أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة المعرفية.














المزيد.....

المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة المعرفية.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 21:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة المعرفية.

أحداث تأريخية كثيرة يمكننا أن نجعل منها مصدر للمعرفة خلافا لواقعها وخلافا للمنطق العقلي المعاصر، وقد يمس هذا القول الكثير من متبنياتنا العقدية (عقائد دينية) وكثيرا من أفكارنا المقدسة، ولكن الواقع العقلي يقول لنا لا بد من المصارحة مهما كانت النتائج الصادمة تلقي بضلالها على الفكر الفردي والجمعي للإنسان، من هذه الأفكار والأحداث التأريخية ما يمثله طور فكري نمطي مقولب سماه البعض بقصص الأنبياء أو سير الصلحاء وعلاقة ذلك بما رتب على معارفنا من خطوط وأشكال تصورية، تحولت بفعل الزمن إلى جزء من المسلم به الغير قابل للنقاش.
لا أريد أن أناقش فكرة النبوة من حيث علاقتها بوجود الأديان أو أرتباطها بالسماء ورمزيتها المقدسة رب الأرباب، ولكن علينا أن نستحضر أيضا قيم العقل والمنطق في قراءة هذه الأفكار والأحداث وما نتج عنها من معرفة مصونة من النقد، ومقارنتها أيضا بالتاريخ البشري للمعرفة الإنسانية خارج الدين، قد يقول البعض أن الأساطير والخيالات الشعبية والأرث الفكري المنقول عبر ألاف السنين ومنها مثلا قصص الأنبياء لم تعد تعني للواقع المعرفي الآن شيئا مهما، والقول جوابا أن هذا القول صحيح جدا ومناسب جدا في مجتمعات تركت خلفها جثة التاريخ وتبحث عن غدها في حركة الزمن المشتعلة تجديدا وتنويرا.
مجتمعات ما زالت تؤمن بقداسة الحجر لأن نبيا أو مصلحا وطأ هذا الحجر أو لمسه لا يمكن معها أن تنسى المعرفة التأريخية المقدسة، ولا يمكن أن تنجح أفكار الزمن الحديث في إعادة ترتيب أولويات العقل المعرفية، لا سيما وأن الحث والتذكير والتركيز المزمن على أستحضار كل ما له صلة بهذه المعرفة على أنها نقطة البداية السليمة التي لا بد منها للصلاح والإصلاح، قد يلوم البعض الدين أو الأنبياء أو حتى رب الأرباب الكبير على ما يجري ويتهم هذه الأطراف أنها هي المسئولة عن تفشي التمسك بالمعرفة التأريخية على مر العصور بسبب ربط قواعد الإيمان الديني بالرموز، ومن الأمثلة على ذلك بيت الله في مكة ومقام إبراهيم أو قبة الصخرة وغيرها من الأمكنة والرموز المادية التي ترتبط بقصص الأنبياء(حدث مقابل شخص) في علاقة رمزية تنتمي للعقل الروحي وليس للعقل المعرفي.
الدين طبيعيا يسير سواء أكان فعلا منزلا من جهة فوقية راعية للوجود البشري أو مستقاة من خيال إيجابي تصوري لهذه القوة، فهو بالأخر يعمل في حدود بناء عالم له أسس عقلية أكثر من مظاهر الطاعة والتسليم، لأن العاقل الذي أسس الدين وصاغة بالشكل الذي وصل للإنسان يعرف جيدا وبإحساس أكيد أن العقل الإنساني لا يمكن خداعه دائما وأبدا، ويعرف أيضا أن العقل هذا يمكنه أن يكتشف في لحظة تأريخية كل عقيدة تكمن قوتها أو سرها خارج المنطق العقلي، لذا حرص خالق الدين أو متبنية على مراعاة حاجة العقيدة لما هو مقنع وعقلاني وضروري كي يستمر الإنسان مؤمنا ببرامج الدين.
