أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ( في فضاء الحرّية ) جزء الرابع .















المزيد.....

( في فضاء الحرّية ) جزء الرابع .


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


الكلمات تزهو كفاكهة الصيف على الغصون
زغردة قبائل الطيور, والعصافير على الأشجار
تغمر العالم
بامواج الفرح , والحبور
هي مثل سمفونيّات متنوّعة
تمنحها الطبيعة للبشر
هبة من الله الخالق العظيم .
انّ هذه العطاءآ ت المتداعية
مثل شلّالات المياه المتساقطة من الجبال
تشكل الواناً لانظير لها
كقوس قزح سماوي .
شجرة توت بريّة يتيمة , ومتوحّدة
في وسط سهل يفترشه بساط من العشب الاخضر .
كانت تحت تلك الشجرة
قيثارة مقطوعة الاوتار
شددت لها نياط قلبي ,
وضخخت لها دفقات من دمي القاني
ليضيف لها لحناً جديداً
له ميّزته
بين مفردات الحان الطبيعة الشجيّة ,
كل ضربة وتر
تغرس نغماً
خارج ابجديّة الالحان , الكلاسيكيّة .
ومثلما ينشقّ في منحدر الجبل
مجرى يبعث على تحفيز البذرة
المتدثّرة بالسبات
لبعث شجرة مثمرة
يفخر بها التراب
عند تسلسل تصاعدي
واصطفاف
قبيلة الاشجار
في كرنفاليتها لاحتفاليّة
خارج لوحة العقم ,
و معرض الذّبول ,
وانعدام الحركة .
الفراشات تدور
حول تلك القيثارة
الى ان تحوّلت انغامها
الى شتلات ورد نغميّة
موشّحة بالالحان
ومثقلة بالعبير .
عبرت باجنحتي البيضاء
كلما هو عصي على الطين ,
وغصت الى اعماق المجهول
في قعر الماء
بحثاً عن مكنونات المحّار المغتبط بالدرر
التي يبحث عنها الغوّاصون .
دوران الفراشات حول منهل الرحيق
هو البحث الاكثر جدّيّة
في حدائق الله المبدع للاشياء .
الاصغاء لموسيقى الطيور والاشجار والانهار
ينعش الروح ,
وينثر الفرح
ويلقي بالهموم
الى فضاءآت السلوان .
الثمار الناضجة
تعلّق قناديلها فوق الغصون
قد لا تصلها بعض اصابع القطف
للانسان السادر
والذي خدّرته كبسولة الكسل
والانسلاخ عن الطموحات الانسانيّة
التي تودّ ملامسة النجوم والصعود للقمم
العصيّة على المتسلّقين .
القوارب تودّع شواطئ الانهار
محمّلة بالحصاد , و الثمار, ومفردات الغذاء
قاصدة اسواق المقايضة
ومبادلتها بفلّزات الحديد
وحبيبات النضار
وخرز الفضّة
وبراميل النفط
مقابل قناني
ماء الشرب المعقّم
ونحن ابناء بلاد ما بين النهرين
الوقوف على شواطئ الانهار,
الاستغراق في التأمّل
دون حفر وبذر
يقدّم لك رغيفاً
رسمه فنان متسوّل
على قطعة قماش التقطها من القمامة
والى جانبها قدح ماء
رسم في سفح جبل رخامي اجرد ..
تلك هي اللوحة
بين المتحرّك والساكن .
امشي على الجرف
لالتقط من فوق الرمال
ما تلقي الامواج بهبات النهر من القواقع
لاُطعّم اصدافها فوق خشب الابنوس الاسود
لصنع آثاث تليق بصالات ملكيّة .
انصت لأبجديّة الانغام التي تطلقها امواج البحر
وهبوب الرّياح ,
واصوات الطيور,
وصهيل الجياد ,
واصطفاق الغصون
والابواب التي تعزف موسيقاها
عند الدخول والخروج
اميل الى سماع
صوت ببغاء يحاكي الانسان
الى جانب انين النواعير,
ورنين الأجراس
واغاني فيروز
التي اكتسبت اسمها من فيروز شواطئ البحار .
كلّ هذه التصوّرات
تعكس لي مهرجان الطبيعة وما يحدثه في النفوس
من استرخاء الاعصاب المشدودة ,

