أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ثقافة التسليع














المزيد.....

ثقافة التسليع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 16:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لا شك أن أي نظام أقتصادي في الوجود مرتبط بشكل أو أخر بنوع المنتج السلعي الأساسي الذي تتركز فيه قوة وسائل الأنتاج وتركز معه دور السلعة في بناء هذا النظام، في المجتمع القبلي والرعوي وحتى المجتمعات الزراعية البدائية يعتمد النظام الأقتصادي فيها على الأرض كمصدر للتسليع بما تنتجه أو توفره من مفردات أنتاجية يمكن تحويلها للسلع أو خدمات مسلعة تساهم في ربط الإنسان بالأرض عبر النظام الأنتاجي، هذا الواقع جعل أحادية السلعة هي السمة البارزة في النظم الأقتصادية القديمة والتي مع أستمرار بقاءها ساهمت إلى حد ما في جعل العلاقة ثنائية محورها الأر ض والإنسان فقط.
التطور الأهم والمحوري كان هو أكتشاف حقول أقتصادية أخري يمكن للإنسان من خلالها أن يطور وينمي نظامه الأقتصادي الفردي لكنه لم يصل به إلى درجة سلعنة النظام الأجتماعي العام إلا في حدود ضيقة وباتت العلاقة الأقتصادية يمكن تصورها على أنها أكثر من ثنائية، كانت البداية الأولى هي جعل الإنسان نفسه سلعة وخصوصا نتيجة الحاجة أو الظرف الناتج عن التنازع الأقتصادي أو الأجتماعي المحلي فظهرت مثلا تجارة العبيد وتجارة الدعارة وحتى مفهوم الإنسان أداة عمل يمكنها أن تكون سلعة تتداول في السوق ببعض الأعمال الغير مرتبطة مباشرة في الأرض مثل التطبيب الأولي والسخرة وحتى ما يسمى بالكهنوتية الدينية حين تحول الدين إلى عمل فردي منتج للفرد.
هذه الصور من سلعنة الإنسان وتحويله إلى مفردة أقتصادية تطلب منه أن يجرب أنماطا غير أعتيادية من علاقات العمل ، منها ما يتعارض مع القوانين الطبيعية ومنها ما يتعارض مع القيم الأجتماعية والتي بقي جزء منها معارضا لهذا التسليع ولكنه لم ينجح في إلغاء المفهوم والممارسة لأسباب كثيرة أهمها العجز في إيجاد البديل المناسب الذي يعالج أسباب التحول ويعيد رسم العلاقة الأقتصادية حتى جاءت الثورة الأقتصادية وبداية عصر التحولات الكبرى التاريخية التي غيرت ونوعت من نمطية التسليع وشكلية العلاقة الأقتصادية بين الإنسان والإنسان.
عالم الثورة الصناعية ما بعدها أنتج لنا شبكة علاقات متعددة ومتنوعة وتدخلت فيها مفاهيم لم تكن موجوده مسبقا في كل النظم الأقتصادية، منها مفهوم الألة وسعة الأنتاج السلعي وتنوعه وتغيير في مفاهيم السلعة التي كانت تتركز على الجانب المادي فقط فتحولت مثلا الخدمات المرافقة لعملية الأنتاج والمؤسسة والمطورة والبحث العلمي ومفاهيم أخرى إلى مفهوم السلعنة، فبات المفهوم أكثر شمولية وأسع في تحديد مفهوم النظام الأقتصادي ذاته، الخدمات المالية والمصرفية ميزت بعظم النظم الأقتصادية وباتت بعضها الأخر يعتمد على مفهوم مطاط لنوع السلع ودرجة أهميتها في المجتمع حتى أن أفكارا ومفاهيم تم تداولها لم تكن جزء من منظومتنا المعرفية قبل الان مثل الخدمات السلعية العابرة للزمن والمكان وحتى العابرة للعقل.
ولكن تبقى هناك أجزاء لا إنسانية في هذه المنظومة المعقدة والمتشابكة من السلع الأقتصادية وخاصة تلك التي تتعلق بالإنسان ككائن له خصوصياته التي لا يمكن تحويلها إلى مفردة أقتصادية ولا من المنطق الأخلاقي أن تكون كذلك، نجد مثلا ظاهرة الرقيق الأبيض المنتشرة اليوم وسلعنة المرأة في منطوق أقتصادي لا إنساني يتعارض مع حق الإنسان في الوجود ككائن محترم من أساسيات وجوده أن يكون سيدا لا عبدا للنظام الأقتصادي، كذلك موضوع تشغيل الأطفال وأستغلال المهاجرين وتجارة الأعضاء البشرية والأخطر من ذلك سلعنة الدين والعقائد وتحويلها إلى منهج أقتصادي ممهد لمنج وهدف سياسي مرتبط بمصالح كارتلات وشبكات من المصالح والاستراتيجيات العالمية المرتبطة بتجارة الموت والسلاح والأعمار وإعادة تدوير الموارد المالية بطريقة الأستنزاف الممنهج لأقتصاديات الدول أحادية المصادر وأحادية السلعة مثل الدول النفطية أو التي تعتمد مثلا على منتوج واحد محدد ولكنه استراتيجي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شك الإيمان وظاهرة التكفير
- حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر
- أيام الفردوس _ مقطع من روايتي الأخيرة
- العراق ومنعطف التغيير أو نقطة التفجير
- الواقعية وما بعد الواقعية في الخطاب السياسي العراقي
- خيارات العالم مع أنتشار وباء داعش
- الروح الدينية مفهومها ودورها عند غوستاف لوبن
- تخاريف العقل
- أنا وفنجان قهوتي وأنتظار الحلم
- إرثنا التأريخي ومشكلة العيش من خلاله
- وماذا بعد العبور ؟.
- قراءات سياسية لواقع غير سياسي
- مجالات التغيير وطرائق الثورة
- حوار حول النص والعقل وقضايا القراءة وظاهرة التدين


المزيد.....




- فيديو مزعوم لـ-تدمير موقع أثري في سوريا-.. هذه حقيقته
- صورة مستشفى فرنسي تظهر في تدشين مشروع بالجزائر وتثير موجةَ س ...
- ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء ...
- إسرائيل تقصف دمشق والمنصات تنتفض غضبا مطالبة بوحدة الصف
- نيجيريا تكرّم الرئيس السابق بخاري بدفن رسمي وحداد وطني
- لحظات مخزية.. أمنستي: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل -خي ...
- بعد انسحاب الحريديم من الحكومة.. نتنياهو يخسر الأغلبية ولا ي ...
- هيئة الغذاء والدواء الأميركية تحذر.. ميزة قياس ضغط الدم في - ...
- احتجاز إيران ناقلة نفط مُهرب في خليج عُمان يثير تفاعلا على ا ...
- حملة إعلانات تدعو الإسرائيليين إلى عدم التجسس لحساب إيران


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ثقافة التسليع