أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - بوابات الجحيم















المزيد.....

بوابات الجحيم


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ان عقد الامريكون العزم على اسقاط نظام صدام بالقوة، قال عمرو موسى الذي كان يشغل منصب الامين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحفي
بان اسقاط النظام العراقي بالقوة يعني فتح بوابات الجحيم.
ان التحذير الذي اطلقه عمرو موسى في المؤتمر الصحفي آنذاك، هو اشبه بالنبوة، ذلك لدقة الوصف ولصدق التوقع وللسعير الذي اندلع ولم يترك احدا الا وأناله شيئا من العذاب.
ان الاحداث المفزعة المتلاحقة، وتسونامي الارهاب الذي لم يهدأ منذ اسقاط النظام الصدامي بالقوة ولحد الآن، ، ومشاهد الذبح العلني امام الكاميرات، والقتل الجماعي لآلاف العراقيين ، ومهرجانات الجثث والرؤوس المقطوعة، وتدفق جحافل القتلة من الدول الاسلامية عبر الدول المجاروة، وصور ومشاهد الرعب التي كانت تنقلها كاميرات الفضائيات الخليجية على الهواء مباشرة بلذة وشغف ونهم وكانها على موعد غرامي مع الارهاب، تثبت بان نبؤة عمرو موسى قد تحققت وان بوابات الجحيم قد فتحت وان احداث الرعب والهلع والفزع اخذت بالتنقل كسيول النار من دولة الى الاخرى، تلك الدول التي كانت تبدي فرحتها وسرورها لمشاهد الموت والدمار والخراب في العراق.
المفارقة هي ان المسلمين، وعندما كان العراقيون يقتلون ويذبحون ويحرقون وتسلخ جلودهم وهم احياء، كانوا يسمون الارهاب مقاومة وطنية، يتبرعون له بالاموال ويدعمونه بالجهود الاعلامية والمهرجانات التضامنية، حتى عندما قُتل الزرقاوي، بكى عليه المسلمون العرب جميعهم واقاموا له سرادق العزاء، لم يقتصر الامر على المسلمين، انما العلمانيين ايضا قد شاركوهم الحزن والعويل، حتى وكان الحياة فرغت من معناها بهلاك الزرقاوي.
اما شيوخ الدين وعلماءه، اولئك الذين اصبحوا ملتي مليونيرات فقط لاجادتهم فن الدجل واثارة الفتن، فقد تولوا مناصب ملائكة الجحيم، فصبوا الزيت على النار بفتاويهم الدموية فازادوا الجحيم اشتعالا حتى بدا وكان كل شيء يشتعل ويفور ضغينة وبغضا واصبح التكفير اهم مظاهر الايمان. وان بدأ بعض التكفير حقدا طائفيا، الا انه اتسع وكبرت رقعته حتى اصبح يشمل جميع مظاهر الحياة، الاديان والمذاهب واللغات والعلوم والفنون والرياضة والاقوام.
لكن من الذي نفخ بالصور ايذآنا بفتح بوابات الجحيم لانهاء حياة مئات الاف الناس التي قضيء عليها بابشع صور لا يمكن ان تخطر حتى على بال مخرج افلام رعب؟
بالطبع ليس الله ولا مليكه ميكائيل!!
وما دمنا نتحدث عن بوابات الجحيم التي تنبأ السيد عمرو موسى بفتحها، نذكر القول المعروف
الطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة
اما جهنم، فقد عشنا اكثر مشاهدها رعبا وارهابا وقساوة، فاصبح لنا مخزونا من فزعها يقض علينا مضاجعنا ويحيل احلامنا الى كوابيس دائمة ويملأ انفسنا قلقا وخوفا حتى ونحن في الديار البعيدة او في متاهات الصحاري والقفار. فما هي النيات الحسنة التي تأخذنا مباشرة اليها على عمانا؟
انها اكذوبة الديمقراطية!!