وطمأنة النفوس
واشاعة الصفاء , و
اعتدال الطقس الملامس للروح
بزغب العصافير .
وبين الانكسار والارتقاء
اسجل حضوراً
وشاهداً على عصر تتجاذبه التناقضات
التي حيّرت العقول الراجحة
: فالبشريّة تعبّرعن صياغة مسرحيّة
تمثّل بين قطبي الملهاة والمأساة
والجماهير عبارة عن (قرقوزات) ودمى
يلعب بها الاطفال الكبار ..
من مخضرمين وجدد يخبّؤون
تحت جلودهم العنقاء
يتطاير منها غبار الموت
ليحوّلوا الآخرين الى رماد . .
لا شئ اجمل من الانتماء الى الطبيعة
دشّنت طقس , ومهرجان الالفيّة الثالثة
ولكنّها لم تضع
على لوحة اعلانها بوذا ,
وكونفوشيوس ,
وسقراط ,
وافلاطون ,
وارسطوطاليس ,
وزرادشت وجاليلو جاليلي ,
وشارلي شابلن ,
وتولستوي , وغاندي ,
ومارتن لوثر كنك

وجان دارك التي حوّلها الكذبة
من مدّعي حملة الإنجيل
الى كومة من الرماد
كسقراط الذي اُجبرعلى إرتشاف كأس السم
والكثير الكثيرممن حملوا الفوانيس للبشريّة
في الظلام الدامس.
الانتماء الى الطبيعة
والتعايش معها بسلام
والتعامل بغصن الزيتون
افضل من التعامل بكل ادوات القتل ,
وشتل نبتة من التفّاح
افضل من صنع صاروخ عابر للقارّات
وهو يحمل رأسه النووي .
الجلوس حول طاولة المفاوضات
في كلّ بقعة من بقاع الارض ,
والمراشقة بالكؤوس والاقداح
والمطاولة بالشتيمة , و
القذف بالكراسي تحت قبّة البرلمان
افضل الف مرّة من المجابهة بالسلاح الابيض .
والانتماءالى اصحاب حلف الفضول
افضل من دخول حومة حرب البسوس ,
والدخول الى مؤتمر باندونك
افضل من سماع صهيل خيول داحس والغبراء.
مابقيت وبقيت الأشياء
اجهل رفض البعض
التعايش مع الاخر بسلام .
لا تشكّل هذه الظاهرة
مصادرة لحرّية الغير
وهي ترفض التعدّديّة
بصلافة وقبح
الى جانب رفضهاالمشاركة
تحت مظلّة الخالق العظيم
لقد ظهرت هذه الاورام الخبيثة
بعد ان نامت في سبات طويل
امتدّ لما يزيد على ألف من السنوات
اميل الى سماع الموسيقى
من كل وتريّات الخليقة
وبألحان ,
ولغات كلّ شعوب الارض
والانصات حد الذوبان
في مهرجان كوني
للغناء ,
وللاستغراق ,
والتأمّل ,
والتسبيح في الصلاة
ليدخل الحب
من كلّ اجزاء الكون .
امّا البغض
فقد يكون مجذوماً ,
وحامل فايروساً قاتلاً
و جراثيم وباء
هوس المجاذيب ,
وغطرسة الجهل ,
ووشم عقد شوكيّة المنبت .
ألعن البغض
الذي هو من مفردات الشطط ..,
ونقص الوعي
وفقر الحب ..
واكتناز كراهيّة الاخر
من مفردات مركب النقص ,
والضمير المضبب ..
قد يكون الشيطان بشريّاً
خارج اصطفاف الصالحين
والحب نسيجاً صاغته الملائكة
وحمله الانسان ..
المتمثّل بالأنبياء , والرسل , والصا لحين
ممن خدموا البشريّة في صنعهم
للكهرباء ,
ووسائل السفر..
كالقطار,
والطائرة , وغيرها.
تحيّة للإنسان الذي خلع جذوره ....
وذلك ليزهر ,
فيترك ارثاً , مقدّساً
بخلع نبتة قابيل..
قبل ربيعها ثانية
وها هو يخطو باتّجاه الشمس
ليكمل ربيعاً ملائكيّاً
بين طيّات الفصول













#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( في فضاء الحرية ) الجزء الثالث
- ( في فضاء الحرّيّة ) الجزء الثاني
- ( في فضاء الحرّيّة ) الجزء الاول
- (الخرائط وطريق الحالمين) 4
- (الخرائط وطريق الحالمين) 5
- (الخرائط وطريق الحالمين) 6
- (الخرائط وطريق الحالمين)7
- القصيدة العنقوديّة 29
- القصيدة العنقوديّة 30
- الفصيد العنقوديّة 28
- القصيدة العنقوديّة 26
- القصيدة العنقوديّة 27
- (الخرائط وطريق الحالمين)3
- (الخرائط وطريق الحالمين) 2
- (الخرائط وطريق الحالمين ) 1
- الجمعة وساحة التحرير
- القصيدة العنقوديّة 25
- القصيدة العنقوديّة 24
- القصيدة العنقوديّة 23
- تحت المجهر 2


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ( في فضاء الحرّية ) جزء الرابع .