|
مشكلة الدين في عدم تقبله لجميع الاسئلة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 12:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كنت و صديق مؤمن معتدل، استمعت الى مناقشة عفوية بدقة شديدة بينه و بين ابنه عندما اردنا الخروج من البيت . ساله ابنه و هو في الثامن من العمر، هل اتي معك يا بابا . قال له لا يا ابني . فقال الم تعدني بان تاخذني و تشتري لي حاجاتي و ثم حلفت، قال نعم، اذا الم يحاسبك الله على رفضك لاخذي . قال؛ لا . فقال له لماذا و انت حلفت به كذبا . قال القسم احيانا شيء مجازي ابني و لم اقصد ان اخذك اليوم . فقال؛ اذا انت اردت ان ترضيني، قال له ابوه نعم، فقال اهل من الصحيح انت تريد ان ترضيني و في داخلك انت تعلم انك لم تاخذني، و الم يخل هذا بالقسم و انت تعلم في داخلك انك لم تاخذني و انت تصلي . قال لابنه هل انت تسالني الى النهاية . قال له ابنه؛ السؤال ممنوع عندك ام عند الله . و انا استمع الى النقاش السهل الممتنع راودتني الكثير من الافكار و ما ذهب اليه الطفل سواء عفويا او نتيجة لمصلحته في عدم تنفيذ ما اراد و ما تعصب في النهاية و سال عن السؤال و هو اصل المشكلة و الفرق بين الدين و العلم و ما يرتبط بهما من البحث عن الحقيقة بمنطق سليم . اي توصل الطفل الى ما هو الفرق بين الدين و الفلسفة و العلم عفويا دون ان يعلم انه يسير علميا، و هكذا حال الكبير ان لم يمنع نفسه عن السؤال بحجة ما و منها علم الغيب عند الله، سيسير عفويا في طريق البحث العلمي . وهو ما يمكن ان نعلن عنه على انه تمييز منهج العلم مع الدين في السؤال والشكوك، و ما يقطع الدين في النهاية في منع السؤال و ما يسمح به العلم الى ما لانهاية، و هو ما يفرض التقدم في كل امر، و يمنع الامتناع عن السؤال التقدم في الين، لان اية خطوة في مسار ما عندما تجيء بسؤال لم يكن له جواب عنده النهاية، فانه يجب ان يُبحث عن الجواب له و هذا ما ينور طريق المسير على الاسئلة المتتالية، الى ان يتمكن السائل و المجيب الانتقال الى مرحلة اخرى، و تخلق في نهايتها اسئلة اخرى و هكذا، فهذا هو المنهج العلمي، اي السؤال هو الذي يجر مرحلة بعد اخرى و كل مرحلة تخلق سؤالا يدفعها الى ان لا تستقرعلى شيء، و يفرض بحثا عن الجواب و به ينتقل الباحث الى مرحلة اخرى متقدمة عن قبلها، و لا يقبل العلم التراجع ان كان الامر بمنهجية و منطق سليم ولكن الدين في اكثر الاحيان يفرض التراجع عند العودة بالكلام الى اعتماد الجواب بامثلة من الاحداث التي مر بها السلف . و يقف السؤال عند الايمان بالخالق يقينا و ارجاع كل جواب اليه، وهذا ما يخلق العقلية الاتكالية الواضحة، و يمنع التكامل و الاستمرارية في العمل و التفكير . اما اهم ما يميز الدين عن العلم و هو جواز امور و عدم جوازاخرى، و من قبيل استمرارية في السؤال كما حدث للاخ مع ابنه، حين اوصله الى عدم امكانية جوابه لابنه، و قال له هل انت تستمر في الاسئلة و اجابه بسؤال منطقي من يمنع السؤال انت ام الله . و هكذا الايمان بالغيبيات و السؤال عنها من شان الفلسفة بعيدا عن منهج الدين الذي يفرض الايمان المسبق و يقطع الطريق عن بعض الاسئلة التي يخلقها العقل، او التفكير و ما يوصلك الى تلك الاسئلة و التي يدعي الدين ان جوابها و البحث عنها من شان الغيب، بينما الفلسفة لا تمانع من السؤال عنها و تبحثها و لكنها تفضل الاجابة عنها عند النتيجة و لم تصل الى اكثرها، اما العلم فانه مع الملاحظة وتكرار الاسئلة حول المستجد في كل بحث و اختصاص . و عليه، يمنع السلفيون او الاكثرية المؤمنة المغلقة على نفسها السؤال و يضعونه في خانة الشكوك التي هي مرفوضة في الدين، و لا يقبل به باي شكل و هذا ما يقطع الطريق امام التفكير والبحث و يعيد كل امر الى الغيب و هو المجيب و البحث فيه يخل بالايمان و الدين بذاته . اذا المشكلة الااساسية و هي خيط بسيط من الفارق بين الفلسفة و الدين وا لعلم من حيث الفكر، و هو المنهجية في البحث في كل منهم، و الاول و الاخير فيهم هو السؤال و البحث عن الجواب، و كل سؤال من نتاج العقل و من كان خالقه يفرض الاستجابة عنه ليرضي النفس و العقل المفكر . هكذا هي الحياة البحث و السؤال عن اي شيء يدفعك نحو البحث و البحث يدفعك الى اكتشاف الجديد، وفي المقابل الامتناع عن الجواب عن اي سؤال يخلق الجمودية و يمنع الحيوية والتقدم ولو بخطوة . ان كانت الحيوية و العقلانية مسيطرة على اي فرد او مجتمع، فاننا نكون بين جمع غفير من الاسئلة و الدوران، و النشاط يفرض نفسه في ايجاد الجواب بعيدا عن الاجوبة المعلبة المنتهية الصلاحية منذ ازمنة غابرة . اذا كن انت علميا و اسال و لا تدع اي مانع امام عقلك و تصوراتك و فكرك في ان يسالوا و سوف تكشف الكثير بالسؤال، و هو بداية التحرر من الجمود و الانتقال من الغيبية في الاعتقاد الى العلمية و الواقعية في المعيشة و التفكير .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تناقشت مع من هددني و اقتنع بالامر نسبيا
-
كوردستان ليست بأمان
-
عبادي اخر في سوريا مستقبلا
-
لو حقا كذلك لكنا في النعيم الان
-
اقليم كوردستان الى اين ؟
-
هل يمكن تطبيق قرارات الغاب في كوردستان
-
لقد (ولٌى ) زمن الحزب القائد في العراق ؟
-
انقلاب سياسي مشين في اقليم كوردستان
-
تشبث البرزاني بمنصبه يكشف زيف ادعائاته
-
لم يبدع حتى الفطاحل في الشرق الاوسط !
-
امتدت احتجاجات اقليم كوردستان
-
تعلٌق رئيس اقليم كوردستان بكرسي الرئاسة
-
هل تعيد روسيا هيبتها من سوريا ؟
-
لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق
-
لماذا ربط رواتب الموظفين بكرسي رئيس الاقليم
-
التامل مع الذات عند القروي كاكه حمه
-
اقليم كوردستان و حلف روسيا
-
هل يحق لروسيا التدخل في سوريا
-
كل مَن يفكٌر و يعبٌر فهو فنان
-
تحطيم سلم القيم الاجتماعية في العراق بشكل خطير
المزيد.....
-
-حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار ..
...
-
اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
-
مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
-
4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
-
سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا
...
-
ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|