أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عطا مناع - نكبتي ولجوئي : سقوط سور الدهيشه اللعين 2















المزيد.....

نكبتي ولجوئي : سقوط سور الدهيشه اللعين 2


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 16:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما احوجنا لمراجعة الذات ، كنا نهرب من مواجهة واقعنا بالتقوقع في رحم نرجسيتنا الهشة معتقدين اننا نعتنق مفهوم النقد والنقد الذاتي قولاً وفعلاً، لم نكن نعلم وقتها ان الامراض التي تعصف بنا الان كانت تنهش فكرنا الذي انهار امام اول منعطف.

كانت الجماهير هي السياج الحامي للحركة الوطنية التي تركتها وحيدة تجاهد لاستيعاب الواقع الجديد، واقع كشف اللثام عن حقيقة ان شريحة لا بأس بها من الصف الاول تعاني الهشاشة المزمنة ولم تستوعب المستجدات، من هنا كان الانهيار الذي نواجهه بالإنكار حتى يومنا هذا.

لقد تنازلت الحركة الوطنية في فلسطين عن سلاح الجماهير، الجماهير التي دفعت الثمن الاكبر من بطش الاحتلال، واتفق بأننا لسنا بصدد محاكمة مرحله، لكننا ملزمين وطنياً وفكرياً تسمية الاشياء بمسمياتها، لأننا بذلك نقصر المسافات ونفهم كيف وصلنا الى ما وصلنا اليه من بؤس.

الان نجاهر بأن لا مقدسات، لكن في الماضي كنا اسرى للمقدسات التي اوجدناها بمحض ارادتنا، تلك المقدسات التي عبرت عن نفسها بشخصيات نرجسيه وأخرى انتهازيه ما مهد الطريق امامهم لإسقاط امراضهم التي لم تشخص في حينه.

انتفاضة الحجارة كانت بمثابة الحلم والصدمة، لقد ضيقت الفجوة وقفزت عن الامراض التي سادت تلك المرحله، وإلا ماذا نفسر ان يتحول القادة لمطبعين ؟؟؟ كيف نفهم ان يترجل القائد الذي كان يشكل قوة مثل لرفاقه ويختصر معانيات جماهيره ببعض الامتيازات الفتات.

الانتفاضة الاولى كان لها فعل السحر، لقد رفعت الروح المعنوية للشعب، لذلك كل الشعب انخرط في المقاومة الشعبيه، كل الشعب جاهر ودون تردد بانحيازه لقيادة الانتفاضه، لهذا كان شعبنا ينتظر بلهفة بيانات القيادة الوطنية الموحدة ويتلقفها ويجسدها بتكلفه صفر مقارنة بأيامنا هذه.

اذن وحسب مصادري قررت الجبهة الشعبية اسقاط الحائط " كان يعرف باسم الشيك" ، كان قراراً مغامراً، الفكره كانت من حيث المنطق مغامره وعدميه، وخاصة ان دوريات جيش الاحتلال كانت تلازم الشارع الرئيس للمخيم على مدار الساعة اللهم انهم كانوا يرتاحون في ساعات الفجر قبل ان يعودوا لحركتهم.

طرحت الفكرة على حركة فتح والحزب الشيوعي فلاقت قبولاً واندفاعاً غير مسبوق، لكن التعقيدات وكما يقول المصدر تكمن في ترجمة الفكره، فجبات الاحتلال التي تجوب الشارع الرئيس ينتصب على مقدمتها رشاش يمكن ان يحصد الكثير، والسور الدهيشي بالنسبة للاحتلال مقدس، وحجم هذا السور بحاجة لمئات الدهيشين لإسقاطه، ويقول لي مصدري : بحسبة بسيطة نحن امام مئات المواسير المدعمة بمواسير جانبيه، وكان هذا بحاجة لكم بشري هائل وأدوات.

تم تدارس الفكره في حلقة محدودة لخطورتها، وكما اسلفت كان هناك اجماع لان المخيم بحاجة لرفع روحه المعنوية جراء عمليات القمع اليوميه من قبل فرق جيش الاحتلال الراجلة التي تباشر نشاطها من ساعات الصباح حتى فجر اليوم التالي.

دائماً تحدث ألمفاجآت لقد قرر الحزب الشيوعي عدم المشاركة في هذا العمل لخطورة، بالفعل كان خطيراً، لكن القرار كان ارتجالياً، وتؤكد المصادر ان المسئول ألميداني مسئول ألتنسيق في الحزب الشيوعي توجه لسكرتير الحزب في ألمخيم هذا المسئول قرر عدم المشاركه لعدم اقتناعه بالفكرة التي وصفها بالمغامره ، مسئول التنسيق في الحزب غضب من القرار وقرر ان يشارك بطريقة الخاصة ، تؤكد المصادر انه عمل على توفير بعض المعدات والمقصود بها المناشير التي ستستخدم لقص المواسير، كان العمل يدوياً بامتياز.



كأنني اجد علاجي لقهري، الاستعانة بالماضي على الحاضر علاج ينجينا من الوقوع في براثن ألتيه الماضي بكل سلبياته ومساوئه جميل لم يكن للبرجوازية الصغيرة أنياب كان الفكر الانتهازي الكامن في اعماقنا مسيطر عليه، وما ان جاء اوسلو تشتتتا بعضنا انكفاء على نفسه معلناً التوبة، والبعض الاخر ارتضى الرصيف يراقب بصمت ووجع لا علاج له ، اخرون تجاوزوا كل الحدود ذهبوا للتطبيع متسلحون بتاريخ وفكر يغطون عوراتهم ولكن الى حين ، اما الصفعة فكانت بارتضاء بعضنا لنفسه بان يقتات على فتات المرحلة الجديدة تحت شعار ألحق عن أي حق يتحدثون ؟؟؟؟ لقد اداروا الظهر لجماهيرهم.

