أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - لا تأججوا نار الفتنة














المزيد.....

لا تأججوا نار الفتنة


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كما هو معروف للجميع ان كرة الثلج كلما تدحرجت زاد حجمها وثقل وزنها واشتد وقعها ، وخوفنا اليوم مما يجري على ارض الواقع من تزايد الاحتقان القومي والطائفي والعرقي وما ينطوي عليه الامر من تردي وتدهورة العلاقات وتدحرجها نحو التأزم اكثر فاكثر بين الحكومة الاتحادية من جهة وبين حكومة اقليم كردستان من جهة اخرى ،وكذلك بين المكونات الطائفية والاثنية الاخرى وخصوصا بعد تحرير سنجار وما تبعه من صدام دام مفتعل قام به واججه طرف اواطراف متطرفة همها الاساس اشعال نار الفتنة والاحتراب بين ابناء الشعب الواحد لغايات ومآرب في نفوسهم وما حصل في طوز خرماتومن صدامات مسلحة وسقوط العديد من الضحايا الابرياء من عرب وكرد وتركمان خير دليل على ذلك ، وعليه لابد من التساؤل كيف وصلت الامور الى هذا الدرك الخطير وكيف نست اوتناست الاطراف المتقاتلة عدوها الرئيسي(داعش) الذي يعد الاشرس والاخطر على الجميع ، ومن يتحمل مسؤولية تلك الافعال الكارثية؟.. والاهم من كل ذلك ما هو ضمان عدم تكرارها من خلال معالجة مسبباتها ؟ هذه التساؤلات مطروحة امام من يقبض على زمام الامور السياسية وحكم البلاد والتحكم بمصير الشعب العراقي والدولة العراقية ان جاز لنا ان نقول اننا نمتلك مقومات الدولة العصرية الحديثة.. وهنا قد يخطأ من يناشد الحكومة والبرلمان العراقي ويطالبهم بتحمل مسؤولياتهم بمعالجة المشاكل والاخطار الناجمة عما يجري ، حيث ان العلة تكمن اساسا بتشكيل الحكومة والبرلمان على مبدأ التوافق والمحاصصة الطائفية كما ان هناك اطرافا في العملية السياسية ذاتها من يسعى وينتهز الفرص لافتعال تلك الاحداث لتحسين وترجيح مواقفه ومكاسبه السياسية، وهذا ما يجعل حكومتنا وبرلمانها عاجزين ومقيدين وفاقدين العزم والارادة في التصدي لكل تلك الاعمال والانتهاكات الخطيرة والتي اذا ما استمرت سوف تأخذنا جميعا نحو المجهول حيث لم يخرج منها رابح بل الكل متساوون في الخسارة والضياع نتيجة المنهج الاعوج الذي تسلكه الاحزاب الطائفية والقومية ضيقة الافق في كلا الفريقين
وفي ضوء ما تقدم وما هومطروح على الساحة السياسية العراقية المهيمن عليها من قبل احزاب خلقت لها اذرعا مسلحة تفوق قدرة الجيش العراقي وقواته الامنية مجتمعة وهي بذلك اي تلك الاحزاب واذرعها المسلحة خارقة ومتجاوزة على القانون والدستور والشرع والاعراف، ومما يزيد الامر تعقيدا هودخول بعض الميليشيات من خارج الحدود واتخاذ قواعد لها على الاراضي العراقية وفرض نفسها كأمر واقع ورفع اعلامها فوق التراب العراقي.
ومما هولافت للانتباه ،ان بعض قادة الميليشيات يتصرفون مقام الحكومة والدولة ويدلون بتصريحات سياسية سيادية تتعلق بمصير البلاد وشعبها عندما يتناولون قضايا السلم والحرب وموقف السلطة والدولة العراقية من هذه او تلك من القضايا الشائكة والحساسة ويسمحون لانفسهم بالادلاء ببيانات وخطب سياسية طنانة رنانة وصبيانية من شأنها تأجيج وتعقيد الموقف السياسي وتؤزمه حد الانفجار، في الوقت الذي نحن باشد الحاجة لتحكيم العقل والمنطق بما يعزز اواصر اللحمة الاخوية والتعايش السلمي بين مكونات شعبنا العراقي الذي يمر باصعب واخطر الظروف وهذا يحتم على الجميع توجيه البندقية الى العدو الغازي لبلادنا والمتمثل بما يطلق على نفسه (الدولة الاسلامية ..داعش) ويأتي كل ذلك في ظروف صعبة يمر بها العراق، وفي احيان اخرى كثيرة نشهد تجاوز تلك الاذرع المسلحة التابعة لهذ الحزب او تلك المنظمة سلطة الدولة والبرلمان وذلك بلجوئها لحل الخلافات السياسية باتباع الوسائل العنفية واقتتال الاخوة.
وعندما دعت المرجعية الدينية الى الجهاد الكفائي دفاعا عن الشعب والوطن ضد الوباء الداعشي كانت تدعو للتطوع في سبيل الحفاظ على ارواح وممتلكات ومقدسات وارض العراقيين ككل دون تمييز وان يكونوا اولائك المتطوعين ضمن التشكيلات العسكرية للدولة حصرا وليس للميليشيات الحزبية المهيمنة على الساحة العراقية والمرتبطة باجندة خارجية .
اليوم يمر العراق بمنعطف خطير ففي الوقت الذي نحن نقارع فيه وباء داعش، يخطأ من يضع مطالبه واجنداته واهدافه الضيقة القومية والطائفية والعرقية بديلا لطموحات واهداف الشعب والوطن التي يجب ان تسمو وتعلو فوق الجميع .



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصداقة ليست بطول السنين بل بصدق المواقف
- البصرة مدينة منكوبة
- قرائة سريعة في خطاب السيد
- العراق ينتفض غاضبا
- الجماهير تقول كلمتها غدا
- من امن العقاب اساء الادب
- وهكذا ارتعدت فرائصهم
- فوضى التصريحات السياسية واضرارها الامنية
- من المستفيد غير داعش
- الحالمون بعاصفة الابابيل
- لا بد من تصحيح مسار العملية السياسية
- السياسة المصرية في المزاد الخليجي
- رفاق في الذاكرة
- الجماهير العمالية تعيد امجادها النضالية
- 2- دوافع واهداف حركة ارادة
- تشكيل حركة ارادة فتلكة مالكية
- الناصرية ليست قندهار، قالتها هيفاء الامين
- قليلا من الانصاف يا حكام العراق
- قليلا من الانصاف يا حكام لعراق
- علاوي يحن الى جذوره


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - لا تأججوا نار الفتنة