أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة














المزيد.....

تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن فهم تعاطف السوريين الفارين إلى تركيا مع الأخ الأكبر التركي , إردوغان , لكن كلما سمعت و قرأت تعليقاتهم على انتصار الرجل في الانتخابات تذكرت فورا خطابات "القائد الخالد" و هو "يشكر الدول الاشتراكية و على رأسها الاتحاد السوفيتي الصديق" , الكلام الذي كان يفترض أن يقابل بتصفيق حاد من مستمعيه .. هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا , من قبل كان الفلسطينيون في عراق صدام حسين , المصريون في العراق أيضا في بعض الأوقات , الأفارقة في ليبيا القذافي أحيانا , السوريون أيضا من قبل إخوان مرسي , الفلسطينيون في سوريا من قبل نظام الأسد , هؤلاء و غيرهم استخدموا من قبل هذا النظام أو ذاك لقاء بعض "الامتيازات" الفعلية أو الوهمية كمؤيدين أو شبيحة احتياطيين للنظام .. و مثل هذه الظاهرة تنتج تناقضات مضحكة : يردد السوريين في تركيا ضد خصوم إردوغان نفس التهم التي يقتلون باسمها على الطرف الآخر من الحدود , و "يؤيدون" إردوغان لنفس الأسباب التي يستخدمها منحبكجية النظام الأسدي ليبرروا ولاءهم و صمتهم أو تأييدهم لمجازره بحقهم .. يصبح "الاستقرار" فجأة مبررا للصمت و السمع و الطاعة للأخ الأكبر التركي , و يتبارى الكثيرون في اتهام "المندسين" الأتراك بشتى التهم التي سبق لنظام الأسد أن اتهمهم هم أنفسهم بها .. لأربعين عاما لم تكلف الممانعة النظام الأسدي سوى بعض الشعارات و البروباغندا و الأغاني "الوطنية" و بعض المسيرات "الحاشدة" عند اللزوم .. نفس "التضحيات" التي قدمها الأخ الأكبر التركي "للشعب السوري المظلوم" ... لا تتعلق المسألة بالانتخابات فقط , بل بتصاعد سلطوية إردوغان و قمعه لأي حراك شبابي و اجتماعي و جماهيري وصولا لقمع حرية التعبير و تشكل ملامح شمولية جديدة نجحت حتى اليوم في الاستمرار و بناء هيمنتها بتقسيمها الجماهير و وضع بعضها في مواجهة بعض و قمع حراكها لتجعل مقاومتها أو خلق بديل جماهيري ديمقراطي مهمة مستحيلة .. يذكر إردوغان بشكل من الأشكال "بالقائد الخالد" ( اللقب الرسمي الأخير لحافظ الأسد , بعد وفاته ) .. يستخدم الأخ الأكبر التركي أساليب الزعيم الخالد نفسها ليتسلق بنجاح إلى رأس الهرم السلطوي - الاجتماعي , يرشو و يشتري و يزاود و يكذب و يراوغ و يستزلم و يقمع و يردد الدوغما و يرعاها و يتلاعب ( "يؤيد" و "يناصر" "قضايا الشعوب" ) لجعل إمكانية قيام أية مقاومة جماهيرية لسلطويته أمرا مستحيلا , و قريبا سيحظى بنفس ألقاب الزعيم الخالد العديدة , التي يستطيع السوريون تزويده بها من ذاكرتهم المتبقية عن بلادهم التي تركوها .. لا يمكن لوم السوريين عمليا على تحولهم لشبيحة افتراضيين للأخ الأكبر إردوغان , و عجزهم عن رؤية قبح هذا الوحش أو أفعاله , و تحولهم إلى أنصار لمزرعة حيواناته الخاصة التي يعتقدون أنهم يحتلون فيها مكانة مرموقة .. كبشر يقفون و ظهرهم إلى الحائط يصبح لومهم جريمة مضاعفة ربما , لكن هذا شيء و الصمت على عملية تحويلهم إلى شبيحة إردوغانيين و التهليل و التصفيق لهذا على الطريقة المشرقية شيء آخر تماما ... لا يمكن لأحد أن يلوم اليهود بينما كانوا يواجهون هولوكوستهم في أن ينتظروا "الخلاص" من ستالين أو من هتلر آخر حتى , لكن أن يجعل اليهود من آلامهم مبررا لآلام بشر آخرين , و من قيودهم مبررا لقيود بشر آخرين , أو أن يجعلوا هولوكوستهم بداية لهولكوستات جديدة , و أن يلعبوا في هذا كله دور الجلاد أو أتباع الجلاد المخلصين فهذا شيء آخر تماما .. إن كان من أمل للثورة و الحرية في الشرق فهو يرتبط بالشعوب التي تناضل في سبيل حريتها لا السادة أو الزعماء الخالدون , الذين يبحثون عن مجدهم , و إن جاء على أشلاء الفقراء , إن كان من أمل باق في حرية ما في هذا الشرق فهو تحديدا في النضال ضد جنس "الزعماء الخالدين" لا العكس



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا البحر لي
- حكاية أجدادي الطيبين
- الهوية
- في رثاء الثورة السورية , و -الشعب- السوري- : أيها الراحلون , ...
- عن الانشقاق عن الطوائف
- -فلسطين-
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-
- عن عبد الناصر , حوار مع سلامة كيلة و جوزيف سماحة
- قراءة في صحف صباح -العيد- , و كلمة إلى الرفيق جدا فؤاد النمر ...
- أريد رفاقا لا قطيعا - سجناء مجموعة خلايا مؤامرة ( إضرام ) ال ...
- حفلة سمر لأجل نهاد المشنوق
- عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق
- ذكريات غير لبنانية عن حدث لبناني
- عندما يدس لاسلطوي أنفه فيما لا يعنيه : بعض الأفكار عن الستال ...
- أزهار التحرير لإيميليا سيرغويرا
- الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشبا ...
- عندما تفشل الثورات , محاولة لتحليل الربيع الثوري العربي
- من كتاب ميخائيل باكونين : الماركسية , الحرية , و الدولة


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة