أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ما يهم امريكا في اقليم كوردستان هو البيشمركة و المسجد و اغنياء العشيرة















المزيد.....

ما يهم امريكا في اقليم كوردستان هو البيشمركة و المسجد و اغنياء العشيرة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 12:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رغم وجود الفقر المدقع و ما وصل اليه اقليم كوردستان الى حال يترحم عليه الجميع من كافة النواحي، و بالاخص ما يهم المواطن و هو يعيش في ظل عدم توفر الخدمات الضرورية الملحة في هذه الاونة . فان مواقف الدول الاقليمية المؤثرة و التي تحيك الكثير من المخططات السرية التي تقع في اتجاه ايصال الاقليم الى الحضيض الاكثر، و يرون انه من صالحهم، طالما بقى الاقليم على وضع متردي يحتاجهم في كل صغيرة و كبيرة . اما الدول الكبرى من امثال امريكاكما نلمس لا يهمها الا الحفاظ على ما يثبت قواعد بقاء توازنات تفيدها في هذه المرحلة، و هي تبقي على سيطرتها الكاملة و دورها في التغييرات الممكنة، في ظل عدم فسح المجال امام اي احتمال لخسارتها لمواقعها المهمة التي تهم استراتيجيتها البعيدة المدى . تعمل امريكا على عدة محاور لتبقى كما هي منذ رئاسة اوباما و تغييره الكبير في تعامله مع القضايا في الشرق الاوسط و اهتمامه الرئيسي بالقضايا الداخلية لبلاده التي ابقته على شعبيته الكبيرة و للدورتين المتتاليتين، و توكيل اخرين من المصلحيين مهما كان شكلهم و تركيبتهم لتنفيذ سياساتها الخارجية .
عندما تدخل امريكا منذ مدة في سياساتها العامة من ابواب و نوافذ، انها تعامل مع كل منطقة بما تخصها من الناحية الثقافية والفكرية و الاجتماعية و الاقتصادية و من خلال فرضه على المتسلطين، و تدرس ما يهم المجتمع المعني في انتاج وصفة كاملة لكيفية اجراء اللازم في سياساتها الخارجية على تفاصيلها من قبل المذخر الفكري المنتج لديها باستمرار في اية منطقة معنية . فلنا ان نعيد الى الاذهان كيف كان موقفها من كل بلد اثناء الحرب الباردة، و من ضمن البلد سواء على الصعيد السلطة او الشعب، و كيف اهتمت بما يهم السلطة بعيدا جدا عن الشعب و مستقبله في اكثر الاحيان، في سبيل بقاء حلفاء على اختلاف اشكالهم و طبيعتهم .
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي و تغيرت معه سياسات امريكا الخارجية بدرجة كبيرة جدا، من حيث التعامل مع السلطات و اهداف الشعوب و التدخلات التي وفرت لها فرص فسيحة للتاثير على التغييرات، من اجل المراد من اي بلد من النواحي الثقافية الاقتصادية الاجتماعية، على العكس مما كان عليه ايام الحرب الباردة التي اهتمت بالرؤس دون التدخل الدقيق فيما يجري في تلك البلدان، حتى اثناء الهيجانات احيانا، و تدخلت كثيرا في سبيل الابقاء على حكومات لم تكن تتوالم من حيث طبيعة حكمها مع الاستراتيجية الثقافية الفكرية الاقتصادية التي كانت لها اهمية قصوى لدى الفكر الراسمالي الامبريالي الامريكي في حينه و لحد اليوم الا انها كانت تحافظ على مصالحها قبل الفكر و الثقافة و الفلسفة . ونؤكد الكلام بتوهنا الى سياساتها من حيث العلاقات و نسال؛ كيف كانت مع دول اخرى قريبة لها من حيث الاستراتيجية الفكرية الثقافية و لكنها كانت محسوبة على المعسكر الاخر و وقفت ضدها رغم توافقها مع استراتيجياتها المعلومة .
في مرحلة مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي، نرى بوضوح اهتمامات امريكا السياسية لدول هذه المنطقة و ما يخصنا و ما انا بصدد الكلام عنه في البلدان، و من ضمنها الاقليم الذي لازال صغيرَ الاهمية نسبة الى المخططات الامريكية الكبيرة و ما تعمل عليه بدقة من اجل بقاء يدها العليا على الضد من بروز اي محور او معسكر ينافسه في اي وقت كان ان تمكنت و قاومت.