السؤال هنا إذن من جعل من المعرفة التأريخية هذا الوهج القداسي وبسط للعقل البشري قوة الرمز مكان زائدا شخص في معادلة القداسة، ومن ذا الذي يحرص على بقاء الأزمة مستمرة دون توضيح أو سعي حقيقي للفصل بين الرمز والمرموز؟ المؤكد هناك جهة ما ومعرفة وصاحبة مصلحة في تشويه العلاقة بين الدين والعقل تمارس دور الناص والديان خلافا لماهية العقل وجوهر الدين الفكري، العقل عندما يقبل معرفة ويؤمن بها أو يشارك في صنعها أو خلقها فأنه يمارس أيضا دور الرقيب والمصحح للسيرورة، من هنا كانت حرب الأفكار بين من حرف الدين وجمد نظام العقل عند قيمة المرموز تتركز على تغلي العقل الروحي على العقل المعرفي، وهذا ما نجحت به فلسفات ورؤى أعتمدت أحقية التأريخ في إعادة صياغة الحاضر والمستقبل من خلال التمسك القوي والأكيد بالرمز والمرموزية.
وحيث أننا أفراد في مجتمعات تأريخية رضخت بالفعل لهذه الفلسفة المصاحبة لسياسة قهرية ضد الإنسان كفرد معرفي خالق، وأيضا الإنسان كعقل لا بد له أن يعيش نظامه ويفعل مدارات إدراكه وتضررت وجوديا من هذا النمط المعرفي الذي غلفه الكهنوت برداء المعصومية والقداسة وسلحه بالخوف والرهبة، علينا أن نواجه بشجاعة هذه المعرفة من خلال النقد العلمي وم خلال إعادة نمذجة العقل العربي والمسلم نحو أبنية معرفية وثقافية جديدة تؤسس مشروعها على أن التأريخ مهما كان قويا وجميلا لكنه في الواقع العملي تحول لجثة هامدة غير قادرة على أن تحرك ذاتها فلا مناص من عجزها أن تحرك زمن ومجتمع وواقع حال هو يتحرك بفعل وعيه بالوجود ووجوده بالوعي.
إذا المسألة ليست بحثا في تأريخ ولا نبشا في مقبرة أموات بقدر ما هي فرز جاد ومنتج لمصانع المعرفة الحقيقية عن بقايا خرافات وأساطير وأفكار كان لها دور ما في زمن ما، نجحت أو فشلت في هذا الدور تلك مسألة أخرى، ما يهمنا اليوم كعقل إنساني يواجه إشكالية المعرفة وإشكاليات تحدي الزمن أن يبحث عن معوقات تناقض الرغبة في التحرر من هيمنة التأريخ والخشية من الخوف واللعنة التي ستلاحق العقل في تجرأه على المعرفة المقدسة، اليوم العقل العربي حقيقة بحاجة إلى تطهير وقلع ورفض الكثير من مغيبات التمرد الذي يقود للخلاص، وأول تلك المشاريع أن نرمي التأريخ كأرشيف وحدث وفعل في ملحدة الزمن ونعود بعقلنا كاملا إلى الغد وإلى حقنا الطبيعي أن نمارس ما يمكن أن ينقلنا من الرموز الأسرة إلى الأفكار الناقلة بسيرورة الزمن وصيرورة الحداثة الضرورية قبل أن نفكر في زمن ما بعد الحداثة أو ما بعد بعدها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي
- لا تلعن الريح ...... ولا تلعن الخطيئة
- سؤال وجواب
- الدخول إلى قلب المدينة ح 9
- الدخول الى قلب المدينة ح8
- الدخول الى قلب المدينة ح7
- الدخول الى قلب المدينة ح6
- الدخول إلى قلب المدينة ح5
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل
- الخوف والتردد في نقد التابو (المحرم المقدس) ودوره في تحرير ا ...
- حوار صامت 33 الأخير
- حوار صامت 32
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة المعرفية.