ورغم ان الدوائر الغربية، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية، على علم واطلاع ودراية كاملة، بان الديمقراطية ليست نتاج سياسي بل نتاج مجتمعات تطورت بحيث اصبحت مدارسها وقوانينها وطريقة معيشتها وحياتها وحتى دياناتها تنسجم انسجاما كاملا مع مباديء الديمقراطية، وانها، اي الديمقراطية، لا يمكن ان تنسجم مع مجتمعات لا تزال تحكمها العشائر والقبائل ورجال الدين، مجتمعات تؤمن ان الوقائع والكوارث والاحداث هي مقدر ومكتوب, وان النساء ناقصات عقل ودين. وان الاصطفافات الطائفية والمذهبية تتغلب على الاصطفافات الوطنية، وان الوجدان الوطني قد اندرس ولم يعد له حتى بقية اطلال، وان الاحزاب التي اعدت سلفا لقيادة ما سمي بالعملية السياسة الديمقراطية هي احزاب فساد وحرمنة، وأن بعد مئات الاف القتلى والمشردين والمهجرين، وبعد ان اصبحت المدن انقاضا وخرائبا، وبعد تدمير كامل البنية التحتية وتحطيم كل اثار التاريخ، فان كل ما تستطيع الدول الغربية تقديمه هو ديمقراطية كسيحة هي ديمقراطية المحاصصة حيث تتوزع السلطة بين المكونات الطائفية ويتربع شيوخ العشائر وشيوخ الدين والفقهاء على كراسي الحكم بينما الصغار والاغبياء من اتباع الطوائف ينشغلون عقليا وجسديا وثقافيا بمعارك القتل والتفجير والتدمير والاغتصاب والحروب بضراوة الوحوش.
لقد استقر الرأي الغربي على ان الاحزاب الاسلامية تكون العمود الاسلامي لخيمة الديمقراطية الشرق اوسطية الجديدة، وتحت ظلها يجتمع رجال الطوائف والعشائر والقبائل وامراء الحرب وزعماء التهريب وكبار اللصوص وتجار السلاح، ذلك ان مبيعات الاسلحة تشكل احد المصادر الاساسية لاقتصاديات الدول الغربية، وان هؤلاء المجتمعون تحت خيمة ديمقراطية المحاصصة هم افضل من يذكي نار الفتن والحروب.
الديمقراطية التي يهلل لها الغرب ويطبل ويخصص لها مليارات الدولارات ويدرب ويجند لاحلالها الاف مؤلفة من القتلة بعنوان الثورة الديمقراطية اللبرالية، يستثنِ منها دول الخليج، السعودية، قطر، الامارات، البحرين. وهي دول تحكمها عوائل مصونة غير مسؤلة، لها الكلمة الاولى بالموت والحياة. دول تعتبر المصدر الاول لتمويل وتجنيد الارهابيين، ايديلوجيتها الاسلامية هي الروح الحقيقية لكل انواع الحراك الارهابي في العالم.
الملفت، ان كل الارتباطات التي تدل على تورط منتسبي العوائل الخليجية الحاكمة، او تورطات شيوخ الدين الوهابي بمخططات التثقيف الارهابي، يتم التستر والتخفي عليها، ذلك ان دولهم هي الرافد الرئيس لتجهيز الدوائر الغربية بمطايا وبهائم الارهاب حسب الطلب، كما تطلب الحال في افغانستان وفي سوريا وفي ليبيا وفي مصر وفي العراق وفي اليمن.
فقد نجحت الدول الخليجية بالسيطرة على عواطف وضمائر ملايين الناس وتم لها عن طريق وكلائها او دعاة الدين الوهابي التحكم بعواطفهم ومشاعرهم، فمتى ما ارادت اهاجتهم وحركتهم وزجت بهم في معارك التشاحن الطائفي والديني حسب ما تقتضيه المتطلبات السياسية والاقتصادية الغربية.
لقد استطاعت السعودية بتوظيف البترو دولار والاسلام تجفيف منابع الحب والتعاطف الانساني، حتى اصبح قلب المسلم حجرا متكلسا ليس فيه تسامح ولا شفقة، فبدت المجازر والمذابح لقتل الاف الناس وكانها مهرجانات للانتصار والظفر.
السؤال: كيف تستطيع تجفيف منابع الارهاب بينما الدين الاسلامي يعمل على تجفيف منابع التعاطف والتسماح والتعايش الانساني؟
ان التصحر العاطفي والانساني هو الجحيم بعينه، هو السبب الرئيس للارهاب، فمن يحب الحياة لا يقتل الحياة، ومن يجد في الارض سعادة لا يبحث عنها في الاخرة، ومن يعشق الحرية لا يستطيب العبودية حتى لو كانت للاله.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - بوابات الجحيم