صلب اهتمام امريكا هنا في اقليم كوردستان، هو بقائه كما تريد مضحيا و في مقدمة من ينفذ مخططاتها سواء بعلمه او بدونه، انه محارب شرس يعادي من يكلف بمعاداته و يقف حائلا دون وصول يد الشر الى اي مكان لا يمكن ان تضحي به امريكا في استراتيجيتها و تخطيطاتها التفصيلية لهذه المنطقة . اما كيفية استمرار السلطة في اقليم فانه ليس بذات الاهمية من يكون على راسها و باي توجه او حزب يمكن ان يقودها، الاهم هو بقاء الوضع ضمن المخطط و في دائرة اهتمام امريكا، و لابقاء لجام الامر بيدها فانها تمن عليه بطرق متعددة، و منها دعمه في السراء والضراء من جهة سواء معنويا كان ام ماديا، و لمنع خروجه عن الطاعة فانها تسلك طرق عدة معتمدة على التفاصيل، و منها بقاء شكل و طبيعة و جوهر الحكم الذي لا يمكن ان تسمح بان تخرج من دائرة الفكر والثقافة و التوجهات و الفلسفية الراسمالية الامريكية من جهة اخرى، و مستغلة كل جانب في هذا الاطار في تعاملاه مع التابعين . و عليه فان البيشمركة و الاغنياء العشائريين الكورد و الاثرياء الجدد و ما يدعمهم من الموجود في السلطة و المسجد، هو من المساند و الدعائم القوية لتنفيذ سياستها البراغماتية . من يتابع المستجدات في اقليم كوردستان و موقف امريكا حول القضايا المهمة و المراحل المفصلية للمسيرة السياسية له، فانه يكشف عن فحوى سياسة امريكا التوفيقية من جهة و التضليلية من جهة اخرى اضافة الى النفاق الواضح فيما بين العمل و الادعاء، و ما تتشبث به من مقولة مصالح الشعوب . فهل من المعقول ان ترى امريكا مصلحة الشعب الكوردستاني في بقاء البرزاني على الرغم من كل ما يُضرب به لاهم مسند اساسي للنظام الديموقراطي و هو القانون و اهمية احترامه و الابقاء على سيادته عالية و على الجميع . اهل يمكن ان تضرب امريكا القانون يوما اعتبارا للمصلحة العامة لها داخليا، و كما يمكن ان تفيدها في مرحلة ما من تاريخها، و هل من الممكن ان لا تغير القانون بالقانون و تضرب به من اجل ما يهم الشعب الامريكي كاكبر حجة لدى السلطة الامريكية . ام ان القانون لديها هو البقاء على حياة الناس مهما كان لغير سياسة الصالح العام كحجة . اليس هذا تضليل ان تتبع ما يهمك في شؤونك الداخلية و تنكره على الاخرين .
النوافذ الاساسية لتعامل امريكا مع الاقليم هي البيشمركة في هذه المرحلة كوسيلة بديلة عن التدخل المباشر كما كان من قبل في الشؤون الاكثر اهمية لها، و هي تنفذ بالدقة المتناهية ما تريد بواسطته في هذه الناحية و لم تصل حال البيشمركة المرتبط بحياة الناس ايضا و نظام الحكم الى وضع يمكن ان يستند على نفسه لتعتمد عليه السلطة الكوردستانية في اية مهمة خاصة بالاقليم و مستقبل ابناءه، فليس بذات الاهمية ان عدد البيشمركة كان مليونا او عدة الاف في هذا الاقليم، لانه غير مجهز و لا يمكن باي شكل ان يدافع عن الاقليم دون مسند خارجي و لطالما بقى على هذه الحال انه يكون سالما. و اعتقد لا يمكن ان تسمح له التقدم و التطور التقني و التجهيزي و الالي مهما ضحى او نفذ ما يؤمر به من قبل امريكا او دول الجوار . اما من الناحية الفكرية الفلسفية، فبعد قراءة الواقع الثقافي العام لاقليم كوردستان من قبل المهتمين و الملمين بشؤنه و لمصلحة ما او كما نرى في الاستراتيجية الامريكية للمنطقة والعالم و كاقليم وهو جزء صغير جدا من هذه المخططات، فانه لا يمكن ان نتصور بانها يمكن ان تدع الاقليم ان يغير من ثقافات الامة بشكل مغاير