضفت على النّصوص رائحة مميّزة تحمل هواء البحر والصّحراء معا.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصّراع في رواية -قلبي هناك-
- -حرام نسبي- رواية نسويّة بامتياز
- السخرية في يوميات الحزن الدامي
- الشّاعرة سلمى جبران في ندوة مقدسية
- العاطفة في ديوان دائرة الفقدان للشاعرة سلمى جبران
- الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة
- رواية بلاد العجائب تنصف المستضعفين
- رواية -الهروب- وإيقاع الموت والسياسة
- حركة الزّمان والمكان، في رواية الخطّ الأخضر
- الصّراع في رواية -غفرانك قلبي-، لديمة السّمان
- الرّمزيّة في ديوان-أجنحة الحنين-
- الزّمان والمكان في رواية -أميرة-
- هوان النّعيم رواية توثيقية لجميل السلحوت
- الهواجس والاحلام في رواية - وراء الفردوس-بقلم نزهة أبو غوش
- العاطفة في رواية-لحظات خارجة عن الزمن-
- قلادة فينوس رواية الخيال الجامح
- العنقاء أبدًا لإلهام أبو غزالة
- قراءة في رواية ظلام النهار


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - هواجس نسب حسين والضياع