أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - وزارة التقوى و تبديد المال العراقي














المزيد.....

وزارة التقوى و تبديد المال العراقي


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 07:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المؤسف حقا أن نعيش في منطقة تعتبر قلب العالم النابض "أو من المفترض به أن يكون" و نعني بذلك الشــرق الأوسط ، و إذا بنا نعيش في منطقة هي أحط مناطق العالم من حيث شدّة التظاهر بالدين و في نفس الوقت نجد المسلم "الشرقي" لا يتورع عن القتل و الاغتصاب و التخريب تحت شعار "الجهاد" و "الغيرة" و "الشرف" و غيرها من الكلمات الرنانة .
فها هي قضية الرسوم الكاريكاتورية و التي أصبحت علكة للمنافقين و المرتزقين باسم "الدين" و "المشاعر القومية" و كأنهم يذوبون غيرة على الإسلام ، لكن في الحقيقة فإن العالم الإسلامي "المتخلف" و "الصنمي" صامت عن عُريّه و خلاعته اللا أخلاقية و خلقه برامج "القتل" و "الكراهية" و "التفجير الانتحاري" ، حقيقة فقد خلقنا إسلاما يناسب أذواقنا و شهواتنا ، فنحن "مجاهدون" حينما يكون طغاتنا و حكامنا الذين يورثون كل شيء حتى الكراسي ، في خطر أو هم على حافة السقوط .
و نحن "غيورون" كل الغيرة حينما يتعدى الآخرون على أوهامنا ، فنحن "خير الأمم"!! و إن كنا أكثرهم مذلة و فقرا و تعصبا و وحشية ، حينما يقوم الحــاكم ـ المحلي ـ بالذبح و التعذيب و بناء المقابر الجماعية و إفقار الناس و خلق طبقة من الأغنياء المترفين ، فليس في ذلك شيء لأنه "ابن الوطن و منا و بينه"!! لكن بمجرد أن يسقط الأمريكي أو البريطاني أو حتى اليهودي ، أصنامنا و طغاتنا ، تشتعل القلوب غيرة و شوقا إلى "الجهــاد" و "المدافعة".
و كمثال على ذلك ، ما يفعله الآن وزير النقل "ســلام المــالكي" من إلغاءه عقودا مع شركات دانيماركية بحجة أن صحفيا دانيماركيا رسم كاريكاتيرا عن نبي الإسلام ، متناسيا أن الدولة الدانيماركية لا علاقة أو سيطرة لها على الصحافة ، و لعلمكم أيها الأخوة القراء فإن دول العالم لو اتبعت منهاجنا "الإسلامي هذا ـ و أنا على يقين أن الإسلام لا يقر هذه الحماقات المرتكبة باسمه" فالحياة سوف تتوقف و الناس سيتحولون إلى متسولين لأن أعمالهم معطلة ، سأفترض أن كاتبا عراقيا "و هو افتراض طبعا" تعرّض للسيد المــــسيح "ع" بصورة ما أو أنه تعرض لشخص بــوذا "ع" ، و هنا طالبنا الدانيماركيون بالاعتذار رغم تلوننا الثقافي ، بدءا من الملاية و رجال الدين ، مرورا باللبراليين و الشيوعيين و انتهاء بالإسلاميين و القوميين ؟!! فهل نحن مسئولون عن تصرف هذا الكاتب ؟!! و أين ستكون الديمقراطية و الحرية يا ترى ؟!! و ماذا لو قرر الغرب و الشرق و العالم الديمقراطي بمقاطعتنا ؟!! المؤكد أننا سنموت جوعا .
الغلطة الكبيرة التي ارتكبها وزير النقل "المحترم" أنه يقوم بهذه الحــملة الدعائية لنفسه و جماعته على حساب دماء العراقيين و أموالهم ، فبإلغائه هذه العقود سُيحمل خزينة الدولة "و هو مال الشعب العراقي" أن تدفع "تـــعــويــضــات" لهذه الشركات ، بالتالي ضحك علينا السيد الوزير فدفع أموالنا لشركات "قــاطعها"!! و أظهر بالمقابل مبلغ "التقوى" و "الغيرة" التي يكنها للدين ، و في النهــاية المواطن المسكين هو الخاسر و هو الضحية لأن مشاريعه الإنمائية تعطلت بفعل وزيـــر يعمل لصالح جيبه و لصالح دول الجوار ((إيران و الإمارات)) و كان عليه أن يسمي وزارته "وزارة التقوى و الورع" .
لا بد للحكومة العراقية من تتصدى لهكذا قرارات لا تراعي مصلحة المواطن و أن تعلم الحكومة أعضائها أن العراق الجديد لا ينجر وراء هذه المشاعر التقوية و على حساب المال العام ، لو كان الوزير احتج و رفض و شجب "كشخص" لما كان لدينا أي اعتراض ، لكن أن يتظاهر بمشاعره الدينية على حساب الدولة العراقية ، فهو أمر مرفوض و سخيف إلى حد أننا نشعر بالأسى على عراقنا الجديد أن ينجر وراء ألعاب الصبيان .
و أدعوا العلمــاء و المراجع أن يعلنوا أنهم يرفضون المتاجرة بدم العراقيين و أرزاقهم بهذا الشكل المبتذل ، و لماذا لم يقاطع السيد الوزير دولة "الأردن" التي كانت و لا تزال تبعث لنا بالإرهابيين و الانتحاريين .
لماذا لا يعلن السيد الوزير "حفظه الله و رعاه"!! عن مقاطعته لهذه الجمهورية الإرهابية الإيرانية التي تسمي العراقيين المذبوحين "قـــتلى"!! و تسمّي إرهابيي "حــــماس" و "الجــهاد" الشيطاني "بالشــهداء"!!.
يجب أن يقال هذا الوزير الذي يبدد المال العراقي و أن نكف عن هذه المهازل و إلا صوّت الشعب في الانتخابات القادمة لآخرين ، و حينها لن ينفع الندم .



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..
- ماذا سيحدث .. لو انتصر -الإرهاب-؟!!.
- أوهام السيد قادر .. من صنعها !!
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!
- مهزلة العقل الإيراني
- ماذا بعد .. الانتخابات !!
- الأمة العراقية .. المشروع الحقيقي للبناء
- طريق الحُرية .. من العراق إلى لبنان
- هل تنكر الحكومة الإيرانية غدا .. مأساة الطّف !!
- مؤتمر الوفاق الوطني العراقي .. الضّحايا و الجلاّدون !!
- كيف غرق - الحكيم - في وحل .. نجاد !!
- سُنّة معاوية !! .. شيعة معاوية !!!
- دعوة إلى المفكّرين و الكُتّاب و الصّحفيين العراقيين
- مُفكّرون و مخرّبون .. و .. خفافيش الظّلام
- سقوط (( الثّقافات )) الانحطاطية ..-
- التاريخ : عندما يكتبه .. الإرهابيّون
- (( الإخوان المسلمون ... و التدمير المزدوج )) !!


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - وزارة التقوى و تبديد المال العراقي