لما يهمها الان و مستقبلا طالما ابقت يدها هي العليا . اي عصارة الفكر الكوردستاني مخطط لها ان تكون ضمن المسجد و العقلية الشرقية الدينية ربما المعتدلة المفضلة لدى امريكا، و يمكن ان تغير من قياساتها حول اعتدالها لقضايا اقليمية في المنطقة وفق الحاجة . بمعنى اخر، فان الثقافة العامة لاقليم كوردستان لا يمكن ان تصل الى مرحلة انتقالية متاهبة الى التغيير الشامل طالما كانت بقاء امر الواقع لصالح سياسات امريكا الثقافية و الاقتصادية في المنطقة . فهل من المعقول ان تدع امريكا سياسة اقتصاد اشتراكي في اقليم تاخذ مجراها الطبيعية و هل يمكن لامريكا السماح له كي يمكن الاستغناء بها عن اهمية امريكا لها مستقبلا . فهل من المعقول ان لم تفكر امريكا في معسكر مغاير سواء كان قريبا من المعسكر الاشتراكي السابق او باسم و تركيب و محتوى اخر مغاير للمعسكر الراسمالي الحالي قد يغريه . اذا من ناحية الفكر و الثقافة سيبقى المسجد بمعناه الثقافي الفكري مسيطرا على زمام الامور، فيظل النظام الراسمالي الامريكي في المنطقة . اما لاسناد مواقفها و استمراريتها دون اعتراض ممكن فان امريكا ستبقي على الاثرياء المتخلفين الذين انتجتهم السياسة الاقتصادية التقليدية لدى السلطة السياسية في اقليم كوردستان و بتشجيع و دعم امريكي، و هي نابعة من العقلية العشائرية التخلفية البائنة و ليس بنهج و مخطط علمي مدروس، على الرغم من وقوعها لصالح السياسة الاقتصادية الراسمالية الامريكية، او بتوجهات و شروط امريكية اقتصادية و كما تريد ان تفرضها على الجميع لاستمراريتها و الاستناد عليها في الصراعات السياسية الاقتصادية في المنطقة وما تنشده للعالم .
اننا هنا اختزلنا السياسة الامريكية العامة في المنطقة عند اقليم كوردستان، فان ما يجري هنا لم يخرج من تعامل امريكا مع كل جزء من المنطقة وفق خصوصياتها التي لا تخرج من الهدف العام والاستراتيجية الامريكية الاقتصادية الثقافية السياسية، و المنفذ الرئيسي لما تريد هو البيشمركَة و الاثرياء العشائريين الجدد و المسجد المقدس من الناحية السياسية والفكرية التي يتمتع بها المجتمع الكوردستاني عقلا و فكرا و توجها و ما يهم الناحية الاجتماعية على وجه الخصوص . فلله درك يا امريكا، انت و سياساتك و ما تشغلين العالم به رغم ما تتشدقين به من الانسانية و الحرية و الديموقراطية !



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل جبهة البارزاني مع الاجحاف بحق الشعب ؟؟
- حقا لا يصح في كوردستان الا الصحيح في النهاية
- لا تسعدوا بدعم امريكا كثيرا
- شعب كوردستان بين البرزاني و العبادي
- المطلوب لجم الاعلام الفوضوي في اقليم كوردستان
- مشكلة الدين في عدم تقبله لجميع الاسئلة
- تناقشت مع من هددني و اقتنع بالامر نسبيا
- كوردستان ليست بأمان
- عبادي اخر في سوريا مستقبلا
- لو حقا كذلك لكنا في النعيم الان
- اقليم كوردستان الى اين ؟
- هل يمكن تطبيق قرارات الغاب في كوردستان
- لقد (ولٌى ) زمن الحزب القائد في العراق ؟
- انقلاب سياسي مشين في اقليم كوردستان
- تشبث البرزاني بمنصبه يكشف زيف ادعائاته
- لم يبدع حتى الفطاحل في الشرق الاوسط !
- امتدت احتجاجات اقليم كوردستان
- تعلٌق رئيس اقليم كوردستان بكرسي الرئاسة
- هل تعيد روسيا هيبتها من سوريا ؟
- لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ما يهم امريكا في اقليم كوردستان هو البيشمركة و المسجد و اغنياء العشيرة