اذكر تلك الليلة كما ألان كان الجو عاصفاً وبارداً، المخيم يكتسي بالسواد وعزة النفس المعمدة بالقمع أليومي كان حال المخيم كأسنان ألمشط البيوت لها ارتفاعات متساوية ، العادات الغذائية واحده الوجوه لها ذات ألطله لم يظهر الحقد الطبقي بعد فالشعور بالاختلاف جاءنا مع أوسلو اوسلو اوجد العشرات من البرجوازيين في المخيم ما وجه لثقافة التكافل والتطوع ضربة في الخاصرة.

لماذا استحضر تلك الايام ؟؟؟؟ الدهيشيون اسقطوا الحائط اللعين ، لماذا نفتش في الجرح في زمن فرغ البشر من محتواهم ؟؟؟؟؟ استحضر حال المخيم في ذلك الزمن ولا اقوى على المقارنة قبل ايام تابعت ما صدر عن السيد جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بخصوص حائط ألبراق لم يعجبني لن يتطوع السيد الرجوب بما قال ، لماذا يخرج مسئول فلسطيني بحجم السيد الرجوب ويتبرع بحائط البراق لهم ؟؟؟؟ فلسطين لكل الفلسطينيين الاموات منهم قبل الاحياء وتحديدا للشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن ألقدس ثورة البراق ستبقى حاضرة في التاريخ الفلسطيني ولا ينجح في شطبها احد.

قال لي مصدري كان الوقت كالسيف، ساعة واحدة لا أكثر الشارع الرئيسي للمخيم خطير جداً ، الفرصة سانحة فقط عندما يتم تغيير الدوريات في مقر الحكم العسكري ، والفترة الزمنية الممنوحة لشباب المقاومة الشعبيه ساعة على ابعد تقدير ، اذن يجب ان يكون التخطيط دقيقاً.

قبل الأذان شوارع المخيم والرذاذ القادم من السماء وكأن الله يبارك من عقدوا العزم على المشاركة في لحظة الحرية تلك ، كلمح البصر بداء الملثمين بالكوفيات السمراء والحمراء يظهروا في الازقة والحارات، كما علمت وللحفاظ على حياتهم وأمنهم ابلغوا بالمشاركة قبيل ساعة الصفر بوقت قصير ، في لحظة كان مئات الدهيشيون الملثمون يعانقون الشارع الرئيس حيث الجدار ، كان الصمت مطبقاً على ألجميع العمل ثم العمل ثم ألعمل امكانيات متواضعة جداً ، مناشير بسيط ومقصات تستخدم لقص الاسلاك.

تناوب اكثر من ملثم على قص الماسورة الواحدة ، فإذا تعب احدهم تقدم الأخر وإذا اتلف منشار هناك من يعيد الحياة له ، كان مشهداً يستحق ان يشاهد ، عاش المخيم سيمفونية الحرية ، كان الرذاذ ينعش النفوس ويقوي العزيمة ، وكانت الهمم عالية ،همم تنتظر ردة الفعل لدى الاحتلال.

بالفعل وبعد مضي اقل من ساعة ظهر جيب عسكري قادم من مقر الحاكم العسكري ، يقول الراوي كان السور واقفاً بإرادة ألمقاومين لقد قرروا اسقاطه مرة واحده ، كان الجيب العسكري يتحرك بعادية غير مدرك ما ينتظره.

فجأة صدح صوت الله وأكبر كان المسجد لم يطلق الاذان بعد ، مئات الحناجر صدحت بصوت واحد زلزل ارجاء ألمخيم لقد صحى المخيم على الهتاف ، وقتها عرفنا ان هناك حدث كبير.

اقترب الجيب العسكري ليصل محطة الوقود التحتا ، وبهمة رجل واحد، وقف اكثر من مئتي لأجيء فلسطيني واحكموا قبضاتهم على المواسير التي قصت مسبق،جاء صوت الله واكبر مجدداً من سقوط مدوي للسور الذي احكم قبضة على ألمخيم طويلاً لقد كان الحال بعد سقوط السور يختلف عما قبله ، اتوقف هنا لأسرد لكم عن الحال الذي عاشه المخيم بعد اسقاط السور.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبتي ولجوئي:سقوط سور الدهيشه اللعين ج 1
- نكبتي ولجوئي : في مثل هذا اليوم مات ابي
- نكبتي ولجوئي : قوارض تقتات الحقيقة
- نكبتي ولجوئي: شكراً اسرانا
- نكبتي ولجوئي: الشعب في خطر
- نكبتي ولجوئي : عزيزه هي السبب
- نكبتي ولجوئي : الجماهير على حق
- نكبتي ولجوئي : الحجر والبشر
- نكبتي ولجوئي : العجز يطحننا
- نكبتي ولجوئي
- لماذا لا نتضامن مع اسرانا المضربين عن الطعام !!!
- كل عام وبرجوازيتنا بخير
- خضر عدنان: سحقا لك
- اضراب الاسرى والحقيقة المره
- اضراب الاسرى: الحقيقه كل الحقيقه للناس
- تفجيرات الكنائس: سأضع رأسي في الرمل
- غزة أبشع كوابيسنا
- وثيقة حماس : من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات 1
- عيد جميع المجانين
- في ذكرى اليوم الذي كان خالداً


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عطا مناع - نكبتي ولجوئي : سقوط سور الدهيشه اللعين 2